الأب في عيده: نادر الوجود كبطل في الأفلام

يعد 21 حزيران/يونيو من كل عام عيداً للأب. لذلك، تحفّزنا المناسبة على البحث عن حضور "جسر البيت" في أعمالنا الدرامية.

  • أحد أفلام الفنان فريد شوقي أباً على الشاشة من إنتاجه
    أحد أفلام الفنان فريد شوقي أباً على الشاشة 

نعم الأب حاضر كرمز ولم يأخذ مكانه الحقيقي إلا مع الفنان حسين رياض في أدوار مثالية، وكان للفنان فريد شوقي اهتمام بالتعاطي التوجيهي مع الموضوع من خلال سلسلة منها فيلم: "وبالوالدين إحسانا"، حيث ركز على أهمية البر بالأهل ورعايتهما في مرحلة التقدم في السن.

أكثر الشخصيات التي تظهر يكون فيها لاعب الدور والداً للبطل وربما يضاف عليه تفصيل بسيط لكنه في الغالب حضور شرفي من دون فاعلية في سياق أحداث العمل الفني. على الأقل إستناداً إلى مفهوم إنتاجي خاطئ يعتقد أن بطولات الشباب أكثر جذباً لقطاعات الجمهور المختلفة لأن نسبة كبيرة منهم من الشباب.

  • محمود المليجي أباً قاسياً
    محمود المليجي في أدوار الأب القاسي

وهذا الكلام ينطوي على مسألة أهم ، من عناصرها دور الأب، بما يشير إلى أن الفنان الذي يتخطى السبعين لا يعود يعثر إلا نادراً على أدوار يؤديها. لكن عندما لا يكون هناك بد من تناول دور الأب يتم ارتكاب هفوتين أولاهما الاشتغال على وجه ومظهر الفنان الشاب وإغراق شعره بالشيب، ووجهه بالتجاعيد في محاولة للتوفير في تكليف ممثل كبير في السن للعب الدور، والثانية تكون فيها مواصفات الدور هشة سطحية لا قيمة لها.

  • حسين رياض والعاطفة الأبوية الصادقة
    حسين رياض والعاطفة الأبوية الصادقة

وقد عمد معظم نجومنا الراحلين منهم والأحياء إلى تقديم سيناريوهات يكونون فيها آباء لأطفال وفتيان يدافعون عنهم في وجه أشرار أو مجموعات مسلحة فيتفانون في التضحية بأنفسهم لإنقاذهم، وهذا أعلى سقف يبلغه دور الأب فهو ليس أساسياً ولا ثانوياً بل له ركن مستقل غير مؤثر، وهي صورة تشبه واقع التعاطي الفاتر مع الأب في مجتمعنا لجهة الإهتمام بإحياء عيده في 21 حزيران/ يونيو من كل عام رفعاً للعتب وحسب.

إذاً، زمن الفنان حسين رياض، زكي رستم، وأمثالهما ولّى تماماً فالتوجيه والنصح والعبرة الإيجابية لم تعد موجودة أصلاً في معظم انتاجاتنا، إلاّ فيما ندر عبر بعض المشاهد التلفزيونية. وطالما أن شيئاً قد تغير في الصورة الاحتفالية بعيد الأب إثر كثرة الإنتقادات التي عابت على الجميع عدم إعطاء المناسبة ولو القدر اليسير من الإهتمام الذي يُعطى للأم في عيدها، فربما علينا أن نتوقع لاحقاً بعض التبدل في صور الآباء على الشاشتين والخشبة.