"جيمس ويب" يوثق تصادم 5 مجرات في لوحة فسيفسائية مذهلة لتشكل الكون
عدسات تلسكوب "جيمس ويب" ترصد لحظة مذهلة لتصادم خمس مجرات بمشهد "خماسية ويب"و17 كتلة مجرية لحظة تشكّلها بعد الانفجار العظيم المبكر للكون بـ 800 مليون سنة.
-
"جيمس ويب" يوثّق تصادم 5 مجرات في لوحة فسيفسائية مذهلة لتشكّل الكون
اكتشف علماء الفلك نظاماً كونياً نادراً يمثّل لوحة فسيفسائية مذهلة لانفجار الكون المبكر، حيث تتصادم خمس مجرات على الأقل في مشهد مهيب بدأ بعد الانفجار العظيم بـ800 مليون سنة فقط.
هذا المشهد السماوي الاستثنائي، الذي التقطته عدسات تلسكوب "جيمس ويب" الحادة، يقدّم شهادة حيّة على اللحظات الأولى لتشكّل المجرات بعد الانفجار العظيم.
A expansão do espaço-tempo!
— JAMES WEBB (@jameswebb_nasa) September 4, 2025
Créditos: IG / dunospace pic.twitter.com/c7sLBM5iI2
وتؤدّي عمليات اندماج المجرات دوراً محورياً في تشكّل المجرات في الكون المبكر. ورغم أنها غير شائعة المشاهدة، إلّا أنّ أنظمة الاندماج تحدث فعلياً، وعادة ما تشمل مجرتين. لكن نظام الاندماج المكتشف حديثاً، والملقب بـ"خماسية ويب"، يحتوي على خمس مجرات على الأقل و17 كتلة مجرية.
James Webb Space Telescope: images of distant nebulae (slides 1 and 2) or 3I/ATLAS (slide 3).
— Red Collie (Dr. Horace Drew) scientist/inventor (@RedCollie1) August 26, 2025
🤡🤡🤡 pic.twitter.com/oKxSVN6hUz
تمتد خيوط الغاز المتوهجة بين المجرات الخمس مثل خيوط عنكبوت كوني عملاق، مشكلة جسوراً مادية تربط بين هذه الجزر النجمية في بحر من الظلام. وهذه الخيوط الغازية ليست مجرد زينة كونية، بل هي وقود المستقبل الذي سيغذي ولادة نجوم جديدة في رحم هذا النظام المتصارع.
يقول ويدا هو، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة "تكساس إيه آند إم": "إنّ العثور على مثل هذا النظام بخمس مجرات مترابطة فيزيائياً أمر نادر للغاية، سواء في المحاكاة الحالية أو في عمليات الرصد".
وتسمّى هذه المجرات "مجرات خط الانبعاث" بسبب احتوائها على بصمات بارزة في ضوئها، خاصة تلك المنبعثة من الهيدروجين والأكسجين، وهي علامات واضحة على تشكّل نجوم جديدة.
James Webb telescope confirms there is something seriously wrong with our understanding of the universe.
— Massimo (@Rainmaker1973) August 24, 2025
Astronomers have used the James Webb and Hubble space telescopes to confirm one of the most troubling conundrums in all of physics — that the universe appears to be expanding… pic.twitter.com/IZZOsjkD7p
وتبلغ المسافة بين المجرتين الرئيسيتين في النظام 43300 سنة ضوئية، بينما تصل المسافة بين أبعد زوج من المجرات إلى 60700 سنة ضوئية. (للمقارنة، يبلغ قطر مجرة درب التبانة نحو 100 ألف سنة ضوئية).
وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو التشابه المذهل بين هذه الخماسية البدائية ونظيرتها المعاصرة "خماسية ستيفان" في كوننا القريب. ولكن، بينما تبدو "خماسية ستيفان" وكأنها لوحة فنية هادئة، فإن نسختها البدائية تمثل عاصفة نارية من النشاط والحركة، حيث تتفوق في معدل تشكّل النجوم بمئات المرات.
وبحسب الصور التي التقطها "جيمس ويب" تبلغ الكتلة النجمية الإجمالية للخماسية 10 مليارات كتلة شمسية. وتشير الدراسة إلى أنّ الكتلة العالية ومعدل تشكّل النجوم يشيران إلى أنّ هذه المجرات قد تتحوّل إلى مجرة هائلة خامدة، وذلك بعد نحو 1 إلى 1.5 مليار سنة من الانفجار العظيم.
إذا تحوّلت المجرات المندمجة إلى نظام ميت، فقد تقدّم "خماسية ويب" تفسيراً لكيفية تشكّل المجرات الخامدة الهائلة بسرعة عبر اندماج مجرات أصغر نشطة في الكون المبكر.
يعيدنا مشهد تصادم المجرات الخمس إلى حقبة كان فيها الكون يافعاً، مليئاً بالطاقة والعنفوان. ولا تتصادم المجرات في هذا النظام فقط، بل تتبادل المواد والطاقة في عملية خلق مستمرة، وكأننا نشاهد ورشة كونية عملاقة حيث تصنع المجرات أمام أعيننا.
هذا الاكتشاف لا يثير التساؤلات حول كيفية تشكّل المجرات فحسب، بل يلمّح أيضاً إلى إمكانية وجود أنظمة أكثر تعقيداً في الكون المبكر. وربما تكون هذه الخماسية مجرّد غيض من فيض، ومقدمة لاكتشافات أكثر إثارة تنتظرنا في الأعماق السحيقة للفضاء.