الرياح تُجدد اشتعال الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي رغم جهود الإخماد

لليوم التاسع على التوالي فرق الإطفاء والدفاع المدني في سوريا وبمساعدة من الأردن وتركيا ولبنان وقطر تكافح لإخماد النيران التي تجدّدت في ريف اللاذقية الشمالي بسبب الرياح رغم الجهود لإخمادها.

  • انتشار النار في برج زاهية وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي
    انتشار النار في برج زاهية وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي

تتواصل الحرائق في ريف اللاذقية حيث تعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي المحاور الأصعب في العمل بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس والانتشار الكبير للألغام ومخلّفات الحرب، وذلك لليوم التاسع على التوالي.

وتحدّثت وكالة "سانا" السورية عن تجدّد الحرائق في ريف اللاذقية على محاور برج زاهية والفرنلق ونبع المر قرب كسب بسبب الرياح، رغم جهود أكثر من 150 فريق إطفاء و16 طائرة من سوريا ودول داعمة.

وأوضح الدفاع المدني في قناته على منصة "تلغرام" أنّ قوة الرياح أدّت بعد ظهر أمس الجمعة لتجدّد انتشار الحرائق وتوسّعها رغم تمكّن الفرق من وقف امتداد النيران صباحاً، وخصوصاً على محور نبع المر قرب كسب، وهو من أصعب المحاور التي تواجه فيها الفرق انتشار النيران.

وأشار إلى أنّ فرق الإطفاء السورية والتركية والأردنية والفرق الداعمة من المؤسسات تتوزّع على عشرات النقاط في هذا المحور الممتد من قسطل معاف باتجاه مدينة كسب، وتقوم بعمليات وقف تمدّد انتشار النيران وإنشاء خطوط نار عازلة بالآليات الثقيلة، ومتابعة عمليات التبريد للمواقع التي تمّ إخمادها ومراقبة المواقع التي تمّ تبريدها.

ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقاً من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافةً لفرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ 300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي، إضافةً لمعدات هندسية ثقيلة تُستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات يمكن الوصول إليها وفتح الطرق أمام فرق الإطفاء.

كما تشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن.

وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان وقطر في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك لمواجهة هذه الكارثة.

الطوارئ السورية: فرق الإطفاء تواصل عملها لمنع تمدّد النيران

ونوّه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في حسابه على منصة "أكس" بالمقترحات التي تصله لوقف تمدّد النيران، وقال: "أود أن أنوّه لأمر يتعلّق بالرسائل الكثيرة التي تصلني و تقترح أساليب لوقف تمدّد النيران، أقدّر جميع الاقتراحات وأشكر حرص أصحابها وممتن لهم على مبادرتهم التي لا تقدّر بثمن، علماً أنّ هناك بعض المقترحات غير قابلة للتطبيق في الاستجابة العاجلة للحرائق وهي ضمن الإجراءات الاستباقية ونحن نعمل عليها".

وأضاف: "في حين تحتاج مقترحات أخرى لبنية تحتية حتى يتمّ تنفيذها، وهي غير متوفّرة في بلد خرج من حرب مدمّرة استمرت لأربعة عشر عاماً.. أؤكد أننا نعمل بكل الأساليب والتكتيكات المعتمدة في إخماد حرائق الغابات لوقف تمدّد النيران سواء عبر العزل أو إنشاء خطوط قطع ناري أو العزل الاستباقي".

وتابع: "لدينا خبراء وقادة عمليات وكوادر يمتلكون خبرة ميدانية كبيرة، إضافة للفرق المشاركة من تركيا والأردن وقريباً من العراق، ولكن وجود الألغام ومخلفات الحرب وقوة سرعة الرياح وتبدّل اتجاهها وانتقال الشرر لمسافات تتجاوز مئات الأمتار يعقّد المهمة".

كما أكّد أنّ "فرق الإطفاء لحرائق الغابات في اللاذقية، تستجيب لحرائق في الأحراج والأراضي الزراعية والمنازل وممتلكات السكان، وخلال الساعات الماضية استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء لحريقين حرجيين كبيرين في ريف حماة وهما حريقان منفصلان عن حرائق اللاذقية". 

أما بشأن طريق قسطل معاف – كسب في ريف اللاذقية، فكتب الصالح موضحاً: "تداولت بعض الوسائل الإعلامية وناشطون خبراً عن إغلاق طريق قسطل معاف – كسب في ريف اللاذقية الشمالي بسبب وصول حرائق الغابات إليه، نحن نؤكد أنّ الطريق سالك ولا يشكّل أي خطر مباشر على المدنيين، حيث تعمل فرق الإطفاء منذ يوم الخميس على وقف امتداد النيران في هذا المحور، وتأمين المنطقة بشكل كامل على طرفي الطريق، ونظراً لطبيعة العمل في الموقع، وكون الطريق يشكّل شريان الإمداد الرئيسي لفرق الإطفاء، فقد أدّى تزايد حركة المدنيين إلى إرباك عمليات الإخماد وإبطاء وصول صهاريج المياه والآليات الثقيلة".

وتابع: "قرّرت غرفة العمليات، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إغلاق الطريق مؤقتاً أمام حركة المدنيين، باستثناء الحالات الطارئة والإسعافية، لضمان سرعة واستمرارية العمل الميداني حتى السيطرة الكاملة على النيران".

قطر ترسل خمس طائرات تحمل حوّامات خاصة للإطفاء

وشكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري قطر ومجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بقوة الأمن الداخلي (لخويا) لإرسال خمس طائرات تحمل على متنها حوّامات خاصة بإطفاء الحرائق، وسيارات إطفاء، و138 من الكوادر البشرية، وذلك دعماً لجهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية.

وأشار الصالح إلى أنه وصلت أولى الفرق صباح اليوم السبت، إلى مطار حلب الدولي، وهي في طريقها إلى مواقع الحرائق في ريف اللاذقية، مثمّناً عالياً هذه المشاركة الإنسانية النبيلة التي قال إنها "تعكس عمق الروابط الأخوية بين الشعبين السوري والقطري".

الاتحاد الأوروبي يفعّل "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة

وذكرت "سانا" عبر موقعها على "أكس" أنّ الاتحاد الأوروبي أعلن تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة، تُستخدم لتوجيه فرق الاستجابة العاملة في مكافحة حرائق ريف اللاذقية.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا في حسابها على منصة أكس: "الحرائق التي اجتاحت مناطق في سوريا أدّت إلى نزوح آلاف الأشخاص، وألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات، وتتابع دول أوروبية مشاركة في آلية الحماية المدنية الوضع عن كثب، وتبحث سُبل دعم السوريين في مواجهة هذه الكارثة".

وأضافت البعثة: "ضمن استجابتنا، فعّل الاتحاد الأوروبي خدمة كوبرنيكوس لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة، تُستخدم هذه الخرائط من قِبل فرق الاستجابة لتوجيه عملياتهم بدقّة، ويمكن تكبيرها حتى مستوى القرى لتقييم حجم الأضرار".

وفي حين بلغت مساحة المنطقة المحترقة فيه نحو 15 ألف هكتار، لم يتمّ تسجيل خسائر بشرية.

اقرأ أيضاً: حرائق مفتعلة تدمّر رئة سوريا.. مزارعو ريف اللاذقية يخسرون أرزاقهم وإرث أجدادهم

اخترنا لك