وزير الصحة الأميركي يقيل أعضاء لجنة اللقاحات.. ما السبب؟

كتب الوزير المشكّك بجدوى اللّقاحات أنّ اللجنة "تعجّ بتضارب المصالح" بسبب ما قال إنّها علاقات مالية تربط بين أعضائها وشركات أدوية.

  • كينيدي تخلى عن ترشحه للرئاسة بشكلٍ مستقل وأيد ترامب (غيتي)
    كينيدي تخلّى عن ترشّحه للرئاسة بشكلٍ مستقل وأيّد ترامب (غيتي)

أعلن وزير الصحّة الأميركي روبرت كينيدي جونيور أنّه قرّر إقالة جميع الخبراء الـ 17 الأعضاء في مجموعة استشارية رئيسية معنيّة باللقاحات وذلك بدعوى "تضارب المصالح"، في ضربة جديدة تسدّدها إدارة الرئيس دونالد ترامب لسياسة اللقاحات في البلاد.

وقال كينيدي في بيان أمس الاثنين، نُعطي الأولوية لاستعادة ثقة الجمهور على أيّ أجندة مؤيّدة أو معارضة للّقاحات. يجب أن يعلم الجمهور أنّ توصيات وكالاتنا الصحية تستند إلى علم محايد وتُقيَّم من خلال عملية شفّافة وخالية من تضارب المصالح".

وفي مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كتب الوزير المشكّك بجدوى اللّقاحات أنّ اللجنة "تعجّ بتضارب المصالح" بسبب ما قال إنّها علاقات مالية تربط بين أعضائها وشركات أدوية، متّهماً إياها كذلك بأنّها أصبحت "مجرّد غرفة لتسجيل أيّ لقاح كان".

وكانت شركة "موديرنا" قد أعلنت في بيان لها مطلع الشهر الحالي أنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي) وافقت على لقاحها من الجيل الجديد للوقاية من "كوفيد-19" لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وأكثر، في أول موافقة منذ تشديد الإدارة للمتطلّبات.

وأضاف البيان أنّ اللقاح قد تمّت الموافقة عليه أيضاً للأفراد الذين تراوح أعمارهم ما بين 12 و64 عاماً، والذين يعانون مشكلة واحدة أو أكثر من الحالات الصحية الكامنة أو عوامل الخطر.

 "تأجيج عدم الثقة" 

ولفت كينيدي إلى أنّ الخبراء الذين قرّر إقالتهم سيستبدلون بخبراء آخرين. ويعيّن أعضاء هذه اللجنة لخبرتهم المشهود لها، وهم مطالبون بالإفصاح مسبقاً عن أيّ تضارب محتمل في المصالح.

وعلّق بول أوفيت، طبيب الأطفال والخبير في علم الفيروسات والمناعة وكان عضواً في اللجنة بين عامَي 1998 و2003 على القرار لوكالة فرانس برس قائلاً "يعتقد روبرت كينيدي أنّ أيّ شخص يتكلّم بإيجابية عن اللقاحات أو يُوصي بها، هو مستفيد" من هذا القطاع. وأضاف "إنه يحلّ مشكلة غير موجودة".

وتساءل "كيف يمكن التأكّد من أنّ الأشخاص الذين يريدهم روبرت كينيدي جونيور في اللجنة الاستشارية المعنية باللقاحات هم أشخاص جديرون بالثقة؟".

بدورها، قالت سوزن كريسلي، رئيسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في بيان "نحن نشهد تصعيداً في جهود الحكومة لإسكات الخبرة الطبية المستقلة وتأجيج عدم الثقة في اللقاحات المنقذة للحياة".

ومن المقرّر أن يعقد الاجتماع المقبل للجنة في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 حزيران/يونيو في مقر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في أتلانتا.

 "إجراء غير حكيم" 

وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في بيان إن "إقالة خبراء أمضوا حياتهم في حماية الأطفال من أمراض فتّاكة ليس إصلاحاً، إنه إجراء غير حكيم ومتطرّف ومتجذّر في نظريات المؤامرة، لا في العلم". وأضاف أن "إقالة لجنة برمّتها من خبراء في اللقاحات لا يبني الثقة، بل يهدمها".

بدوره، علّق السيناتور اليساري بيرني ساندرز قائلاً "في وقت يتوجّب علينا تعزيز الثقة بالعلم وتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية، تقوم هذه الإدارة بعكس ذلك تماماً. إن ما يحدث هو مواصلة لحرب ترامب وكينيدي الخطيرة على العلم. لا يمكن أن يستمر ذلك".

وكان روبرت كينيدي جونيور يروّج لمعلومات كاذبة حول اللقاحات لمدة عقدين، بما فيها الادعاء الذي تم إثبات عدم صحّته بأن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يسبّب مرض التوحّد.

ومنذ تولّيه منصبه، قلّص وزير الصحة الأميركي إمكان الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وواصل إثارة الشكوك حول لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية حتى في وقت تشهد الولايات المتحدة أسوأ تفشٍ للحصبة منذ سنوات، مع الإبلاغ عن 3 وفيات وأكثر من 1100 إصابة.

اقرأ أيضاً: "الغذاء والدواء" الأميركية توافق على لقاح "موديرنا" الجديد لـ"كوفيد-19".. ولكن!

ويقول الخبراء إن هذا الرقم قد يكون أقل بكثير من الحصيلة الفعلية.