الطوارئ السورية: فرق الإطفاء أوقفت امتداد النار على كل محاور ريف اللاذقية الشمالي

لليوم العاشر على التوالي تواصل فرق الدفاع المدني والإطفاء السورية بالتعاون مع فرق من الأردن وتركيا ولبنان وقطر جهودها المكثّفة لإخماد الحرائق وتبريد المناطق التي أخمدت في ريف اللاذقية الشمالي.

  • تمكنت فرق الإطفاء من وقف تمدد النار على كل المحاور تمهيداً للسيطرة على كل الحرائق
    تمكّنت فرق الإطفاء من وقف تمدّد النار على كلّ المحاور تمهيداً للسيطرة على كلّ الحرائق

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا، رائد الصالح، صباح الأحد، أنّ فرق الدفاع المدني والإطفاء استطاعت وقف امتداد النار على كلّ المحاور في ريف اللاذقية الشمالي، كخطوة باتجاه السيطرة على الحرائق.

وقال الصالح في تغريدة له عبر منصة (أكس): "بعد جهود كبيرة ومستمرة من فرق الإطفاء في الدفاع المدني وأفواج الإطفاء والفرق التركية والعربية المساندة في إخماد حرائق الغابات في اللاذقية وصلت الأعمال مساء السبت لمرحلة مبشّرة، إذ تمكّنت الفرق من وقف امتداد النار على كلّ المحاور، وهي الخطوة الأهم باتجاه السيطرة على الحرائق".

وأضاف الصالح: "المشهد يتغيّر، والدخان بدأ ينقشع، وتتابع الفرق بشكل مكثّف أعمال إخماد ما بقي من البؤر المشتعلة وتبريد ما تمّ إخماده"، مشيراًَ إلى أنه "وفق المعطيات الحالية تتجه الأوضاع نحو السيطرة ومن ثم الانتقال لعمليات التبريد الشامل".

وتابع: "وفق تقييم غرفة العمل الوضع اليوم هو الأفضل منذ عشرة أيام، لا تزال هناك تهديدات بسبب حركة الرياح، لكننا نسعى لمنع أيّ تجدّد لتوسّع النيران، وما كنا لنصل إلى هذه المرحلة من دون وحدة الجهود، والتنسيق العالي، والدعم الشعبي الواسع، ومساندة فرق الإطفاء التركية والأردنية واللبنانية والعراقية والقطرية".

من جانبه، أعلن مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش صباح الأحد، إغلاق معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية من الجانب التركي مؤقتاً، بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل، واقترابها من المنطقة الحدودية.

فرق "لخويا" القطرية المتخصصة تشارك في إخماد الحرائق

من جهته، قال الدفاع المدني السوري في بيان إنه "ضمن إطار جهود غرف التنسيق المشتركة التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية لإخماد الحرائق الحرجية في ريف اللاذقية، وصلت أمس السبت إلى سوريا فرق متخصصة في البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق من وزارة الداخلية القطرية لخويا، مزوّدة بآليات ومعدات متطورة، إلى جانب طائرات مخصصة لإخماد الحرائق".

وأشار الدفاع المدني إلى أنّ "هذا الدعم القطري يأتي للمساهمة في الجهود المكثّفة للسيطرة على النيران المندلعة في غابات ريف اللاذقية، ومنع انتشارها، حمايةً للبيئة والمجتمعات المحليّة، وفي سياق تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الكوارث الطبيعية، والحدّ من آثارها".

كما أوضح الدفاع المدني في قناته عبر "تلغرام"، أنّ "جهوداً مكثفة تبذلها فرق الإطفاء الميدانية، لمواجهة الحرائق، والحد من انتشارها، وتبريد بؤر النيران التي أُخمدت في مناطق جبل النسر وبرج زاهية والبركة والشيخ حسن"، مشيراً إلى أنّ "عمليات عزل البؤر في المناطق لا تزال مستمرّة مع فتح خطوط نار في الغابات، لتمكين الوصول، مع استمرار دعم الطائرات لعمليات الإخماد ومنع توسّع النيران".

ولليوم العاشر على التوالي تواصل فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء والفرق المساندة لها، جهودها الحثيثة لمنع فقدان المزيد من المساحات الحرجية الخضراء، واحتواء النيران قبل امتدادها إلى غابات الفرلق وكسب، والتي كانت قد وصلت ألسنة اللهب إلى أطرافها خلال اليومين الماضيين.

وتمكّنت فرق الإطفاء من تثبيت خطوط نار فعّالة حالت دون دخول النيران إلى تلك المناطق الحساسة، رغم الظروف الصعبة التي تواجهها، وعلى رأسها الرياح النشطة التي تُسهم في توسّع الحريق بشكل مفاجئ، ووجود ألغام ومخلّفات الحرب تتسبّب بانفجارات متكرّرة، وتشكّل تهديداً مباشراً للكوادر العاملة على الأرض.

الاتحاد الأوروبي يفعّل "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة

وكانت وكالة "سانا" السورية قد ذكرت عبر موقعها على "أكس"، أمس السبت، أنّ الاتحاد الأوروبي أعلن تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة، تُستخدم لتوجيه فرق الاستجابة العاملة في مكافحة حرائق ريف اللاذقية الشمالي.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا في حسابها على منصة "أكس" إنّ "الحرائق التي اجتاحت مناطق في سوريا أدّت إلى نزوح آلاف الأشخاص، وألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات، وتتابع دول أوروبية مشاركة في آلية الحماية المدنية الوضع عن كثب، وتبحث سُبل دعم السوريين في مواجهة هذه الكارثة".

وأضافت البعثة: "ضمن استجابتنا، فعّل الاتحاد الأوروبي خدمة كوبرنيكوس لتوفير خرائط أقمار صناعية محدّثة، تُستخدم هذه الخرائط من قِبل فرق الاستجابة لتوجيه عملياتهم بدقّة، ويمكن تكبيرها حتى مستوى القرى لتقييم حجم الأضرار".

وبلغت مساحة المنطقة المحترقة فيه نحو 15 ألف هكتار، لم يتمّ تسجيل خسائر بشرية.

اقرأ أيضاً: حرائق مفتعلة تدمّر رئة سوريا.. مزارعو ريف اللاذقية يخسرون أرزاقهم وإرث أجدادهم

اخترنا لك