96% من وفيات الملاريا تُسجّل في أفريقيا

تقديرات منظمة الصحة العالمية تفيد بازدياد عدد الإصابات بالملاريا، خصوصاً في أفريقيا التي تعاني من الوباء منذ سنوات.

  • 96% من وفيات
    يتوفى مئات آلاف الأشخاص في أفريقيا بسبب الملاريا

يتوفى مئات آلاف الأشخاص، معظمهم أطفال، في أفريقيا كل عام، جرّاء إصابتهم بالملاريا، وهو وباء قديم ينتقل بواسطة البعوض وازداد انتشاره خلال فترة تفشي فيروس كورونا.

وأفادت تقديرات منظمة الصحة العالمية بأنّ "627 ألف شخص توفوا بالملاريا عام 2020"، وهو آخر عام تتوافر بيانات بشأنه، في زيادة نسبتها 12% عن عام 2019، وتمّ تسجيل حوالى 241 مليون إصابة على مستوى العالم في العام 2020، أي أكثر بـ14 مليون حالة عن العام السابق.

ويهدد الملاريا نصف سكان العالم، إذ تُعدّ أفريقيا جنوب الصحراء، وشرق المتوسط، والأميركيتان، ومناطق في الهادئ مثل بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان، في خطر.

 قاتل في أفريقيا 

تسجّل 95% من جميع الإصابات بالملاريا و96% من الوفيات الناجمة عنه في أفريقيا جنوب الصحراء. 

وسُجّلت نصف الحالات المعلنة على مستوى العالم سنة 2020 في أربع دول أفريقية هي نيجيريا (31.9% من الحالات المعلنة) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (13.2%) وتنزانيا (4.1%) والموزمبيق (3.8%).

وتتسبب خمسة أنواع من الطفيليات بالملاريا لدى البشر، تنتقل جميعها عبر لسعات بعوضة أنثى مصابة، وتتسبب طفيلية يُطلق عليها "متصورة منجلية" بالجزء الأكبر من الوفيات.

وتعود السجلات عن المرض إلى العصور القديمة، وتشمل أعراضه الحرارة والصداع وآلام العضلات، تليها موجات من البرد والحرارة والتعرّق.

وتتوافر العديد من العلاجات الوقائية التي يمكن أن تساعد على تخفيف حدة المرض وتجنب الوفاة وخفض انتقال العدوى. وتؤكد  منظمة الصحة العالمية أنّ أفضلها، وخصوصاً لحالات الإصابة بـ"المتصورة المنجلية"، هي التوليفة العلاجية القائمة على مادة "الأرتيميسينين".

اللقاحات 

في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أوصت منظمة الصّحة العالمية بـ"الاستخدام الواسع" لأوّل لقاح في العالم للأطفال ضد الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء، بعدما أجرت مراجعة لبرنامج تجريبي طُبّق في غانا وكينيا وملاوي، حيث تلقى فيهم أكثر من مليون طفل حتى الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بحسب ما أعلنت المنظمة الخميس.

وأظهرت دراسات أنّ لقاح "آر تي إس،إس"، المصنّع من قبل شركة "غلاكسو سميث كلاين" البريطانية العملاقة للأدوية، خفّض بشكل كبير الوفاة في أوساط الأطفال جرّاء الإصابة بطفيلية "المتصورة المنجلية"، الأكثر انتشاراً في أفريقيا.

وهناك لقاحات أخرى مطروحة من بينها لقاح "Matrix-M" الذي طورته جامعة أكسفورد البريطانية، وهو الوحيد الذي تخطى عتبة الفعالية التي حددتها منظمة الصحة العالمية عند 75%.

خفض انتشار المرض 

قبل العام 2020، كان العالم يحقق تقدماً مطرداً في التعامل مع انتقال عدوى الملاريا وعلاجه، خصوصاً من خلال استخدام شبكات البعوض المعالجة بالمبيدات والفحوص والأدوية الفعالة.

وتراجعت التكاليف السنوية الناجمة عنه بنسبة 27% بحلول 2017 مقارنةً مع مطلع القرن، بينما تراجعت الوفيات بأكثر من 50%.

وفي حزيران/يونيو 2021، صادقت منظمة الصحة العالمية على أنّ "الصين باتت خالية من الملاريا"، اذ لم تسجّل الصين أي حالة عدوى مصدرها محلي على مدى أربع سنوات متتالية، لتطوي بذلك صفحة معركة طويلة بدأت في أربعينات القرن الماضي، عندما كان البلد الآسيوي يسجّل 30 مليون حالة سنوياً.