تحت سيل رهيب من النيران.. الاحتلال يقتحم تل زغرب الأثري

منذ بداية عدوانها على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استهدفت قوات الاحتلال ودمرت عشرات المواقع الأثرية في قطاع غزة ضمن محاولتها تغيير الهوية الحضارية للقطاع.

  • دبابات الاحتلال تنتهك الحرمات والأماكن السكنية والتراثية
    دبابات الاحتلال تنتهك الحرمات والأماكن السكنية والتراثية

على وقع غضب عالمي متصاعد من "مجزرة" الخيام في حي تل السلطان التي ارتكبتها قوات الاحتلال مساء الأحد الماضي والتي أدت إلى 45 شهيدًا نصفهم من الأطفال والنساء، زادت من وتيرة عدوانها وارتكبت مجزرة جديدة في المنطقة نفسها ووسعت توغلها لتتمركز على تل زعرب الأثري تحت وابل من القصف الهمجي المكثف، في ترسيخ ممنهج لاستهداف المواقع الأثرية منذ بدء حرب الإبادة.

آليات الاحتلال العسكرية وسعت توغلها فجأة في رفح تحت سيل رهيب من النيران مستهدفة المنازل والمشافي والمساجد وصولًا إلى تل زعرب الأثري غربي المدينة.

ووفق شهود عيان فإن دبابات الاحتلال تمركزت على التل الأثري في وقت شرعت الجرافات بأعمال حفل وتجريف بما في ذلك داخل مقبرة عائلية مجاورة حيث كررت سياستها في تدنيس ونبش القبور وامتهان كرامة الأموات.

 تل زغرب الأثري يعود لـ 5 حضارات

وتل زعرب الذي تتخذه آليات الاحتلال نقطة تمركز يقع في منطقة رفح الحدودية من جهة الغربية، ويحتوي على آثار تعود لخمس حضارات قديمة هي: الفرعونية، الرومانية، اليونانية، البيزنطينية، والإسلامية.

وأطلق الاسم على الحيّ لنسبة لعائلة زعرب كبرى العائلات الموجودة في رفح، التي تسكن بجانب الموقع الأثري، وهي تسمية شعبية.

ويقع على الحي على مساحة 150 دونماً، وهو مطلّ على شاطئ البحر ويقع قبالة الحدود الفلسطينية- المصرية.

  • يُطل “تل زعرب” على شاطئ البحر، غربي محافظة رفح
    يُطل “تل زعرب” على شاطئ البحر، غربي محافظة رفح

 وعانى هذا الموقع من عمليات نبش غير قانونية، منذ عام 1956 حتى عام 2005، وسبق ان تعرّض الموقع لانتهاكات ونبش غير قانوني من الاحتلال الإسرائيلي الذي اتخذ من المكان موقعا عسكريا قبل انسحابه من القطاع عام 2005.

الحضارات مرّت من هنا..

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى آثار تعود للعصر الروماني والبيزنطي، وهناك آثار لكنيسة مهمة من العصر الروماني والأعمدة والتيجان تشير إلى ذلك، وكذلك تمّ العثور على 1300 عملة نقدية محفور عليها آلهة أثينا تعود للفترات يونانية قديمة وكذلك عملات رومانية وبيزنطية. كما أنه تم اكتشاف الكثير من القطع الفخارية. وهناك العديد من الأسوار والأقواس التي تعود للقرن 320ق.

وأغلب القطع الأثرية التي عثر عليها في الحي هي من الأواني الفخارية وأعمدة وتوابيت وعملات نقدية وبعض القطع المرسوم عليها.

وأشارت بعض الاكتشافات إلى وجود كنيسة ترجع إلى العصر الروماني (395م ـ 630م) وقد ذهبت الحفريات التي نفذتها وزارة الأثار في قطاع غزة مؤخراً في أعماق التل عن اكتشاف طبقة أثرية تعود للعصر الكنعاني (2500 ـ 3000 ق.م).

اقرأ أيضاً:  ماذا عن تاريخ المسجد العمري الكبير في غزة؟

كما أنه في وقت سابق عثر فريق التنقيب على مشغولات من الفخار وغيره تعود للعصر الكنعاني، وكان أشهرها قدر من الفخار موسوم عليه شعار الكنعانيين وهو طائر البجع، وفق تقارير.

كما أكدت التقارير أن التل كان يحتوي على العديد من القطع الاثرية التي تمت سرقتها وسرقة جزء من رمال التل وذلك في فترة الاحتلال البريطاني والإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: حرب إسرائيلية على بيوت الله.. استهداف متعمد للكنائس والمساجد

ومنذ بداية عدوانها على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استهدفت قوات الاحتلال ودمرت عشرات المواقع الأثرية في قطاع غزة ضمن محاولتها تغيير الهوية الحضارية له.