"أكسيوس": الصين، وليس أميركا، قد تقوم بتلقيح معظم دول العالم

تمتلك الدول الأكثر ثراءً لقاحات أكثر من المواطنين الذين يريدونها، بينما تواجه الدول الفقيرة جداول زمنية محبطة حول مواعيد إعطاء الجرعات الأولى لمواطنيها.

  • ولايات أميركية عديدة بدأت بحملة تلقيح واسعة من لقاح
    الولايات المتحدة تمتلك فائَضاً عن حاجتها من اللقاحات بأكثر من مليار جرعة.

تناول موقع "أكسيوس" الأميركي مسألة عدم العدالة في توزيع اللقاحات عالمياً حيث حصلت الدول الغنية، وتحديداً الغربية، على معظم هذه اللقاحات فيما تواجه الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية مصائر قاتمة في مواجهة وباء كورونا. 

وقال الموقع إن حملة التطعيم العالمية بدأت ضد فيروس "كوفيد –19" قبل تسعة أشهر، لكن لم يتلق 58 في المائة من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل بعد.

وأوضح أنه بسبب نقص المواد الخام، والتصنيع المعقد والمكلف، وخيارات صانعي اللقاحات، فإن الولايات المتحدة وشركات الأدوية التابعة لها لن تتمكن على الأرجح من إخراج المناطق الفقيرة غير المحصنة من العالم من الوباء، لكن الصين قد تفعل ذلك.

وتمتلك الدول الأكثر ثراءً لقاحات أكثر من المواطنين الذين يريدونها، بينما تواجه الدول الفقيرة جداول زمنية أكثر قتامة حول مواعيد إعطاء الجرعات الأولى لمواطنيها.

ويمكن للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى تطعيم المراهقين وتوفير جرعات (ثالثة) معززة للجميع، فيما يبقى لديها 1.2 مليار جرعة زائدة متاحة لإرسالها إلى مكان آخر هذا العام، وفقاً لتقرير صادر عن شركة التحليلات "إيرفينيتي" Airfinity.

ويتوقع اتحاد كوفاكس العالمي تلقي جرعات أقل بنسبة 25 في المائة مما كان متوقعاً بسبب مشاكل الإنتاج مع اللقاحات التي تصنعها شركات جونسون أند جونسون ونوفافاكس وأسترازينيكا، بالإضافة إلى قيود التصدير من مورد رئيسي في الهند.

وأثبتت اللقاحات التي تصنعها شركتا فايزر ومودرنا أنها منقذة للحياة ومنتجة بشكل موثوق، لكن الشركات اختارت بيعها في الغالب إلى البلدان ذات الدخل المرتفع حيث تجني أكبر قدر من المال، بحسب "أكسيوس".

وتتوقع شركة مودرنا أن تنتج ما يصل إلى مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021، ولكن نادراً ما تذهب أي جرعات إلى أماكن في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وقالت شركة فايزر إن بإمكانها تقديم ما يصل إلى ثلاثة مليارات جرعة بحلول نهاية عام 2021، منها مليار منها تذهب إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهذا يعني أن لقاحات فايزر ستطعّم، على الأكثر، 500 مليون شخص في البلدان النامية.

ولم توافق أي من الشركتين على إجراء مديريها التنفيذيين مقابلات حول سبب اتخاذهما لتلك القرارات.

وقامت موديرنا بتوجيه "أكسيوس" إلى البيان الصحافي لمبادرة كوفاكس. وقالت فايزر في بيان إن هدفها "هو توفير وصول عادل ومنصف لقاح فايزر-بيوانتك المضاد لكوفيد-19 للجميع في كل مكان."

يشار إلى أن التوسع في إنتاج اللقاح بطيئاً بشكل مفهوم في البداية، إذ إن إنتاج لقاحات mRNA أمر معقد، حيث توجد خطوات عديدة تتطلب مواد مثل الأنابيب البلاستيكية الصغيرة والدهون والجزيئات المسماة "الأغطية" التي كانت متوافرة بكميات محدودة ولديها عدد قليل جداً من البائعين.

وقال درو وايزمان، خبير لقاح الحمض النووي الريبي mRNA في جامعة بنسلفانيا: "لم يكن هناك ما يكفي من المواد الخام. لم يذهب أحد إلى مصنعي المواد الخام وقال لهم أنتم بحاجة إلى زيادة إنتاجكم". وأضاف أن المواد الخام أقل أهمية الآن، حيث أن المشكلة الأكبر هي توفير المزيد من المصانع المعتمدة. لكن هذا مكلف، ولم تستثمر شركتا فايزر ومودرنا أي أموال تقريباً في منشآت خارج أوروبا أو أميركا الشمالية، حيث تشتد الحاجة إليها.

نعم ، ولكن: "كل شيء ممكن تقنيًا" لتوسيع الإنتاج أكثر ، كما قال 

وقال زين رضوي، خبير الأدوية في منظمة "بابليك سيتسزن" Public Citizen  الذي شارك في كتابة تقرير حول زيادة إمدادات اللقاح. وأوضح كيف اشترت "بيوإنتك" مصنعًا للأدوية في ألمانيا في العام الماضي، وأعادت تدريب الموظفين، ثم بدأت في إنتاج لقاحات mRNA في غضون ستة أشهر.

وأشار رضوي إلى أنه يمكن القيام بذلك في مكان آخر. فوايزمان ساعد، على سبيل المثال، في إنشاء مصنع في تايلاند لقاح mRNA مختلف.

وتتمتع الولايات المتحدة بمستوى معين من الملكية للقاح "موديرنا" الممول من دافعي الضرائب، لكن الحكومة لم تساعد فعلاً البلدان الأخرى في تحقيق ذلك على الرغم من أن البعض يريد المساعدة بوضوح.

وقال مسؤول كوري جنوبي لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "لقد طلبنا من واشنطن نقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاحات، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن هذا أمر يجب أن يقرره القطاع الخاص".

في المقابل، كثفت الصين صادراتها من لقاحات سينوفارم وسينوفاك وكان-سينو، والتي يمكن تخزينها في درجات حرارة الثلاجة العادية، مما دفع البعض للاعتقاد بأن الصين ستكون المنقذ العالمي.

ويعتمد الخبراء أيضًا على اثنين من اللقاحات المرشحة بقيادة "كوربيفاكس"  Corbevax وNDV-HXPS ، وهي أرخص بكثير وأكثر سهولة في الإنتاج من لقاحاتmRNA .

وقالت سوزان كاربنتر، خبيرة علم المناعة في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، إنه إذا كنا سنخرج من الوباء، فنحن بحاجة إلى جميع اللقاحات المتاحة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.