هيلاري كلينتون.. أو كيف يمكن لامرأة أن تكون أكثر عداونية من رجل؟

بعض النساء، على عكس ما نعرف، يُصرِرن على إقناعنا بأنّ المرأة، قد تكون أحياناً، أسوأ من بعض الرجال وأكثر لؤماً وعدوانية منهم.

  • هيلاري كلينتون
    هيلاري كلينتون

قد يظن البعض أنّ وجود المرأة في سدّة السلطة سيكون إيجابياً، كونها أكثر لطفاً ورحمة ورقّة من الرجل وأقدر على بناء السلم والتفاهم. لكن بعض النساء، على عكس ما نعرف، يُصرِرن على دحض هذه النظرية وإقناعنا بأنّ المرأة، قد تكون أحياناً، أسوأ من بعض الرجال وأكثر لؤماً وتسلّطاً وعداونية منهم، في حال أتيحت لها الفرصة لتبوّء أحد المناصب المهمة. 

على سبيل المثال لا الحصر، لا بُدّ أن نذكر طبعاً وزيرة الخارجية السابقة والمرشّحة السابقة لمنصب الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون. لم تستطع هيلاري منع نفسها من تأدية دور السّاحرة الشّريرة ذات المكنسة الطائرة، وهو دور تجيده تماماً ويليق بها،  وقرّرت الإدلاء بدلوها حول عملية "طوفان الأقصى".

في آخر لقاء معها، رفضت كلينتون بشدّة الدعوات الدوليّة لوقف إطلاق النار في غزّة. وقالت إنّ: "الأشخاص الذين يطالبون بوقف إطلاق النار الآن لا يفهمون حماس. هذا مستحيل"، وأضافت أن "هذه ستكون هدية لحماس، لأنها ستستفيد من أي فترة زمنية يكون فيها وقف لإطلاق النار لإعادة بناء أسلحتها وإنشاء مواقع عسكرية أقوى ستكون قادرة في النهاية على صد الهجوم الإسرائيلي".

وكلينتون، وفقاً لتصريحاتها، هي المرأة الذكيّة الوحيدة التي أدركت الشّر الكامن في أيديولوجيا "هماس"، وعرفت المُخططات الجهنمية والخبيثة لقادتها، لذا ارتأت أنه من الأفضل حالياً تجاهل الإبادة الجماعية وعمليات التهجير التي تحدث في غزة أمام أعين الكاميرات، إضافة إلى سقوط آلاف الشهداء من النساء والأطفال، فحياة الناس غير مهمة في نظرها، والفلسطينيون في غزّة هم مجرّد أرقام بالنسبة لها، وإن ازدادت هذه الأرقام عدة أصفار إلى اليمين فلا فرق، المهم ألا تستفيد "حماس" من وقف إطلاق النار حتى لو تطلّب الأمر  إفناء أهل غزّة جميعاً. 

وعبّرت هيلاري عن قلقها من استغلال "حماس" لفترة هدنة محتملة لإعادة ترميم قوتها وتعويض خسائرها، كأنّه ليس من الطبيعي أن يقوم المقاتلون في الحروب بتطوير دفاعاتهم ووسائلهم العسكرية، أم لعل وزيرة الخارجية السابقة تتوقّع أن يجلس مقاتلو الحركة في أماكنهم من دون الإتيان بأي حركة، بانتظار أن تأتي الطائرات الإسرائيلية  وتمنحهم شرف القضاء عليهم. 

لا تنسى كلينتون الإشارة إلى تفوّق الغرب "الحضاري" مختتمة حديثها بالقول إننا "نحن في عالم مختلف عما اعتدنا أن نعرفه، لا أعتقد أن هذا الوضع جيد، ولكننا بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل معه". 

لا تخجل كلينتون من القول إنّ حماس والعرب بشكل عام ينتمون إلى عالم مختلف ومتَخلّف، لا يشبه العالم الحضاري الذي تنتمي هي شخصياً إليه، أي أنّ العرب مختلفون عنّا ولا ينطبق النموذج البشري الغربي المتفوق عليهم. فهم يعيشون في "زريبة ظلم وظلام"، ولا يفقهون من العلم والأدب شيئاً، فلا بُدّ من إيجاد طريقة للتعامل معهم، حتى لو تم إحراقهم جميعاً بالأسلحة الفوسفورية والصواريخ، وهي هنا تلتقي في آرائها  مع وزير الدفاع الصهيوني الذي اعتبر أنّه يتعامل مع "حيوانات بشرية". 

لكن من الجيد أنّ السيّدة الأولى السابقة تعترف أنّ العالم بدأ يتغيّر وما عاد يتحمّل الغطرسة الأميركية والإسرائيلية ووقاحة الصهاينة التي قلّ نظيرها، وبدأت الشعوب برؤية دولة الأبارتهايد المزروعة في منطقتنا على حقيقتها، كما تُظهر التظاهرات الحاشدة في جميع أنحاء العالم. 

رُبّما لو عاد التاريخ قليلاً إلى الوراء، واهتمت هيلاري بالتركيز على زوجها بيل كلينتون وحاولت سبر أغوار شخصيته كزير نساء، بدلاً من التركيز على "حماس" أو افتعال ثورات "الربيع العربي"، لكان العالم اليوم أكثر أمناً وسلاماً!   

ولا شك بأنّ "بيل" كان يستغل انشغالاتها السياسية وانهماكها بنشر بذور الشر والفتن  حول العالم من ليبيا إلى مصر إلى غزة، وإبداعاتها في التسلّط على بني البشر، لإعادة بناء قوته، وربما التحرش بنساء أخريات على غرار قصته الشهيرة مع مونيكا لوينسكي.   

كما أنّ  بيل بتصرفاته الطائشة قد يُشكّل خطراً على تماسك عائلتها أكثر من "حماس" البعيدة عنها آلاف الأميال. لكن الغريب أنها في كتابها "خيارات صعبة" تبدو كأنها غفرت لبيل هفواته العديدة وتجاهلت أخطاءه الكثيرة التي عرفها الكوكب كله، وما زالت تراه رجلاً وسيماً ومفكّراً ذا قلب كبير، وفق تعبيرها، أما "حماس" وقادتها فأخطاؤهم لا تغتفر، أو كما يقول المثل المصري الشهير: "اللي نحبه نبلعله الزلط، واللي نكرهه نحاسبه على الغلط"!

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.