الغريّبة .. حلوى النازحين "الممكنة" في غزة

لم يقف الفلسطيني عاجزاً بل واجه صعوبات جمة وابتكر في سبيل الحياة أساليب خلاقة ليس للتكيف مع واقع سوداوي بل تعزيزا للصمود وإفشال مخططات الإفناء.

  • عائلة نازحة في خيمة من غزة
    عائلة نازحة في خيمة غزة (رويترز)

يعيش الفلسطينيون في غزة حرباً ضروس منذ 8 أشهر وما استكانوا وما وهنّت عزائمهم صموداً وثباتاً ومقاومة في مواجهة أعتى إجرام وإبادة جماعية تجري على الهواء مباشر.

ومع بدء الإبادة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي منعت قوات الاحتلال أدنى متطلبات الحياة عن الغزيين فلا ماء ولا كهرباء ولا مقومات أساسية، في إطار محاولتها تدمير الفلسطينيين والقضاء عليهم.

ولم تقف إسرائيل عند هذا الحد، بل قصفت كل شيء حتى المطاعم ومحلات بيع الحلويات والسكاكر وحولت أغلب المباني والمحال إلى أكوام حجام وركام.

سبيل الحياة

ورغم ذلك لم يقف الفلسطيني عاجزاً بل واجه صعوبات جمة وابتكر في سبيل الحياة أساليب خلاقة ليس للتكيف مع واقع سوداوي بل تعزيزا للصمود وإفشال مخططات الإفناء.

ومن بين صور الصمود والبقاء وتفير مقومات العيش برزت العديد من المهن كمصدر رزق وتوفير احتياجات الفلسطينيين الذين تحول أغلبهم في قطاع غزة إلى نازحين ومهجرين في وطنهم.

ومن بين بسطات المأكولات المحدود برزت حلوى الغريبة لتلازم الفلسطينيين منذ أيام الحرب الأولى نظراً لبساطة صناعتها وتوفر مكوناتها.

ففي كل شارع من الشوارع وفي كل مفترق من المفترقات تجد بائعا لحلوى الغريبة.

بسط غريبة

يقول المواطن محمد الفرا وهو صاحب بسطة لصناعة الغريبة وبيعها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إنه لجأ لفتح البسطة لإعالة أسرته في ظل حرب الإبادة الجماعية.

وأضاف لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: "إن حلوى الغريبة بسيطة في إعدادها فهي مكونة من الطحين والسمن والسكر".

وأشار إلى أنه وحتى في ظل انقطاع غاز الطهي يقوم بإعدادها على الحطب.

وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من المواطنين للذة مذاقها إضافة لفقدان الأسواق لكثير من أنواع الحلويات والسكاكر بفعل الحصار والقصف الإسرائيلي.

وتقول الحاجة أم عدي عطا الله إن حلوى الغريبة لذيذة ومتوفرة في السوق وسهلة الإعداد.

وتضيف أنها ومنذ بدء الحرب تواظب على شرائها من الأسواق نظرا لطعمها اللذيذ وانخفاض أسعارها وفقدان السوق الأنواع الأخرى من الحلويات.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرباً دامية على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35,386 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79,366 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، فضلا عن تدمير نحو 70 % من مباني القطاع وتهجير غالبية سكانه قسراً.