• 

شريط "الكيت كات"، الذي عرض في أيلول/سبتمبر 1991 في 130 دقيقة، حاز في العام نفسه على الجائزة الذهبية الأولى من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وحل في المرتبة 24 من استفتاء أفضل 100 فيلم مصري عام 1996.

أنتجه حسين القلا، كتبه وأخرجه داوود عبد السيد، من وحي رواية: مالك الحزين، للروائي إبراهيم أصلان، وإختار للدور الأول في شخصية الشيخ حسني الفنان محمود عبد العزيز (الراحل في 12 تشرين الثاني/نوفمبر قبل 5 سنوات عن 70 سنة) ليحظى بإستقبال جماهيري ونقدي ومهرجاني واسع جعله أينما حل ينال جائزة إما للفيلم أو مخرجه أو بطله، وعندما قدمه في مهرجان السينما العربية في باريس أعلن الفنان محمود: من دون نقاش أو تردد هذا أفضل دور لعبته في السينما، تماماً كما كان :رأفت الهجان أفضل ما قدمته في التلفزيون.

• 

وفي الندوة التي أقامها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (ينتهي في 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري) إعترف المخرج عبد السيد أن العرض الأول للفيلم في القاهرة كان مخيباً للآمال، لكن عندما عرض في الإسكندرية لمعت النتيجة المتوهجة وراحت كل الأقلام تشيد بالشريط والأداء المذهل لبطله محمود الذي يجسد دور الشيخ حسني فاقد البصر لكن الذي يحب أن يعيش ويسعد رافضاً فكرة الإستسلام للعمى متحملاً مسؤولية والدته المتقدمة في السن (أمينة رزق) وشقيقه الشاب يوسف (شريف منير) الذي لا يعثر على عمل ويفكر في السفر ليل نهار، مع حبه لحي الكيت كات وناسه، ويحضر في الفيلم عدد من الممثلين في كاراكتيرات جاذبة: نجاح الموجي (الهرم) عايدة رياض (فاطمة) علي حسنين (شيح عبيد) وجيهان نصر(رواية).

الفنان عبد العزيز قدم مدرسة في الأداء لكن من يعرفون الموسيقار سيد مكاوي شخصياً أدركوا سريعاً أنه إستلهم شخصية الشيخ حسني من الملحن الكبير إلى حد التطابق، وكان أظرف اللقاءات بين محمود ومكاوي حين إنهال الثاني بتحبب على محمود لأنه يقدم شخصيته حرفياً في الشريط.

• 

وفّق محسن أحمد في إدارة تصوير الفيلم، كما نجح المؤلف الموسيقي راجح داوود في التعبير بالأنغام عن الحالات العديدة التي يعاني منها الشيخ حسني في سياق الأحداث، وبدا منذ البداية أننا أمام تحفة سينمائية مشغولة بحب وإتقان، وتم نقل رغباته وهواجسه في مشاهد يستحيل نسيانها مثل إصراره على قيادة الموتوسيكل والتجول في شوارع العاصمة غير عابىء بالفوضى التي أحدثها خصوصاً إضطراب حال المرور. ويستأهل الفيلم الذي باشرنا معه زاوية أسبوعية خاصة بعنوان: أفلام خالدة، هذا الإهتمام كونه شكّل على الدوام علامة فارقة في التاريخ الحديث للسينما المصرية.