تأسيس "إسرائيل" كقيام أميركا على حساب الهنود الحمر

يكشف كتاب "فلسطين في العقل الأميركي" الدور الأميركي المبكر في مسارات القضية الفلسطينية، منذ بواكير المؤامرة الكبرى التي أطلقها مؤتمر بازل الأول للمنظمة الصهيونية بزعامة "تيودور هرتزل" في آب/ أغسطس عام 1897.

  • مراجعة كتاب: فلسطين في العقل الأميركي، (1492 -1948)
    مراجعة كتاب: فلسطين في العقل الأميركي، (1492 -1948)

نادراً ما انتبه كثيرون إلى دور أبرز روّاد الثقافة الأميركية في القرن التاسع عشر، "مارك توين"، من حيث مشاركته الفاعلة في الجهد التأسيسي للكيان الإسرائيلي في فلسطين، إذ كان شبّه أهالي الشرق عموماً بالهنود الحمر، بكلّ ما يمكن أن تتضمّنه هذه النظرة من هوس في الإبادة وارتكاب الجرائم في سبيل تأسيس دولة تقوم على حساب أهل الأرض الأصليين، راسماً الطريقة التي اعتمدها الأميركيون للقضاء على الهنود الحمر وإنشاء دولتهم، تماماً كما فعل اليهود الصهاينة باستباحتهم فلسطين وإقامة كيانهم على حساب شعبها وأرضه وكيانه الدولتي الرسمي.

الدور الأميركي المبكر

الباحث الفلسطيني أحمد الدبش المتخصص في تفكيك التاريخ التوراتي، كان في طليعة الكتّاب العرب الذين أضاؤوا على هذه الحقيقة في كتابه موضوع المراجعة "فلسطين في العقل الأميركي"، كاشفاً الدور الأميركي المبكر في مسارات القضية الفلسطينية، منذ بواكير المؤامرة الكبرى التي أطلقها مؤتمر بازل الأول للمنظمة الصهيونية بزعامة "تيودور هرتزل" في آب/ أغسطس عام 1897.

نجح الكاتب في كشف حقيقة الدور الأميركي الأساسي والفعّال في إقامة الكيان الإسرائيلي منذ البداية، مقدّماً الأدلة والبراهين على ذلك من أحداث التاريخ ومجرياته، ليكشف الجهد الأميركي الوبيل الذي كان ينشط يداً بيد مع المستعمر البريطاني. 

فكما الأميركيون، اعتمد الصهاينة في الجرائم التي ارتكبوها، على قدرتهم على إنكار الحقائق وتزييف التاريخ، ولا سيما بعدما عملت واشنطن في ما بعد، وفي ظل الدور البريطاني الذي كان طاغياً كأساس للمؤامرة الشريرة، على تمديد"مبدأ مونرو" إلى الشرق الأوسط، إذ حصرت لنفسها حق التدخل في شؤون هذه المنطقة من دون أي طرف آخر، حتّى لو كان هذا الطرف هو الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية، الأمر الذي ضمن للحركة الصهيونية ما كانت تتطلّبه من الحماية والاهتمام والرعاية.

..وكولومبوس أيضاً

يلفت الدبش في ثنايا كتابه إلى موافقة أميركا السريعة على الانتداب البريطاني على فلسطين منذ إعلانه، ومباركتها المتحمسة لما عُرف باسم "وعد بلفور". وقد تجلّى ذلك من خلال الاتفاقية الأميركية-البريطانية في العام 1924. وهذا يعني بشكل مباشر وصريح، إلزام أميركا نفسها بإقامة الكيان الإسرائيلي وبحرمان الشعب الفلسطيني من بلده ومن حقه في تقرير مصيره.

توازياً مع حديثه عن "توين"، يستذكر الدبش ما كان غير شائع من سيرة مكتشف العالم الجديد (كريستوف كولومبوس). هنا، يكشف جهود ذلك الرحّالة في الإشارة إلى العديد من نصوص الكتاب المقدس وتسويقها لتبيان توجهات دعوته إلى "تحرير القدس وفتح الديار المقدسة"، كما لو أن أهلها الأصليين كانوا يحتلونها عنوة. كان يوقّع اسمه بصيغة "كريستو فرند" باللغة اللاتينية، التي تعني بالعربية "حامل المسيح"... ما يُعطي لمغامراته وخوضه البحار، بُعداً دينيّاً بامتياز، مع التذكير بأن هذه الفكرة كانت شبه مُغيّبة كليّاً في تأريخ رحلات كولومبوس.

يُقدم مؤلف كتاب "فلسطين في العقل الأميركي" مقاربة "مختلفة" في بحثه لتوضيح طبيعة العلاقة بين أميركا والكيان الصهيوني. وهي تبدو رؤية غير متداولة، من حيث المبدأ، الأمر الذي يجعلها "جديدة" بالنسبة إلى البعض، ومُفاجئة للبعض الآخر، ومثيرة للنقاش والتساؤل في الأحوال كافة.

وما يزيد المسألة استغراباً وتعجباً، أن هذه العلاقة بين فلسطين والعقل الأميركي، بحسب العنوان الرئيس للكتاب، كانت قائمة وموجودة قبل احتلال فلسطين وقيام الكيان المصطنع، إذ إن جذورها التاريخية تعود إلى أكثر من 400 عام قبل ظهور الكيان، أي منذ العام 1492 (تاريخ اكتشاف "العالم الجديد") ولغاية العام 1948 الذي عرّفته المرويات العربية بـ "عام النكبة". 

قبل مؤتمر بازل

كان من المتعارف عليه سياسيّاً، أن "الإمبراطورية البريطانية"، وهي الدولة التي كانت منتدبة على فلسطين وصاحبة الإعلان عن وعد بلفور، كانت عمليّاً الراعي والداعم والعامل الأساس في مساعدة الحركة الصهيونية على التحضير لاحتلال فلسطين، فيما حرص أرباب هذه المؤامرة على طمس دور الولايات المتحدة في ذلك السياق. 

فما كان دور أميركا حقاً في هذه المسألة؟ وهل كانت العلاقة بين أميركا والصهاينة قائمة قبل بلورة المشروع الصهيوني في مؤتمر بازل 1898 وقبل احتلال فلسطين؟

هنا، يعود المؤلف إلى دور كولومبوس الذي دأب على تكرار قوله إنه "لا بُد من نشر الإنجيل في العالم". وهذا يعني وضع الناس عموماً بين خيارين لا ثالث لهما: إما الإيمان بالدين المسيحي أو الفناء.... مركّزاً على موضوع لا علاقة له البتّة بالرحلات البحرية الاكتشافية، بل بـ "تحرير بيت المقدس" باعتباره، "رمز الأرض المقدسة". من هنا، أشار كولومبوس إلى العديد من النصوص كانت واردة في الصيغة التي اعتمدتها الصهيونية للكتاب المقدس، وذلك لتبيان أهمية دعوته إلى "تحرير القدس". وعلى الرغم من أن دعوته هذه لم تجد تأييداً لها في البدايات الأولى داخل مجتمعات الغرب، فإن الإسبان مثلاً في تلك المرحلة الزمنية، كانوا يزعمون أن الله أرسلهم لفتح تلك البلاد، والانتصار على أمم الشرق. وكل ذلك كان مُغيّباً كليّاً في سرديات رحلات كولومبوس.

تماثل فاضح

عمد الباحث الدبش إلى توزيع مادة كتابه على أربعة أبواب جاءت متسلسلة في تقديم فكرته بوضوح، واعتنى بعرض المسارات التاريخية لجريمة إنشاء الكيان الإسرائيلي، بدأ أولاً بعملية "تأسيس" أميركا على حساب الأميركيين الأصليين أي الهنود الحمر، مروراً بالتصورات السياسية الأميركية للشرق الأوسط. وهو تقصّد متابعة بعض المغامرات "الاستكشافية" في اتّجاه "الأرض المقدسة"، وصولًا إلى محطات سياسية وعملانية محدّدة، قامت بها الإدارة الأميركية لخدمة المشروع الصهيوني. وقد صاغ كل ذلك بعناية أغناها بالمعطيات والآراء والأفكار والوقائع والاقتباسات والمراجع، الأمر الذي جعل متابعة الكتاب شيّقة وثرية، وإن كانت صادمة لهول الأوهام التي سيطرت، وما تزال، على المخيال الأميركي وثقافته.

الواقع أن جريمة تأسيس "إسرائيل" كدولة على حساب فلسطين وأهلها تكاد تكون نسخة مطابقة لجريمة تأسيس الولايات المتحدة الأميركية على حساب الهنود الذين هم أهل أميركا الأصليون. فالذين يحملون اليوم صفة "الأميركيين" هم على ما هو معلوم وشائع، لُمام من العديد من شعوب الغرب الطافرين من بلادهم وراء المغامرة والذهب، احتلوا البلد وأقاموا فيه "دولتهم" بعد القضاء على أصحابها التاريخيين، تماماً كما كان (وما يزال) دأب اليهود الصهاينة في فلسطين. وحرب الإبادة الجماعية التي يتابعها "جيش" الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين منذ تأسيس الكيان واستمراراً بمقتلة غزة الجارية، ليست سوى واحد من المظاهر الفاضحة لطبيعة التماثل بين تأسيس أميركا وإقامة "إسرائيل".

أسطورة جماعات الضغط

في سياق بحثه يتساءل الكاتب: هل يمكن الركون إلى زعم أن قوة اللوبيات وجماعات الضغط اليهودية/ الصهيونية في أميركا كانت الأساس دائماً في عملية تشكيل السياسات الأميركية تجاه "إسرائيل"، وتحديد خيارات أقوى دولة في العالم في منطقة الشرق الأوسط؟ 

عن هذا التساؤل يقول إنه نوع من الخداع وإثارة الغبار حول حقيقة الدور الأميركي. ذلك أنه يقدّم تفسيراً تقليدياً محدوداً وغير كافٍ لتصوير طبيعة العلاقة العضوية بين الاستعمارين البريطاني والأميركي، وبالتالي لا يطال جوهر العلاقة القائمة بين هذين الطرفين ولا يُبيّن أركانها الحقيقية وخلفياتها الواقعية، فهو يُظهر الدولة الأميركية وكأنها مغلوبة على أمرها، تحتاج إلى المساعدة بوجه النفوذ اليهودي -الصهيوني. ومن شأن هذا التفسير أن يُحسّن صورة أميركا أمام "زبائنها العرب"، كما يقول الكاتب، إذ يجعلها تبدو "ضحية" و"ألعوبة" بيد اللوبي الصهيوني، وبالتالي يكون دعمها للكيان الإسرائيلي في فلسطين مفروضاً عليها وضد إرادتها، وهو تزوير تام للواقع. 

كذلك فهذا التفسير يتجاهل كون الانحياز الأميركي الأعمى إلى "إسرائيل"، إنما يقبع بعمق داخل "الثقافة الأميركية" ذاتها، وله جذوره الإيمانية الدينية، بمعنى أنه يعمل على ترجمة "التراث اليهودي المسيحي" (وهو ما بات يُسمى بالمسيحية الصهيونية) في حقل السياسة ومفاعيلها المباشرة لتحديد مسار الانحياز الأميركي الكامل والمطلق إلى الكيان الصهيوني.

العُذر الأقبح من الذنب

في ملاحظة لمّاحة رأى الكاتب أن هذا التفسير "يُبرّئ" العديد من الأنظمة العربية، ويوفّر لنكوصها عن المواجهة نوعاً من العذر من خلال توفير أسطورة قوة اللوبي الصهيوني الذي لا "يُقهر" في أميركا، الأمر الذي يقدّم لها الذريعة التي تطلبها ويجعل "الهزيمة العربية" بالانكفاء عن المواجهة، أمراً طبيعياً ونتيجة بديهية، ويهمّش بالتالي حقيقة الخضوع الأعمى للسياسة الأميركية المتكيّفة مع متطلبات الحركة الصهيونية وسياساتها. 

وتخبرنا أحداث التاريخ ووقائعه أن التراث اليهودي للمسيحية الأميركية جعل الكثيرين من الأميركيين، وهم مسيحيون بالأساس، يعتقدون، أن قيام الكيان الصهيوني الذي تحقق بالاحتلال والاستباحة في العام 1948، إنما هو تحصيل لنبوءات توراتية، ويأتي في سياق "مُخطط السماء والأرض" تمهيداً "للمجيء الثاني للمسيح"، من خلال إعادة بناء المعبد فوق قبة الصخرة التي هي تاج المسجد الأقصى... أولى القبلتين في الإسلام.

وفي هذا السياق يقول الكاتب: "...هذا هو التصور الذي يتقاطع حوله وفيه وعليه، الأميركيون ورؤساؤهم، ويشربونه مع حليب أمهاتهم، مُثلاً أخلاقية وتربوية وثقافية ودينية، ما يجعل "الكتاب المقدس" في صيغته "الصهيونية"، العمود الفقري للعقل السياسي الأميركي. وهذا كله يدحض، عمليّاً، التفسير التقليدي السائد حول قوة اللوبي الصهيوني التي يستند إليها "العقل" العربي في تفسيره طبيعة العلاقة المُحكمة بين أميركا والعدو الصهيوني من جهة، وتبرير الفشل في المواجهة من جهة ثانية، وتسويغ اللهاث وراء أميركا وسياساتها من جهة ثالثة. بل يمكن القول إن البعُد الديني في تفسير هذه العلاقة، يُوضّح سبب قوة هذا اللوبي وعظيم حضوره في أميركا حتى تحويل الصراع في فلسطين إلى صراع ديني يرتهن لمشيئة السماء وليس للمصالح والأطماع السياسية، ويبرر من خلال ذلك كل الدعم الأميركي غير المحدود الذي يتلقاه كيان الاحتلال، بالرغم من جرائمه التي تتجلّى اليوم في حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة أمام أمم الأرض جميعاً، وبدعم تام من واشنطن. ومن شأن ذلك كله أن يصوّر أن أنهار الدم وسياسة الدمار الشامل وجرائم القتل المتواصلة ومسلسل القتل وانتهاك كلّ المحرمات الإنسانية والأخلاقية والقانونية والدينية..ليست في الحقيقة سوى مقدمة لتحقيق... نبوءات توراتية مزعومة. وهذا بحدّ ذاته يتعارض بالكامل مع فكرة المحبّة والتسامح التي دعا إليها السيد المسيح، ويشطب بجلافة صدقية الشعارات "الحضارية" حول الإنسان والعدالة والحرية وحقوق الشعوب وسوى ذلك مما تدّعيه أميركا والغرب.

في قراءة الكاتب لتاريخ ومحطات تأسيس الأميركيين لدولتهم، لفت إلى أن الأجيال التالية من المستوطنين العاملين بلا هوادة على "التخلّص" من الهنود الحمر في مختلف أنحاء "العالم الجديد"، أضافوا إلى مزاعمهم ورؤاهم الدينية، مقولة إنهم هم "أهل البلاد" وأبناؤها، كونهم ولدوا فيها، ما سوّغ لهم المضي قدماً في توسيع حرب الإبادة الجماعية ضدّ الهنود، أهل البلاد الأصليين، بذريعة أن الله فضّلهم على العالمين وأعطاهم الأرض. وهذه هي الذريعة ذاتها التي يدّعيها اليهود الصهاينة بشأن الفلسطينيين وفلسطين، حيث لا تزال "الأخلاق الإبادية" مهيمنة. هذا التوجّه جسّد، عملياً، إسقاط البُعد الديني على مسارات الحياة السياسية والاقتصادية وعلى تجربة المهاجرين البريطانيين إلى أميركا، وكذا بالنسبة إلى المهاجرين اليهود إلى فلسطين، ما جعل أميركا هناك وفلسطين هنا، من وجهة نظرهم، البديل القائم من الأرض الموعودة في أرض كنعان. 

المعروف أنه ابتداءً من أواسط القرن التاسع عشر، شهد هذا الاعتقاد نوعاً مستغرباً من التحول الجغرافي في الثقافة الأميركية، حيث أصبحت "الأرض المقدسة" في القدس/ فلسطين هي الهدف.

ويرى الباحث الدبش أن إيمان الرؤساء الأميركيين العميق بالصهيونية من خلال مواقفهم وتصريحاتهم الواضحة، يؤكد أنهم المالك الحقيقي للمشروع الصهيوني، وأن أميركا السياسية بمعنى أدق هي رائدة الصهيونية قبل قيام المشروع الصهيوني. يتبدّى ذلك من واقع هيمنة الرموز التوراتية على كلّ كبيرة وصغيرة في الحياة الأميركية، بما في ذلك العملة والشعار وأسماء المدن.. والأهم نمط التفكير وطبيعة المؤسسين. إزاء هذا الواقع، فقد تولّد عند اللاهوت البروتستاني الأميركي اعتقاد راسخ بضرورة "البعث اليهودي"، وبكون المجيء الثاني للمسيح حسب اعتقادهم مرهوناً بإنشاء "دولة يهودية" في فلسطين. ويلاحظ المؤلف أن هذه النزعة "الإيمانية/ الدينية" كانت أكثر قوة عند الأميركيين مقارنة بالبريطانيين. والسبب برأيه يعود إلى أن إقامة أميركا كدولة بحد ذاتها، كانت نبوءة إنجيلية، وبالنتيجة فإن مصير "إسرائيل" يعانق مصيرها. وهذه هي النزعة التي تعززت أكاديمياً ولاهوتياً واقتصادياً حتى باتت اليوم واقعاً لا جدال فيه.

من هنا، توجّه المستوطنون البريطانيون البروتستانت على الأرض الأميركية إلى التماهي بالكامل مع الإسرائيليين القدامى، حتى رأوا أنفسهم "إسرائيل المسيحية". وهذا يتناقض مع ما ذهب إليه المفكر الفلسطيني- الأميركي إدوار سعيد، في كتابه "الاستشراق"، حين قال إنّ "تاريخ الاهتمام الأميركي بالصهيونية كان مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية". فالحقيقة برأيه أن هذا الاهتمام كان قائماً قبل ذلك بعقود طويلة.

الخاتمة

لقد جرى ربط الإيمان المسيحي القائل بعودة السيد المسيح، بقيام "دولة صهيونية" على خطى "بني إسرائيل". ومن هنا مثلًا كانت البعثة الاستكشافية الأميركية إلى البحر الميت. ولئن واجهت حركة التبشير في بداياتها العديد من العقبات، فقد جاء اعتراف الصدر الأعظم العثماني العام 1847، بالبروتستانت بأنهم "مّلة"/ "طائفة" في الدولة العثمانية، بمنزلة نهاية لتلك العقبات، ولا سيما بعد أن أطلق عليهم صفة "المسيحيين الإنجيليين" مُعترفاً بهم كجزء من الأمم التي تدين بالمسيحية.

ويختم الباحث الدبش مطالعته الثرية بقول مأثور وفاضح للرئيس الأميركي هاري ترومان مرتكب قنبلة هيروشيما النووية، قال فيه "آمنت بـدولة إسرائيل"، وهو الموقف الذي يؤكد استناد الموقف الأميركي إلى قاعدة "إبادة الشعب الفلسطيني"، بما يعني التنكر لحقوق السكان الأصليين الفلسطينيين في أرضهم، وذلك على المنوال ذاته الذي اعتمده الأميركيون مع شعب الهنود الحمر.