أفلام خالدة | المواطن مصري: أبو سيف مايسترو بين عمر الشريف وعزت العلايلي

قبل 31 عاماً قدم المخرج المخضرم صلاح أبو سيف رائعته السينمائية الميلودرامية: المواطن مصري، مع الفنانين عمر الشريف، وعزت العلايلي.

  • الملصق: عمر الشريف بين عزت العلايلي وصفية العمري
    الملصق: عمر الشريف بين عزت العلايلي وصفية العمري

كانت مفاجأة تعمد التركيز عليها النجم العالمي عمر الشريف عندما أعلن أنه إبن بلد قلباً وقالباً وسيثبت أنه لم ينس أصوله من خلال دور العمدة في فيلم: المواطن مصري، الذي إقتبسه السيناريست محسن زايد عن رواية: الحرب في بر مصر، للروائي يوسف القعيد، حيث إختاره المخرج صلاح أبوسيف ليلعب شخصية أعادته إلى جذوره، أمام الرائع عزت العلايلي الذي يحمل شهادة الفلاح الأهم على الشاشة من خلال تجربة دوره في فيلم: الأرض، مع محمود المليجي بإدارة يوسف شاهين.

عمر وعزت رفعا المنافسة إلى أعلى مستوى ليتدخل عمر ويحسم النتيجة عندما غمر عزت بعد إنتهاء المشهد قائلاً: إنت الكبير عظمة يا عزت عظمة، بعد مشهد أبكى المشاهدين لقوته وعمقه لحظة يستقبل الفلاح الفقير عبد الموجود (عزت) جثمان نجله مصري (عبد الله محمود) العائد شهيداً في العام 1973 تحت إسم توفيق (خالد النبوي) نجل العمدة عبد الرازق الشرشابي (عمر)، وبكى عزت بحرقة تفجرت على الشاشة في أداء مذهل في صدقه.

  • غلاف القصة التي إقتُبس منها الفيلم: الحرب في بر مصر
    غلاف القصة التي إقتُبس منها الفيلم: الحرب في بر مصر

قصة القعيد تحكي عن تملص عمدة قرية في الصعيد المصري من طلب إبنه للتجنيد بإقناع أحد فلاحي القرية بإرسال إبنه مصري مكانه ويجزيه 5 أفدنة، وعندما يعود شهيداً تغص دار العمدة بالمعزين المباركين له بالشهيد البطل نجله الذي توارى عن البلدة لكي لا يفتضح الأمر في وقت كافح والد الشهيد الحقيقي مصري لإلقاء نظرة على جثمان نجله، بعدما منع العمدة فتح النعش أمام الناس تستراً على الصفقة التي أتمها العمدة برغبة جامحة من زوجته (صفية العمري) وفكرة أطلقها أحد أزلامه (حسن حسني) أوصلت إلى هذا المشهد المؤثر.

ومن أجدر من سيد الواقعية في السينما المصرية يستطيع تقديم المشهد مع ممثل مجبول شكلاً ومضموناً بتراب الأرض الفنان عزت العلايلي، مع مدير التصوير طارق التلمساني، مدعوماً بضربات نغمية تلامس شغاف القلوب للمؤلف الموسيقي ياسر عبد الرحمن، إلى حد أن كل من قرأوا الفيلم نقدياً استوقفهم هذا المشهد، بينما أقسم عشرات الرواد وهم يغادرون إحدى صالات العرض في القاهرة أن المشهد أبكاهم من الصميم.

ويحسب هذا الفيلم في خانة الروائع ليس لأن المخرج هو أبو سيف، بل لأن جميع عناصر العمل أمام وخلف الكاميرا كانوا في مكانهم الطبيعي، وقد كشف أبو سيف في حديث تلفزيوني أن الفيلم شاهده عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع قبل عرضه الجماهيري ولم يعترضواعلى أجوائه أبداً بل أكد بعضهم أن ما ورد في الرواية حصل فعلاً أكثر من مرة، لكن هذا ما عاد يحصل هذه الأيام، واعترفوا أنهم تأثروا بحيثيات الشريط وكأن الأمور بكليتها حصلت فعلياً أمامهم.