ليست براعة دافنشي وحدها.. الكشف عن أحد أسرار ابتسامة "الموناليزا"

قد يكون أحد أسباب حفاظ الموناليزا على ابتسامتها الغامضة الشهيرة واحد من "أسرار" باريس الذي لا يعرفه الكثيرون، والذي كانت مناسبة الحديث عنه موجة الحر الشديدة الحالية.

  • رسم دافنشي لوحة
    رسم دافنشي لوحة "الموناليزا" بين عامي 1503 و1519

تحافظ "الموناليزا" على ابتسامتها الغامضة الشهيرة لكونها تستفيد ربما من أحد أكثر أسرار باريس حفظاً، وهو نظام التبريد المخفي الذي ساعد متحف اللوفر في التعامل مع درجات الحرارة الشديدة التي حطّمت الأرقام القياسية في جميع أنحاء أوروبا.

تتسلل "شبكة التبريد الحضرية" غير المعروفة تحت أقدام الباريسيين بعمق يصل إلى 30 متراً، وتضخ المياه شديدة البرودة عبر متاهةٍ من الأنابيب تمتد لمسافة 89 كيلومتراً، التي تستخدم لتبريد الهواء في أكثر من 700 موقع.

النظام الذي يستخدم الكهرباء المولَّدة من مصادر متجددة هو الأكبر في أوروبا، ويعمل على مدار الساعة في ظل ضوضاء تصمّ الآذان، غير مسموعة نهائياً فوق سطح الأرض.

وقّعت بلدية باريس مؤخراً عقداً لمضاعفة حجم الشبكة 3 مرات بحلول عام 2042، ليصل طول أنابيبها إلى 252 كيلومتراً، وتشمل بذلك مرافق عامة عديدة. ومن شأن ذلك أن يجعل الشبكة أكبر نظام تبريد حضري في العالم. ويهدف العقد الجديد إلى مساعدة المدينة على التكيّف مع خطر الاحتباس الحراري ومكافحة آثاره.

بلغت درجات الحرارة في أجزاء كثيرة من أوروبا 40 درجة مئوية خلال شهر تموز/يوليو الجاري، مما أثّر بشكل كبير على الحياة بشكل عام في مختلف بلدان أوروبا، وأدّى إلى حدوث عشرات الوفيات في إسبانيا وبريطانيا وبلدان أخرى، وكان يمكن أن يكون له تأثير على إحدى أكثر اللوحات شهرةً في العالم، وعلى الابتسامة الأشهر على الإطلاق، التي لم تتعب صاحبتها من رسمها على وجهها منذ 500 سنة، لولا نظام التحكّم الخاص بدرجة الحرارة، الذي يساعد اللوحة على مقاومة الزمن وظروفه المتغيرة.