سيد - سيدة - سائد

السيّد لقب تشريف يطلَق على من كان من سلالة النبي محمد، والجمع سُيّاد وسادة.

وإنّا لَقَومٌ لا نرى القتلَ سُبَّةً
إذا ما رأتهُ عامِرٌ وسَلولُ
وما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتْفَ أنفِهِ
ولا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
إذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعولُ

هذه الأبيات من قصيدة للسموأل بن عادياء (ت 560) يفخر فيها بقومه لما يتصفون به من الشجاعة والفروسية والقوّة ومكارم الأخلاق. وهم قوم لا يرون في مقتل بعضهم في المعركة عاراً كما يراه غيرهم. ويأنف سادتهم أن يموت أحدهم رغم أنفه، أي ميتة طبيعية، ولا يُهدَر دمُ  قتيل منهم بل يؤخذ بثأره. وإذا مات منهم سيّد، خلفه سيّد آخر يقول ما يقوله الكرام من نُظرائه ويفعل فِعلهم. وتُعدّ قصيدة السموأل هذه  من أقوى قصائد الفخر عند العرب قبل الإسلام. ومن أشهر أبياتها:

تُعَيّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
فَقُلتُ لها إنّ الكِرامَ قليلُ
وما ضَرّنا أنّا قليلٌ وجارُنا
عزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ 

بيت القصيد في ما تقدّمنا به من أبيات للسموأل هو اسم سَيّد الذي يطلق على المولود الذكر، مؤنّثه سيِّدة. وهو مأخوذ من السيادة مصدر الفعل ساد. وقد ساد الشخص يسود، سِيادةٍ، وسُؤدُداً، إذا أصبح سيّداً، وإذا عظُم وشرُف وملك وسيطر. وسيّد القوم رئيسهم وصاحب السلطان عليهم. والجمع سادة. قال أبو الطيّب أحمد بن الحسين المتنبي (915-965):

لا يُدركُ المجدَ إلّا سَيّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقّ على الساداتِ فعّالُ
لا وارِثٌ جهَلتْ يُمناهُ ما وَهبَتْ
ولا كَسوبٌ بغَيرِ السَّيفِ سَآلُ

ويقع لفظ السيّد على كل مَن افتُرِضت طاعتُه كالملك والرئيس والمتولّي لشؤون الجماعة. وسيّد العبد، في نظام العبودية البائد، هو مالكه، وقد استعبده. وللاستعباد في أيامنا أشكال أخرى جديدة ومتنوّعة ومقنّعة. على أن للشعراء وجهة نظر مغايرة بشأن العبودية في باب الغزل، مما يذهب إليه عبد الله بن المُعتزّ  (861 - 908) الشاعر والخليفة العباسي ليوم وليلة مشؤومة قُتِل بعدها،حيث يقول:

صَدَّ عنّي تَبرُّماً و تَمَلّا
قَمرٌ لاحَ في الدُّجى وتَجلّى
أنا عبدٌ لِسَيّدٍ لِيَ جافٍ
كلّما رُمتُ وَصلَهُ زادَ بُخلا

وسيّد كل شيء: أشرفه وارفعه. وسيّدة النساء أشرفهنّ. وعليه قول محمود سامي البارودي (1839 - 1904) متغزّلاً:

يا بنتَ سيّدةِ النساءِ
تَرفّقي بحياةِ أُمِّكْ
ما فِيٍّ مَنبِتُ شَعرةٍ
إلّا بهِ أثرٌ لِسَهمِكْ
كلّا ولا في مُهجَتي
مِن طولِ صَدِّكِ غَيرُ هَمِّكْ

والسيّد لقب تشريف يطلَق على من كان من سلالة النبي محمد، والجمع سُيّاد وسادة. والسيّد لقب يطلق حديثاً على كل فرد تعبيراً عن الاحترام، وهي سيّدة. والسيّد لقب المسيح، والسيّدة لقب أمّه مريم العذراء.

والسائد اسم الفاعل من ساد يسود، سِيادة، فهو سائد، واسم المفعول مَسود. وهما في قول أبي العلاء المعري (973 - 1057):

وإنّ مِنهاجَ الرَّدى يَستَوي
فيهِ مَسودُ القَومِ والسائدُ
قد شُيّدَ القصرُ لِسُكّانهِ
وغَيرُ مَن يَسكنُهُ الشائدُ

وسائد، أو سايد، بقلب الهمزة ياء، اسم علم مذكّر. والفرق بين سيّد وسائد يكمن في الدلالة على زمن تحقّق السيادة. فإذا قلت: هذا سيّد قومه فإنما تعني أنه سيّدهم فعلاً في الوقت الحاضر، لأن كلمة سيّد صفة مشبّهة تنصرف إلى زمان الحال. وأما  كلمة سائد فاسم فاعل يتطرّق إلى زمان الاستقبال، أي أنه  سيكون سيّدَ قومه في الآتي من الأيام.