كيف تساعد جسيمات الذهب النانوية مرضى باركنسون؟

البلورات الذهب النانوية تُظهر إمكانات واعدة في وقف أو عكس العجز العصبي لدى مرضى التصلب المتعدد ومرض باركنسون!

  • كيف تساعد جسيمات الذهب النانوية مرضى باركنسون؟
    تم تحويل بلورات الذهب النانوية إلى محلول علاج قابل للتناول!

أظهرت البلورات النانوية الذهبية قدرة ملحوظة على عكس نقص الاستقلابات الحيوية في الدماغ لدى مرضى التصلب المتعدد ومرض باركنسون، وذلك في دراسة سريرية حديثة.

وداء باركنسون هو اضطراب يتفاقم تدريجياً،  ويؤثر في الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب. وتبدأ الأعراض ببطء. قد يكون أول الأعراض ظهوراً رُعاشاً لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط. على الرغم من شيوع الرُعاش، فإن الاضطراب يسبب تيبساً وبطء الحركة بكثرة أيضاً.

أُجريت هذه الدراسات السريرية من قبل باحثين في المركز الطبي لـ UT Southwestern، وتم إعطاء البلورات النانوية للمرضى بانتظام لمدة 12 أسبوعاً.

وقال الدكتور بيتر سكويجنا الذي قاد التجارب النشطة لمرض التصلب المتعدد: "نحن متفائلون بأننا سنكون قادرين على منع أو حتى استعادة الوظائف العصبية المفقودة باستخدام هذه الاستراتيجية".

الحاجة إلى طاقة مستمرة لخلايا الدماغ

إن أحد العوامل المهمة للغاية في الأداء الأمثل للدماغ البشري هو تزويد خلايا الدماغ بالطاقة بشكل مستمر.

لكن بطبيعة الحال مع التقدم بالعمر، تقلّ قدرة الدماغ على استقلاب الطاقة بشكل طبيعي. بينما يوثق الأطباء هذا الأمر عادةً من خلال "انخفاض نسبة نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD+)” ونظيره “نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد + هيدروجين (NADH)".

يعد كل من NAD+ (نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد) و NADH (نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد + هيدروجين) جزيئات حيوية تلعب دوراً رئيسياً في العديد من الوظائف الخلوية، بما في ذلك إنتاج الطاقة في الدماغ.

مع التقدّم بالعمر، يرتبط انخفاض عملية التمثيل الغذائي للطاقة في الدماغ بشكلٍ متكرر بتدهور الوظائف المعرفية. يكون انخفاض نسبة NAD + / NADH أسرع وأكثر تأثيراً في الاضطرابات العصبية التنكّسية مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون.

وأظهرت الدراسات السابقة أن الحفاظ على توازن الطاقة في الدماغ قد يساعد في إبطاء أو حتى عكس مسار الأمراض العصبية التنكسية.” كما يتم الاعتقاد أن هذا التأثير ناتج عن تحسين وظائف الخلايا العصبية وحمايتها من التلف.

وتعاون فريق البحث مع شركة كلين نانوميديسين (Clene Nanomedicine)، وهي شركة تقوم بتحويل بلورات الذهب النانوية إلى محلول علاج قابل للتناول عن طريق الفم لعلاج الاضطرابات العصبية.

فيما تشير هذه الدراسة إلى أن بلورات الذهب النانوية قد تمتلك القدرة على تحسين كفاءة استخدام الطاقة في خلايا الدماغ من خلال التأثير على مستويات NAD+ و NADH. وذلك بعد ملاحظة هذا التأثير الإيجابي في الدراسات السابقة التي أجريت على مستوى الخلية والحيوان.

تجارب سريرية مع 11 مريضاً

أجرى فريق البحث تجربتين سريريتين من المرحلة الثانية لاختبار العلاج التجريبي، المسمى CNM-Au8، على المرضى. في هذه التجارب، تم إشراك 11 مريضاً مصاباًُ بانتكاسة التصلب المتعدد و 13 مريضًا بمرض باركنسون.

بدايةً، لقياس مستويات الطاقة في خلايا الدماغ، خضع كل مشارك لفحص تصوير بالرنين المغناطيسي (MR) المتطور. ساعد هذا الفحص الباحثين على تقييم نسبة NAD+/NADH، وهي مؤشر حيوي لصحة الخلايا. بالإضافة إلى مستويات المواد الكيميائية الأخرى المرتبطة بإنتاج الطاقة.

بعد تقييم الحالة الأساسية، تم إعطاء المشاركين جرعة يومية من CNM-Au8 عن طريق الفم لمدة 12 أسبوعاً. بعد فترة العلاج، تم إجراء فحص ثانٍ بالرنين المغناطيسي لقياس أي تغييرات في نسبة NAD+/NADH وتركيز بعض الجزيئات المهمة الأخرى.

اقرأ أيضاً: دراسة: الأشخاص القلقون هم أكثر عرضة للإصابة بالباركنسون

وأظهرت نتائج الدراسة أن الدواء CNM-Au8 فعال في علاج الاضطرابات المتعلقة بطاقة الخلايا في الدماغ. فقد أدى تناول الدواء لمدة 12 أسبوعًا إلى تحسن ملحوظ في الأداء اليومي للمشاركين. بما في ذلك تحسن تجاربهم الحركية في الحياة اليومية. وبالتالي قد يكون لهذا العلاج المبتكر تطبيقات في علاج أمراض عصبية تنكّسية أخرى.