تجنب الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس في الصيف.. ما الفرق بينهما؟
يصاب البعض خلال ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية من الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس.. ما الفرق بينهما، وكيف نحمي أنفسنا؟
-
كيف تحمي نفسك من الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس؟
في السنوات الأخيرة، رافق حلول فصل الصيف ارتفاع قياسي في درجات الحرارة في مختلف البلدان.
وقالت وكالة "ناسا" إنّ متوسط درجة حرارة سطح الأرض عام 2024 كان الأعلى على الإطلاق، بمقدار 2.30 درجة فهرنهايت (1.28 درجة مئوية) من خط الأساس للوكالة في القرن العشرين (1951-1980)، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي المسجّل في عام 2023.
ويأتي الرقم القياسي الجديد بعد 15 شهراّ متتالياً (من حزيران/يونيو 2023 إلى آب/أغسطس 2024) من سجلات درجات الحرارة الشهرية، وهي سلسلة حرارة غير مسبوقة.
ويراقب علماء المناخ ارتفاع درجات الحرارة عام 2025، معبّرين أنه سيُمثّل أيضاً اختباراً حاسماً لمدى فهم أسباب سرعة ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
في فصل الصيف يعاني معظم الناس من ارتفاع درجات الحرارة، ويصاب بعضهم بالإنهاك الحراري أو من ضربة الشمس.
يخلط الكثيرون ما بين مصطلح الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس، حيث يمكن اعتبار الأمرين درجتين مختلفتين من الشدة فيما يتعلق بارتفاع حرارة الجسم.. فمتى يحدث كليهما؟ وكيف يمكن التفريق بينهما؟
-
تجنّب الإصابة بضربة الشمس
ما هو الإنهاك الحراري؟
يمكن أن تؤدّي كثرة التعرّض لأشعة الشمس أو درجات الحرارة العالية إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالإنهاك الحراري.
ويعدّ الإنهاك الحراري مرضاً مرتبطاً بالحرارة المرتفعة، كالإصابة بمشكلات أخرى شبيهة مثل الطفح الحراري أو التشنّجات الحرارية أو ضربة الشمس.
على الرغم من أنّ الانهاك الحراري هو أقلّ حدّة من ضربة الشمس، إلا أنه إذا لم يُعالج بشكل صحيح، فإنه من الممكن أن يؤدّي إلى النوع الأكثر خطورة.
عادةً ما يكون الصداع أول علامة على الإنهاك الحراري، كما يشعر الشخص بارتفاع درجة حرارة الجسم، ويصبح الوجه أكثر احمراراً مع زيادة في التعرّق و بطء الحركة. ومن المرجّح أن يشعر الشخص حينها بالتعب والغثيان، وأحياناً قد يُصاب بالدوار أو يصل الأمر حتى للإغماء.
وما لا يتوقّعه كثيرون هو جلد الشخص المصاب بالإنهاك الحراري قد لا يكون في العادة ساخناً، بل أكثر برودة من المعتاد.
Look out for symptoms of heat related illnesses in yourself and others during hot weather.
— NHS Dorset (@NHSDorset) June 30, 2025
If you or others feel dizzy, weak, sick or are intensely thirsty, this may be heat exhaustion. Move to a cool place, rehydrate and cool your body down 💧 https://t.co/zGJHHkSVMU pic.twitter.com/Leqc6dnQRK
ما العمل لدى الإصابة بالإنهاك الحراري؟
أولاً، يجب على المصابين بالإنهاك الحراري الابتعاد فوراً عن الشمس، والتوجّه إلى مكان بارد أو المكوث في الظل، كما يجب شرب الماء بأسرع وقت ممكن.
تساعد الكمّادات الباردة والرطبة على تبريد الجسم، مع الاستمرار في تناول الكثير من السوائل لاستعادة مستوى الترطيب الطبيعي حيث يُعوّض الماء البارد أو المشروبات، التي يجري تناولها عند ممارسة الرياضية، الأملاح المفقودة في الجسم.
كما أنه من الضروري تجنّب تناول الكحول والكافيين في هذا التوقيت، فهذه المشروبات قد تزيد من جفاف الجسم، فضلاً عن احتمال تسبّبها في التعرّق بما قد يُسبّب فقداناً إضافياً للسوائل يمكن أن يصل إلى نحو لترين في الأيام شديدة الحرارة، بحسب متخصصين. إضافةً إلى الحصول على قسط من الراحة حتى تتحسّن الأعراض.
ومن الضروري معرفة أنه في الحالات الأكثر شدّة، ربما يحدث قيء شديد أو حالة من الارتباك أو فقدان للوعي. وفي هذه الحالة، يجب مراجعة الطبيب لاستبعاد احتمال الإصابة بضربة الشمس.
ما هي ضربة الشمس؟
ضربة الشمس أخطر من الإنهاك الحراري ويمكن أن تحدث، على سبيل المثال، عند ممارسة أنشطة بدنية في بيئة حارة أو في حال لم يتمّ علاج الإنهاك الحراري بشكل صحيح.
عندما يكون الجو شديد الحرارة، يمتصّ الجسم حرارة أكثر مما يستطيع استيعابها. وتصل درجة حرارة الجسم إلى نحو 41 درجة مئوية (105.8 درجات فهرنهايت) في غضون 10 إلى 15 دقيقة. ويؤدي هذا الارتفاع الحاد إلى استجابة التهابية في جميع أنحاء الجسم.
يتعرّض نظام تنظيم درجة حرارة الجسم للتعطيل حيث يتوقّف الجسم عن إنتاج العرق. فالتعرّق هو الطريقة التي يعمل بها الجسم على تبريد نفسه، وبالتالي من دونه تبدأ درجة حرارة الجسم في الارتفاع. ويمكن للإصابة بضربة الشمس أن تهدّد حياة الشخص.
ما أهي أعراض ضربة الشمس؟
تشمل الأعراض: الإصابة بالصداع وضعف الوعي والدوار والنعاس، كما يمكن أن تحدث نوبات صرع أو قيء أو إسهال أو انخفاض ضغط الدم.
وقد تتطوّر أعراض ضربة الشمس في فترة تتراوح ما بين ساعة إلى 6 ساعات، ويمكن أن تسبّب الوفاة في أقل من 24 ساعة إذا لم تُعالج بشكل صحيح.
أما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة والأطفال وكبار السن، فقد تحدث ضربة الشمس عادةً نتيجةً لمزيج من ارتفاع درجات الحرارة، ونقص حادّ في السوائل والأملاح في الجسم. أما لدى البالغين الأصحاء، فإنّ الإفراط في النشاط البدني خلال الطقس الحار المشمس، مثل ممارسة الرياضة أو العمل في الهواء الطلق، هو ما يسبّب ضربة الشمس عادةً.
إجراءات ضرورية لدى الإصابة بضربة الشمس
عند ظهور أولى علامات ضربة الشمس، يجب إبلاغ خدمات الطوارئ فوراً، وإبعاد المصاب عن الشمس ومكان الحرارة المرتفعة، ونقله إلى مكان بارد أو في الظل، وتبريد جسمه بأسرع وقت ممكن بالماء البارد أو بحمامات الثلج أو بالملابس المبللة، وإعطاؤه السوائل إن أمكن وإزالة الملابس الزائدة عن الحاجة.
يجب تطبيق الإسعافات الأولية فور الإصابة بضربة الشمس. وإذا كان الشخص فاقداً للوعي ولكنه يتنفّس بشكل طبيعي، فيجب إبقاؤه في وضع أفقي ثابت لحين وصول فرق الطوارئ، مع فحص التنفّس لديه بانتظام. وإذا لم يكن الشخص يتنفّس بشكل طبيعي، فيجب بدء عمليات الإنعاش فوراً.
كيف تتجنّب الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس
في درجات الحرارة المرتفعة للغاية، يصل نظام تنظيم حرارة الجسم إلى حدوده القصوى بسرعة. ومع شرب كميات قليلة جداً من الماء، وخصوصاً عند كبار السن، لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من العرق، ما يُصعّب على الجسم تبريد نفسه.
إنّ أفضل طريقة لتجنّب الإنهاك الحراري أو حتى ضربة الشمس هي: تجنّب التعرّض لأشعة الشمس المباشرة، وخاصةً في منتصف النهار. وحماية الرأس بقبعة فاتحة اللون، وشرب الكثير من السوائل.
وكقاعدة عامة، يحتاج الشخص البالغ إلى نصف لتر إضافي من الماء على الأقل في الأيام الحارة. كما أنه يُنصح دائماً باستشارة الطبيب عند الإصابة بالانهاك الحراري أو ضربة الشمس، لأنه يبقى الخيار الأكثر أماناً.
-
كيف تتجنّب الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس