اكتشاف نقوش هيروغليفية في هرم خوفو ستُغيّر تاريخ مصر القديمة
علماء الآثار يكتشفون نقوشاً هيروغليفية غير عادية داخل هرم الفرعون خوفو الأكبر في مصر، وهو ما يدحض الروايات القديمة التي زعمت أنه شُيّد على أيدي العبيد، حيث تبين أنّ النظام الغذائي لهؤلاء العمّال كان غنياً.. ما التفاصيل؟
-
هرم الفرعون خوفو الهرم الأكبر في الجيزة بمصر
اكتشف علماء الآثار نقوشاً غير عادية داخل الهرم الأكبر في مصر، تسلّط الضوء على هوية من بنوا هذا الصرح الشهير قبل نحو 4500 عام، وتفنّد روايات قديمة تزعم أنه شُيّد على أيدي العبيد.
وعلى عكس ما رواه المؤرخون اليونانيون القدماء عن بناء الهرم بواسطة 100 ألف عبد عملوا في نوبات لمدة 3 أشهر على مدار 20 عاماً، تظهر الأدلّة الجديدة أنّ العمال كانوا حرفيين مهرة، يعملون بأجر، ويحصلون على يوم إجازة كل عشرة أيام.
وقاد عالم المصريات، الدكتور زاهي حواس، فريقاً استخدم تقنيات تصوير متقدمة لاستكشاف غرف ضيقة فوق حجرة الملك داخل الهرم، ووجد نقوشاً تعود إلى فرق من العمّال المهرة من القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
كما عثر الفريق على مقابر جنوب الهرم، تضم تماثيل لعمّال وهم يصقلون الأحجار، ومجموعة ألقاب هيروغليفية تدل على مهنهم، مثل "مشرف جانب الهرم" و"حرفي"، بالإضافة إلى أدوات حجرية مثل الصوان وحجارة الدق، والتي كانت تُستخدم في عمليات البناء.
I couldn’t discuss it until now, but I am honored to be funding the robotics for the exploration of the Big Void within the Great Pyramid! Zahi Hawass is the director of the team, this is how we connected. The episode is premiering NOW on spotify and Youtube.… https://t.co/evWu3vA2AH
— Matt Beall (@MattbLimitless) June 6, 2025
اقرأ أيضاً: بعد 3400 عام على وفاتها.. فك لغز تدمير آثار الملكة الفرعونية حتشبسوت
كما كشفت الحفريات عن بقايا منحدر من الركام والطين جنوب غرب الهرم، استُخدم لنقل الأحجار من محجر يبعد نحو 300 متر فقط، ما يؤكّد أنّ البناء كان منظماً باستخدام تقنيات متطورة.
وأكّد حواس أنّ "قاعدة الهرم الأكبر مصنوعة من صخر صلب منحوت بعناية، حيث تمّ نحت جوانب الصخرة الأربعة لتشكيل منصة مستوية، وهو ما يمكن مشاهدته حتى اليوم على الجانب الجنوبي من الهرم".
وتابع: "العمّال كانوا يعملون في فرق متخصصة، منها من يقطع الأحجار، وآخرون يشكلونها، وآخرون ينقلون المواد باستخدام زلاجات خشبية تُسحب فوق الرمال، ثم تُرفع الصخور عبر منحدرات تؤدي من المحجر إلى موقع البناء".
ووفق حواس فإنّ التحليلات التي أجراها فريقه على عظام الحيوانات التي عثروا عليها في "مدينة العمّال" بجانب الهرم، بيّنت أنّ النظام الغذائي لهؤلاء العمّال كان غنياً، حيث كان يتم ذبح 11 بقرة و33 ماعزاً يومياً لإطعام نحو 10 آلاف عامل، وهو ما يخالف الاعتقاد السائد بأنهم كانوا يقتصرون على تناول الخبز والثوم والبصل فقط.
وهناك مشروع استكشاف جديد يهدف إلى إرسال روبوت صغير إلى الفراغ الكبير داخل الهرم الأكبر، وهو فراغ اكتُشف عام 2017 ويمتد لأكثر من 30 متراً فوق الرواق الكبير، ويُعتقد أنه قد يكشف أسراراً عن بناء الهرم أو موقع دفن الفرعون خوفو.
وأشار حواس إلى أنّ البعثة ستبدأ عمليات الاستكشاف في كانون الثاني/يناير أو شباط/فبراير 2026، متوقعاً أن تكشف هذه المهمة المزيد من الأسرار عن الهرم، وهو من أكبر الأهرامات وأكثرها غموضاً في العالم.
وتأتي هذه الاكتشافات لتعيد كتابة تاريخ بناء الهرم الأكبر، وتسلّط الضوء على المهارات والتنظيم والدعم الاجتماعي الذي حظي به العمال القدماء، بما يتجاوز فكرة الاستعباد التي سيطرت لعقود على تصور التاريخ المصري القديم.