المصابون بـ"كوفيد طويل الأمد" يحملون علامات غريبة في دمائهم!

مع استمرار معاناة الملايين حول العالم من "كوفيد طويل الأمد".. باحثون يفسرون سبب هذه الحالة لفهم آليات هذه الحالة المعقدة، وفتح آفاق جديدة للعلاجات المستقبلية.. ما التفاصيل؟

  • المصابون بـ
    رصد الباحثون تجلطات دقيقة غير طبيعية في دماء المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد" 

أعلنت دراسة علمية حديثة عن اكتشاف قد يشكّل نقلة نوعية في فهم حالة "كوفيد طويل الأمد"، إذ رصد الباحثون تجمعات (تجلطات) دقيقة غير طبيعية في دماء المصابين بهذا الاضطراب المزمن

وقام الباحثون من جامعة "ستيلينبوش" في جنوب أفريقيا بفحص عينات دم من مصابين وغير مصابين بـ"كوفيد طويل الأمد". وتوصلت الدراسة المنشورة في مجلة The Journal of Medical Virology إلى أنّ المصابين بالحالة المزمنة كانت لديهم كميات أكبر من الجلطات الدقيقة المرتبطة بشبكات معقدة تعرف باسم "مصائد العدلات خارج الخلية" (NETs).

يُعتقد أنّ "كوفيد طويل الأمد" حالة معقدة تنتج عن مزيج من العوامل، بما في ذلك استمرار وجود الفيروس أو استجابة مناعية غير طبيعية للعدوى الأولية. لكن بعض الأبحاث تشير إلى أنّ أعراض الحالة، مثل الإرهاق المستمر وضبابية الدماغ، قد تكون مرتبطة بالالتهاب المزمن ومشاكل تخثر الدم.

في هذه الدراسة، تبين للباحثين أنّ مرضى "كوفيد طويل الأمد" يحملون في دمائهم مستويات مرتفعة من مؤشرات حيوية تدل على وجود الجلطات الدقيقة وشبكات العدلات. ولكن اللافت أنهم وجدوا ترابطاً عضوياً واضحاً بين هذه الجلطات والشبكات في أجسام المصابين.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من الفيروسات في الشتاء؟

ويفسر الباحثون هذه الظاهرة بأنّ شبكات العدلات قد تشكل درعاً واقياً يحول دون تخلص الجسم من هذه الجلطات الدقيقة، ما يقدم تفسيراً محتملاً لاستمرار معاناة المرضى من أعراض "كوفيد طويل الأمد" لفترات مطولة. ويرجّحون أنّ زيادة تكون هذه الشبكات يعزز استقرار الجلطات الدقيقة في مجرى الدم، ما يؤدي إلى آثار سلبية تساهم في استمرار المتلازمة.

وعلى الرغم من أهمية هذه النتائج، إلا أنها لا تمثل الحل النهائي للغز "كوفيد طويل الأمد"، فمدى مساهمة هذه الجلطات في التسبب بالمرض ما يزال غير محدد بدقة. 

ونظراً لتعقيد هذه الحالة، يُرجح أن تكون هذه الجسيمات مسؤولة عن الإصابة فقط لدى بعض المرضى دون غيرهم. ومع ذلك، يمكن لهذا العمل أن يساعد الأطباء في تطوير فحوصات تشخيصية دقيقة للحالة. حيث طوّر الفريق خوارزمية تميز بدقة بين المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد" والأصحاء، بناءً على المؤشرات الحيوية المميزة.

مع استمرار معاناة الملايين حول العالم من "كوفيد طويل الأمد"، يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم آليات هذه الحالة المعقدة، وفتح آفاق جديدة للعلاجات المستقبلية.

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين أعراض"كورونا" و"الإنفلونزا"؟