دراسة: الأطفال المصابون بأمراض جلدية معرضون للتنمر والاكتئاب

دراسة أُجريت على عينة من الأطفال الذكور والإناث في الولايات المتحدة وكندا، ممن يعانون أمراضاً جلدية، أظهرت أنهم يعانون وصمة العار، التي قد تؤثر في نوعية حياتهم في المجتمع، وقد تعرضهم للاكتئاب.

  • إصابة الأطفال بالأمراض الجلدية المزمنة قد تعرضهم للقلق والاكتئاب والتنمّر
    إصابة الأطفال بالأمراض الجلدية المزمنة قد تعرضهم للقلق والاكتئاب والتنمّر

أفادت دراسة جديدة بأنّ أغلبية الأطفال، الذين يعانون أمراضاً جلدية مزمنة، مثل حب الشباب، الثعلبة، الأكزيما، الصدفية والبهاق، تواجه تحديات تتعلق بصحتهم، عقلياً واجتماعياً، والتي يمكن أن تشمل التنمّر (وصف شخص أو شيء ما في كلمة أو عبارة قصيرة)، وفق ما ذكر موقع "meds cape" للصحة.

وفي دراسة أُجريت على عينة من الأطفال في كندا والولايات المتحدة، أُفيدَ بأن 73% من المشاركين المصابين بأمراض جلدية يتعرّضون للتنمّر. وارتبطت درجات هذه الصفة بقوة بانخفاض نوعية حياتهم، مثل المعاناة من القلق والاكتئاب.

ووفق الدراسة، فإن "في بعض الأحيان، يصعب على الناس تقدير العبء العام للأمراض الجلدية على الأشخاص. وحتى كأطباء أمراض جلدية، لا يُعرف دائماً كيف يتم طرح أسئلة بشأن نوعية حياة المريض، أو كيف يرتبط تصور الأطباء عبر التجربة الحياتية للمرضى ومقدمي الرعاية إليهم".

وفي هذا الإطار، قالت مؤلفة الدراسة، ميشيل رامين - وهي أستاذة مشاركة في طب الأمراض الجلدية للأطفال في جامعة كالغاري، وطبيبة الأمراض الجلدية للأطفال في مستشفى "ألبرتا" للأطفال في كندا، ورئيسة الجمعية الكندية للأمراض الجلدية لـ Medscape Medical News - إن هذه الدراسة تُظهر بوضوح أنّ "هناك عبئاً كبيراً وشعوراً بالعار يرتبطان بالأمراض الجلدية عند المريض"، مشيرةً إلى أنّه توجد حالات متعددة وحقيقية.

وشددت: "نحتاج إلى العمل على طرح مزيد من هذا المشاكل الصحية لمعالجة المرضى".

وسم الأمراض الجلدية

أُجريت دراسة، عبر زيارة واحدة لـ32 مركزاً للأمراض الجلدية للأطفال في كندا والولايات المتحدة، بين عامي 2018 و2021، عبر استخدام نظام قياس النتائج التي أبلغ بشأنها طفل مريض يعاني التنمّر بسب مرضه الجلدي، من أجل فحص الروابط بين رؤية المرض وشدته، وصحة المريض العقلية ونوعية حياته.

وشملت الدراسة نحو 1671 طفلاً، 58% منهم إناث، وكان متوسط أعمارهم 14 عاماً. وأبلغ نحو 56% من الأطفال ظهور أعراض عالية للمرض، في حين أفاد 50.5% بشدة معاناتهم بسبب مرضهم.

وتباينت درجات التنمّر بينهم بصورة كبيرة، بناءً على تقويم الطبيب ورؤية المرضى وشدة حالة كل مريض، من جانب الطفل نفسه، أو من مقدّم الرعاية الصحية إليه، بحيث أبلغ ثلاثة أرباع الأطفال، الذين يعانون اضطرابات جلدية، بشأن قدر معيّن من معاناتهم بسبب التنمّر.

وقال أحد معدي الدراسة: "لقد فوجئت. فعلى الرغم من أنّ الأطباء قد يشعرون، في كثير من الأحيان، بأنّ لديهم الخبرة والتعاطف، ويفهمون وجهة نظر المريض، فإنهم قد يكونون مخطئين تماماً، بناءً على ما جاء في بيانات المرضى المتعلقة بحالة جلدهم".

بالإضافة إلى ذلك، قال نحو 29% من الآباء إنهم كانوا على علم بتعرّض أطفالهم للتنمّر، وخصوصاً في المدرسة، وهو ما يرتبط بقوة  التنمّر.

وبصورة عامة، أبلغت الفتيات بشأن حالات تنمّر أكثر من الذكور، وكان الأطفال، الذين يعانون التعرّق والتهاب الغدد العرقية القيحي، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.

نظام الرعاية الصحية

وبحسب الدراسة، عندما يسأل الأطباء عن تحديات الصحة العقلية ونوعية الحياة لدى الأطفال، فقد يكونون أكثر قدرة على إحالة الأطفال والأسر على الرعاية التي يحتاجون إليها. فعلى سبيل المثال، قد يساعد علاج الأمراض الجلدية المتخصصة على تقليل شدة الحالة الجلدية وظهورها، وقد تساعد الرعاية الصحية والعقلية الصحيحة على تقليل التعرض للتنمّر.

وقالت دانييل ماركو - دكتوراه في الطب، وأستاذة سريرية - في هذا الإطار، إنه "يظهر جانب الخجل ممن يعانون بعض الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما، بحيث قد يشعر الأطفال بالإحراج من ارتداء ملابس السباحة واللعب مع أصدقائهم، لأنهم يخشون أن يتم التعرّف إلى عوارض مرضهم".

وأشارت ماركو إلى أنّ "الروابط بين الأطفال المرضى قوية، وهم يدعمون بعضهم البعض"، لافتةً إلى أنه "يمكن للأطفال أن يكونوا أعظم وسيلة داعمة لعلاج بعضهم البعض".

وشددت الدراسة، في الختام، على أن من المهم النظر إلى هذه النتائج، التي أبلغ بشأنها المريض في أثناء العلاج، "لأننا نريد تجنّب العواقب بالنسبة إلى نمو الطفل، بما في ذلك احترام الذات والآثار النفسية الاجتماعية الأخرى".