الشيخ محمد عبده.. أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث

شكلت كتابات محمد عبده دافعاً فكرياً للثورة العربية عام 1881 وألقى بكلِ قواه في أتون حركتها حتى هزمت الثورة في أيلول/سبتمبر من العام نفسه، وقبض عليه وسجن 3 أشهر، وحكم عليه بالنفيِ خارج مصر لـ 3 سنواتٍ إلّا أنه ظل في منفاه نحوَ 6 سنين

وُلِدَ الإمامُ الشيخ محمد عبده عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وتسعةٍ وثمانينَ 1849 في قريةِ محلةِ نصر في محافظةِ البحيرة في مِصرَ.

يُعتبَرُ محمد عبده واحداً من أبرزِ المجدِّدِينَ في الفُقهِ الإسلاميِّ في العصرِ الحديث. تعرّفَ إلى جمال الدين الأفغاني عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وواحدٍ وسبعينَ 1871 وتتلمذَ على يديهِ.

ويرى عبده أنّ "الإسلامَ، لا روحيّاً مجرّداً، ولا جسديّاً جامداً، بل إنسانياً وسطاً بين ذلكَ آخِذاً من كِلْتا القبيلتَينِ بنصيبٍ، فتوافرَ لهُ منْ ملاءمةِ الفِطْرَةِ البشريةِ ما لم يتوافرْ لغيرِهِ، ولذلك سمّى نفسَهُ دِيْنَ الفِطرةِ".

كان محمد عبده أوّلَ مَنْ دعا إلى فكرةِ المستبِدِّ العادلِ حيث تمنّى أنْ يحكُمَ الأمّةَ حاكمٌ مُطلَقٌ ومُستبِدٌّ وعادلٌ لمدةِ خمسَ عشْرةَ 15 سنةً، لكنّ الاستبدادَ هنا لم يكنْ هدفاً في ذاتِهِ، بل كان مجرّدَ وسيلةٍ لِحَمْلِ قومِهِ وتدريبِهِمْ على طرائقِ الحُكْمِ العصريةِ والبرلمانيةِ.

شكّلَتْ كتاباتُ محمد عبده دافعاً فكرياً للثورةِ العربيةِ عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وواحدٍ وثمانينَ 1881 وألقى بكلِ قِواهُ في أُتُونِ حركتِها حتى هُزِمَتِ الثورةُ في أيلول/سبتمبر من العامِ نفسِهِ، وقُبِض عليهِ وسُجِنَ ثلاثةَ 3 أشهرٍ، وحُكِمَ عليهِ بالنفيِ خارجَ مِصرَ لثلاثِ سنواتٍ إلّا أنُه ظلَّ في منفاهُ نحوَ ستِ سنينَ.

خلال فترةِ نفيهِ سافر "محمد عبده" إلى بيروتَ، ثم إلى باريس حيث اشترك معَ الأفغاني في إصدارِ مجلةِ "العُروةِ الوثقى".

عاد عبده إلى مِصرَ عامَ ألفٍ وثمانِمئةٍ وتسعةٍ وثمانينَ 1889 وقد شهِدَتِ المرحلةُ الأخيرةُ منْ حياتِهِ من ألفٍ وتسعِمئةٍ وتسعينَ حتى ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةٍ (1900 -1905) نشاطاً فكرياً خِصباً/ وراسلَ الأديبَ الروسيَّ العِملاقَ تولستوي الذي سَعِدَ بهذهِ المراسلةِ كثيراً. وطُبِعَتْ كتاباتُهُ بهذا الشأنِ في كتابِهِ "الإسلامُ والنُصرانية معَ العِلْمِ والمدنيّة" عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ واثنين 1902.

تُوفِّيَ الشيخ محمد عبده في الإسكندرية في الحاديَ عشَرَ من 11 تموز/يوليو عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةٍ 1905 عن عمرٍ بلغ ستةً وخمسينَ عاماً.