سلمان زين الدين يقارن بين الروايتين العربية والعالمية

الناقد الروائي اللبناني سلمان زين الدين يصدر كتابين يشتملان على قراءة في 80 رواية لأدباء عالميين وعرب.

صدر حديثاً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" كتابان في النقد الروائي للّبناني سلمان زين الدين. الأوّل بعنوان "على ذمّة الراوي العربي" ويشتمل على قراءة في 50 رواية لكتّاب من بينهم: أحمد المديني، وأمير تاج السر، وأمين الزاوي، وباسم خندقجي، وجبور الدويهي، وجلال برجس، ورشا عدلي، وشكري المبخوت، ونبيل سليمان.

أما الكتاب الثاني فجاء بعنوان "على ذمّة الراوي الأجنبي"، ويشتمل على قراءات في 30 رواية معرّبة عن لغات أجنبية، لكتّاب من بينهم: أليف شافاك، وأندريه غِلاسيموف، وإنريكو غاليانو، وجان مارك مورا، وجان ماري لوكليزيو، وروبرتو آرلت، وستيفن كينغ، وهاروكي موراكامي.

في هذين الكتابين، لا يشذّ زين الدين عن المنهجية التي اعتمدها في كتبه السابقة، فهو ينطلق من الرواية، يرصد تمظهرات الحكاية والخطاب فيها، يحلّل الشخوص، يراقب استثمار تقنيات السرد الروائي، ويخرج بنتائج معيّنة، بمعنى آخر، يتناول ماهية المحكي وكيفية حكايته في الرواية.

وينطلق المؤلف في هذه العمليات من النص، ممّا يقول وكيف يقول، ولا يُسقط عليه مناهج النقد الغربية، أو يحمّله أكثر ممّا يحتمل. وبذلك، يتجنّب السقوط في التقعّر النقدي والصرامة الأكاديمية، من جهة، ولا يقع في فخّ الانطباعات العابرة، من جهة ثانية، ويبقى في منزلة بين المنزلتين، تقرّب النص من المتلقّي ولا تبعده عنه، وتُصالح هذا الأخير مع النقد الروائي ما أمكن.

ويخلص زين الدين في كتابيه الجديدين، بنتيجة المقارنة بين الروايتين العربية والعالمية، أنّ الفارق بينهما ليس في الدرجة، بحيث تكون إحداهما أهمّ من الأخرى، بل في المضمون والأسئلة التي تطرحها كلٌّ منهما. وبالتالي، فإن الرواية العربية لا تقلّ روائيةً عن تلك العالمية، فكلتاهما تستخدم تقنيّات السرد نفسها، وهي إرثٌ عالمي بامتياز، لكنّ كلّاً منهما تتناول واقعاً مختلفاً عن الأخرى.