وسط تنامي العلاقات المشتركة.. إثيوبيون يقبلون على اللغة الصينية
يتعزّز دور ومكانة الصين لدى الشباب في إثيوبيا من خلال إقبالهم على تعلّم اللغة الصينية، في ظل تنامي العلاقات بين البلدين.
-
طلاب إثيوبيون يغنون أغنية صينية في احتفال بيوم اللغة الصينية في العاصمة أديس أبابا في إثيوبيا
يتعزّز دور ومكانة الصين وثقافتها لدى شريحة من المواطنين في إثيوبيا، ويبرز ذلك من خلال إقبال الشباب الإثيوبي على تعلّم اللغة الصينية.
وقال الشاب، عبدي واكتولا، البالغ من العمر 21 عاماً، وهو طالب لغة صينية في السنة الرابعة بجامعة أديس أبابا، إنه بدأ بالاهتمام بتعلم اللغة الصينية بعد لقائه بعمال صينيين قبل عقد من الزمان في مسقط رأسه بولاية أوروميا الإقليمية في إثيوبيا.
وقال واكتولا، في مقابلة لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية خلال احتفالات بيوم اللغة الصينية وهو احتفال سنوي أقرته الأمم المتحدة عام 2010 ويُقام في 20 نيسان/أبريل من كل عام، إنه "فوجئت عندما سمعت العمال الصينيين المجتهدين يتحدثون لغة الماندرين (اللغة الصينية الفصحى). بدا الأمر غريباً بالنسبة إلي، ولكنه كان أيضاً آسراً. ومنذ ذلك الحين، بدأت رغبتي في تعلم لغة الماندرين تزداد".
وأضاف أن شغفه باللغة الصينية لم يكن مدفوعاً فقط باهتمامه الشخصي، بل أيضاً بتشجيع طلاب الجامعات الخريجين، والطلب المتزايد على مهارات اللغة الصينية في سوق العمل الإثيوبي.
وأشار إلى أنه "بعد تعلّم اللغة الصينية، انخرطت في أنشطة مُدرة للدخل، وخاصةً مع الشركات الصينية في إثيوبيا. إن تعلم اللغة الصينية مُجزٍ للغاية في بلد مثل إثيوبيا، حيث يشهد الاستثمار الصيني تزايدًا".
وفقًا لمفوضة الاستثمار الإثيوبية، زيليكي تيمسجن، فإن "الصين لا تزال مصدراً رئيساً للاستثمار الأجنبي المباشر في إثيوبيا، حيث يعمل حالياً أكثر من 4500 مشروع صيني في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، ما يجعل الصين أكبر مستثمر أجنبي من حيث عدد المشاريع ورأس المال".
وقال شاب إثيوبي آخر، تايملاك وولدي، الذي بنى مسيرته المهنية على اللغة الصينية، إنه يعمل مترجماً فورياً بين الماندرين والأمهرية، لغة العمل الرسمية في إثيوبيا، ويسهل التواصل بين الشركات الصينية في إثيوبيا وخارجها.
وقال وولدي، وهو خريج معهد كونفوشيوس بجامعة هاواسا في جنوب إثيوبيا، إنه اختار "دراسة اللغة الصينية نظراً للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية المتنامية بين الصين وإثيوبيا، وتنامي الوجود الصيني في أفريقيا".
يذكر أنه خلال الأسبوع الماضي جرى الاحتفال بيوم اللغة الصينية لعام 2025 تحت شعار "اللغة الصينية: هبة عابرة للزمان والمكان" في معهد كونفوشيوس التابع للمعهد الإثيوبي للتدريب التقني والمهني. وتضمن الحدث عروضاً قدمها طلاب إثيوبيون يتعلمون اللغة الصينية.
بالإضافة إلى جامعة إثيوبيا المفتوحة ومعهد التدريب التقني والمهني، تُدرّس اللغة الصينية الآن كمادة دراسية عامة أو تخصص أكاديمي في العديد من المدارس الحكومية في جميع أنحاء إثيوبيا.
ولتلبية الطلب المتزايد، لا تكتفي إثيوبيا بافتتاح المزيد من معاهد كونفوشيوس، بل تُدرّب أيضًا معلمي لغة الماندرين المحليين.
في وقت سابق من هذا الشهر، وقّعت جامعة إثيوبيا المفتوحة ومكتب التعليم في أوروميا مذكرة تفاهم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتدريب معلمي اللغة الصينية على تدريس لغة الماندرين في أوروميا، أكبر مناطق إثيوبيا. وسيبدأ البرنامج العام الدراسي المقبل.