لأول مرة.. علماء فلك يسجلون اصطدام نجم بكوكبه
يقول العلماء إن الصور والبيانات التي تم جمعها أثناء رصد هذه الحادثة الكونية ستساعد على اكتشاف أمثلة أخرى لتصادم الكواكب والنجوم في الفضاء القريب.
سجّل علماء الفلك الأميركيون لأول مرة وميضاً داخل مجرة درب التبانة، نشأ نتيجة اصطدام كوكب بأحد النجوم في كوكبة النسر، وما تلا ذلك من امتصاص لبقايا العالم المدمَّر بواسطة هذا النجم.
وأعلنت ذلك، الخدمة الصحافية لاتحاد الجامعات التي تجري بحوثاً فلكية.
إقرأ أيضاً: اكتشاف غريب وضخم في مجرة درب التبانة
وقال، كيشالاي دي، الباحث في معهد "ماساتشوستس" التكنولوجي:" لقد شهدنا ما ينتظر الأرض في المستقبل البعيد. وإذا رصد سكان كواكب أخرى هذه العملية من مسافة مماثلة، إي حوالى 10 آلاف سنة ضوئية، فسيرون أيضاً وميضاً لامعاً على سطح الشمس، كأنها رمت فجأة بجزء من مادتها إلى الفضاء. وبعد ذلك سيرون كيف ستظهر سحابة عملاقة من الغبار حول النجم".
For the first time, astronomers observed a star consuming a planet https://t.co/GQirqbnyzJ
— Harvard University (@Harvard) May 8, 2023
وعلى مدى العقدين الماضيين، اكتشف علماء الفلك أكثر من 10000 كوكب تدور حول نجوم بعيدة، بما في ذلك كواكب مشابهة للأرض وعوالم أخرى في النظام الشمسي. ويقع جزء كبير من هذه العوالم الخارجية على مسافة قصيرة جداً من نجومها، ونتيجة لذلك نراها محكوماً عليها بالتدمير في كثير من الأحيان بواسطة النجوم مع تقدمها في العمر وتحوّلها إلى عمالقة حمراء".
وكما شرح كيشالاي دي وزملاؤه، فإن موت هذه العوالم سيأتي بسبب أن درجات الحرارة في جوف كل النجوم الشبيهة بالشمس ترتفع تدريجياً مع استنفاد احتياطيات الهيدروجين الخاصة بها. ويؤدي ذلك إلى توسع تدريجي للحدود الخارجية للنجم وامتصاص الكواكب القريبة منها. وينتظر كوكبنا وكواكب أخرى مصيراً مشابهاً، بحسب معظم علماء الفلك، بعد مرور نحو 7-7.5 مليار عام.
Astronomers have seen the first direct glimpse of the planetary engulfment process that most likely awaits Earth in the deep future. This artist's concept shows what happens when a 10 billion-year-old star gobbles up a gas giant planet. https://t.co/EJKUW84mB3 pic.twitter.com/oIGfhKh1SR
— The New York Times (@nytimes) May 4, 2023
وأشار التحليل اللاحق لصور النجم، التي التقطت في وقت تكوين الوميض، إلى أن الزيادة الحادة في سطوع النجم كانت مصحوبة بطرد للمادة التي زادت كتلتها الاجمالية بحوالى 33-34 مرة عن كتلة الأرض. وكما افترض الباحثون فإن طرداً للمادة كهذا ناتج عن اصطدام النجم بكوكب بحجم كوكب المشتري وعن التدمير اللاحق لهذا العالم الخارجي.
وقال دي وزملاؤه، إن الصور والبيانات التي تم جمعها أثناء رصد هذه الحادثة الكونية ستساعد علماء الفلك على اكتشاف أمثلة أخرى لتصادم الكواكب والنجوم في الفضاء القريب.
وخلص مؤلفو الاكتشاف إلى أن أرصادهم ستسمح للعلماء بتحديد عدد المرات التي تدمِّر فيها النجوم المشابهة للشمس كواكب قريبة منها.