اليمن: تسع وفيات وآلاف الإصابات بالكوليرا في تعز بسبب تواصل الحرب
تواصل الحرب على اليمن وتدهور القطاع الصحي يفاقم معاناة اليمنيين، ويساهم بانتشار الأوبئة والأمراض وفي مقدمتها الكوليرا التي أدّت إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة نحو 5 آلاف آخرين منذ مطلع العام الجاري.
-
ارتفاع حالات الكوليرا في محافظة تعز إلى تسع وفيات ونحو خمسة آلاف إصابة (الأمم المتحدة - صورة أرشيفية)
أعلن تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، أمس الأحد، عن ارتفاع حالات الكوليرا في المحافظة إلى تسع وفيات ونحو خمسة آلاف إصابة، منذ مطلع العام الجاري.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قال السامعي، إنّ "السلطات الطبية رصدت تسع وفيات بمرض الكوليرا في تعز منذ مطلع العام الجاري"، مضيفاً أنّ "عدد حالات الإصابة بالمرض ارتفع خلال الفترة ذاتها إلى أربعة آلاف و903".
وأشار إلى أنّ من بين حالات الإصابة هناك 282 حالة تمّ التأكد منها بالفحص المخبري.
وحول أسباب انتشار المرض، أفاد المسؤول الصحي بأنّ "انعدام الأمن المائي، يدفع السكان إلى استخدام مياه ملوثة تؤدي إلى إصابتهم بالكوليرا".
كما لفت إلى أنّ "عدم العناية بالنظافة الشخصية الدائمة، وعدم وجود صرف صحي وفق معايير طبية ملائمة من بين أسباب انتشار المرض"، داعياً المواطنين إلى "ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية الدائمة، والحرص على تعقيم المياه، واستخدام مياه نقية خالية من التلوث".
ويعاني القطاع الصحي في اليمن تدهوراً حاداً جرّاء تداعيات الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من 10 سنوات. كما يعاني هذا القطاع من نقص حاد في التمويل أدّى إلى توقف العديد من البرامج الطبية، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات صحية، وفقاً لتقارير أممية.
منظمة الصحة العالمية: الصراعات تُفاقم انتشار الكوليرا
من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل يومين أنّ الكوليرا (مرض إسهالي يُهدد الحياة) ينتشر حالياً بشكل أكبر في مناطق الصراع، ويُثير الوضع قلقاً بالغاً في السودان وجنوب السودان وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن.
وأكّدت كاثرين ألبيرتي، خبيرة الكوليرا في منظمة الصحة العالمية، أنه تمّ تسجيل 390 ألف حالة إصابة بالكوليرا، منها 4300 حالة وفاة، هذا العام في 31 دولة.
وأشارت ألبيرتي إلى أنه "في جميع هذه البلدان التي تشهد أزمات، تُفاقم الصراعات انتشار الكوليرا. ففي مخيمات اللاجئين، غالباً ما يحصل الناس على 3 لترات فقط من الماء يومياً - للشرب والغسيل والطهي. ويُعد الحصول على مياه شرب نظيفة أمراً أساسياً في مكافحة المرض".
نقص إمدادات اللقاح في القارة الأفريقية
ومع بدء موسم الأمطار في المناطق الأفريقية المتضررة، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يزداد الوضع سوءاً.
وأكّدت ألبيرتي أنّ إنتاج اللقاحات يجري بأقصى سرعة، ومن المتوقع أن يصل إلى كمية قياسية بحلول نهاية العام.
ومن جهته انتقد المدير العام للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جان كاسيا، مؤخراً نقص إمدادات لقاحات الكوليرا. وقال إنّ القارة تحتاج إلى 54 مليون جرعة لقاح سنوياً، لكن نصفها فقط متوفر.
الانتهاء من تنفيذ حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا في #اليمن.
— WHO Yemen (@WHOYemen) August 5, 2025
خلال الفترة من 26 إلى 31 يوليو، قامت وزارة الصحة العامة والسكان، وبدعم من منظمة الصحة العالمية و @UNICEF_Yemen، بتطعيم أكثر من 401,000 شخص في مديريات الخوخة وحيس وتبن لحماية المجتمعات الضعيفة من الكوليرا. 💉 pic.twitter.com/fQJ8qZdu6f