"الاستحمام الشامل" الأسبوعي.. هل هو ضروري؟ وما رأي الطب؟
ماذا تعرف عن "الحمام الشامل" الأسبوعي؟ هل هو ضروري لصحة الجسم؟ وما رأي الطب فيه؟.. تقرير يلقي الضوء على هذا الروتين الأسبوعي المعقّد.
-
استخدام الشامبو والبلسم والتقشير أو الحلاقة هي أمور تتعلّق بالمظهر والشعور الشخصي لا بالنظافة الأساسية
هل تدهن فروة رأسك بالزيت، وتضع قناعاً طينياً على وجهك، وتفرك ساقيك بفرشاة جافة؟.. ماراثون العناية الذاتية هذا، وسط الطقس الرطب، قد يمتد لثلاث ساعات.. وله اسم ربما لم تسمع به من قبل: "الاستحمام الشامل" (Everything Shower). يشمل هذا النوع من الاستحمام كلّ خطوة في روتين النظافة الشخصية: من الحلاقة، إلى التنظيف، وغسل الشعر، وغيرها. ويُعدّ مهمة مرهقة لا يمكن إنجازها إلا عندما يسمح الوقت بذلك.
"الحمام الشامل" تحوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى عرض فاخر علني، إذ يشارك المؤثّرون روتيناً مطوّلاً متعدّد الخطوات، ويوصي خلاله المشاركون أحياناً باستخدام نحو 25 منتجاً في جلسة واحدة.
بعض مقاطع "الاستحمام الشامل" تُفصّل روتيناً قد يستغرق ساعات. تبدأ بخطوات تسبق الاستحمام مثل دهن الشعر بالزيت، وتدليك فروة الرأس، التفريش الجاف، وإزالة الشعر، ثم تأتي المرحلة الأساسية وهي استخدام أنواع متعدّدة من الغسولات، والمقشّرات، والأقنعة، وأنواع صابون خاصة.
بعد الاستحمام، تبدأ مرحلة أخرى من العناية تشمل علاج الشفاه، والمرطبات، وزيوت الجسم، والعطور، ومنتجات لا حصر لها.
قد يرى المؤثّرون أنّ "الاستحمام الشامل" طقس أسبوعي ضروري للعناية الذاتية.. لكنّ خبراء الصحة، ودعاة الحفاظ على المياه، لا يشاركونهم الحماسة ذاتها. فهم يؤكّدون أنّ أفضل أنواع الاستحمام يمكن أن تكون سريعة وبسيطة.
ما هو الحدّ الأدنى كي تكون نظيفاً؟
قد تشعر أنّ "الاستحمام الشامل" يمنحك نظافة أعمق من الاستحمام العادي، لكن من منظور النظافة الأساسية، فهو لا يضيف الكثير.
فقد أوضحت الدكتورة إلين لارسون - أستاذة علم الأوبئة والتمريض الفخرية في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، أنّ "رائحة الجسم، أو البشرة الدهنية، أو غيرها من الأمور التي نربطها بقلة النظافة، غالباً ما تكون قضايا تجميلية أكثر من كونها مخاطر صحية فعلية".
وتشير إلى أنّ "الاستحمام يتعلّق أساساً بمنع تكاثر الجراثيم الضارة"، لافتةً مثلاً إلى أنّ "معظم الأميركيين يستحمّون يومياً، وبعضهم مرتين في اليوم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم أصبحوا أكثر صحة".
عدد مرات الاستحمام أسبوعياً
يقول لارسون إنّ "معظم البالغين يمكنهم الاكتفاء بالاستحمام مرة كل يومين أو ثلاثة من دون أي ضرر صحي". و"حتى من يقلقون من الروائح الكريهة لا يحتاجون إلى ترسانة من المنتجات وأدوات التنظيف".
من جهته، يقول الدكتور جولز ليبوف - طبيب أمراض جلدية معتمد وأستاذ مساعد في جامعة تمبل بفيلادلفيا، إنّ "منظّف جسم لطيفاً وخالياً من العطور، قد يكون كافياً تماماً خلال الاستحمام".
ويضيف أنّ "غسل الجسم بالماء والصابون لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق فقط كافٍ لتنظيف الجسم بالكامل. أما باقي خطوات الاستحمام مثل استخدام الشامبو، البلسم، التقشير، أو الحلاقة، فهي غالباً تتعلّق بالمظهر والشعور الشخصي، لا بالنظافة الأساسية".
مخاطر الإفراط في روتين الاستحمام
إنّ استخدام عشرات المنتجات أثناء الاستحمام غير ضروري، لا بل قد يكون مضراً، بحسب الدكتورة أنجيلا لامب - الأستاذة المساعدة، ومديرة عيادة الأمراض الجلدية في مركز ماونت سيناي بنيويورك، حيث تشير إلى أنّ "كلّ منتج جديد تضيفه يعتبر فرصة إضافية لملامسة الجلد وقد يتسبّب برد فعل تحسّسي أو تهيّج":
وتضيف لامب أنّ "المنتجات التي تحتوي على مكوّنات مقاومة لحبّ الشباب، أو معطّرات، تُعدّ من أكثر المسبّبات شيوعاً لالتهاب الجلد التماسي التحسّسي، كما يمكن أن تزيد من أعراض الإكزيما مثل الجفاف والاحمرار".
أما الإفراط في استخدام المنظّفات أو الاستحمام المفرط، فيمكن أن يخلّ بتوازن الميكروبيوم الطبيعي للجلد، بحسب الدكتورة إلين لارسون، التي تشرح وتقول إنّ "الجلد، إسوة بالأمعاء، يحتوي على بكتيريا طبيعية نافعة تساعد على الحماية من الفطريات والجراثيم الضارة. وعندما تتمّ إزالة هذه البكتيريا الجيدة، يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وغالباً ما تظهر هذه العدوى على صورة حبوب وبثور".
وتوضح أنّ من يعانون من مناطق خشنة أو نتوءات صغيرة بسبب حالة تُعرف بـالتقرّن الشعري (keratosis pilaris)، وهي حالة جلدية غير ضارة تصيب عادة الذراعين والساقين، قد يستفيدون من تقشير خفيف أثناء الاستحمام.
كما تنصح باللجوء إلى "الاستحمام الشامل" في المناسبات الخاصة فقط، عوض جعله عادة أسبوعية.
لِمَ الهوس بالاستحمام؟
قد يكون من الصعب التمييز بين مقاطع فيديو منشورة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدّم نصائح مدعومة بالعلم لصالح الجمهور، وفق لامب، وتلك التي تهدف فقط إلى الترويج وبيع المنتجات.
بالنسبة للدكتورة جيل إي. يافورسكي - الأستاذة المساعدة بعلم الاجتماع في جامعة نورث كارولينا بشارلوت - ترى أنّ "النساء، يكنّ أكثر عرضة للضغط للحفاظ على معايير جمال ونظافة غير واقعية".
وحذّرت يافورسكي النساء من خطر دمج وقت ترفيه واسترخاء النساء مع أنشطة تهدف بشكل رئيسي إلى تحسين مظهرهن.