طغت شخصية ترامب التجارية في قراراته الدولية وكأنّه يريد إعادة رسم خريطته الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية من جديد، في معادلة ربحية، من خلال استراتيجية مصلحية.

التدخل البريطاني في هذا الصراع سيشكل تهديداً كبيراً للمصالح التركية في شمالي شرق سوريا، وخصوصاً أنه يأتي في وقت كانت تركيا تأمل تحقيق نصر سريع وإنهاء "قوات سوريا الديمقراطية".

يبدو أنّ نتنياهو يجهل قدرات المحور، وهذا ما يؤكد هزيمته، فيما الأخير يعي جيداً قدراته وقدرات عدوّه، وفق ما يقول صن تزو في فن الحرب "إن كنت تعلم قدراتك وقدرات خصمك، فما عليك أن تخشى من نتائج مئة معركة".

ازدواجية المعايير الدولية والإنسانية باتت فاضحة لدى الغرب ومن لفّ لفيفهم، ففي الوقت الذي يمجّد الغرب مقاومة الأوكرانيين، على سبيل المثال، يسارع إلى لصق سمة "الإرهاب" بالمقاومة الفلسطينية.

"التعدّدية القطبية" التي بدأت ترسم ملامحها على صعيد النظام الدولي تنعكس على "تعددية إقليمية" بدأت ترسم ملامحها على صعيد النظام الإقليمي>

الرئيس الروسي أعلن موقفه بالفعل لا بالقول، والأوراق التي سيكسبها من هذا الفعل سيصرفها في طاولة المفاوضات، مؤسساً لمرحلة جديدة، ومسطراً تاريخاً جديداً بحبر روسي.

يمكن لكل متابع لتداعيات طوفان الأقصى أن يعي جيداً أنّ ما يقوم به نتنياهو من تلويح بعملية عسكرية ما هو إلا محاولة ضغط على حماس لفرض تنازلات في المفاوضات الجارية من أجل صفقة تبادل الأسرى.

اعتراف روسيا بجمهورية فلسطين سيصحح لها خطأ التاريخ و"العار" الذي لحق بها باعتبار أنّ الاتحاد السوفياتي كان أول من اعترف بـ"دولة إسرائيل".

تداعيات عملية "طوفان الأقصى" لا تزال مستمرة، والمقاومة تراكم انتصاراتها رغم التضحيات الجسيمة التي يقدمها الفلسطينيون في غزة وجباليا وجنين والضفة، غير أنّ الثمن الذي دفعه ويدفعه الاحتلال كبير جداً.

الحرب ستطول والاصطفافات تحددت والشعوب قالت كلمتها، ولن يوقف هذه الحرب سوى فلسطين التي أثبتت أنها قلب العالم، وإليها تتجه كل بوصلة.