• 

"عشّ رجباً ترى عجباً".. مثل قديم معروف، يطبق على العجب العجاب من أمر الناس وتصرفاتهم ومواقفهم، فكمّ من كلام صادرٍ عن بشر كان محط اهتمام بسبب غرابته أو فرادته أو حتى سخريته!

تصريح رئيس بلدية قرية "كولونس" الصغيرة في منطقة "نورماندي"، كان عنواناً عريضاً في الغرابة منذ أيام، لجهة ما أدلى به من كلام أقل ما يقاتل فيه إن " لله في كل خلقٍ من خلقه شؤون".

ويبدو أن رئيس البلدية العتيد "غضب" من هطول الأمطار الغزيرة في الصيف، فأمر بأن "تشرق الشمس"، مشجّعاً رجال الدين على بدء "اتصالات ذات أولوية قصوى مع السماء"، للمساعدة في إنهاء موجة غير عادية من الطقس الرطب تجتاح قريته.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية الأسبوع الماضي إن الأمطار هطلت في حزيران/ يونيو بنسبة 20 % أكثر من المعدل المعتاد خلال الفترة من 1991 إلى 2020، مع هطول أمطار توازي ضعفي المتساقطات المعتادة في بعض المناطق.

وقبل ذلك، شهدت البلاد فترة قياسية (32 يوماً) من دون هطول أمطار، ما تسبب في جفاف التربة والمياه الجوفية في معظم المناطق الفرنسية.

ويتميز مناخ فرنسا بالاعتدال، لكنه مقسم إلى 4 مناطق مناخية متميزة. 

وإلى الفصول الـ 4 تحوي مجموعة متنوعة ومذهلة من المناظر الطبيعية. من الجبال المغطاة بالثلوج إلى السواحل المشمسة، ومن الغابات الظليلة إلى الأراضي المسطحة الغنية بالمعادن. 

اقرأ أيضاً: بعد أشهر من الجفاف.. فرنسا مهدّدة بالفيضانات

وقال دانييل ماريير، وهو رئيس بلدية قرية كولونس الصغيرة في منطقة نورماندي، لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم أشهد طقساً مثل هذا من قبل" في تموز/ يوليو، مضيفاً "صباح أمس (الثلاثاء) كانت الأمطار تهطل وكانت السماء رمادية والرؤية سيئة، وكنت بحاجة إلى إضاءة الأضواء داخل المنزل".

وأصدر رئيس بلدية القرية التي تضم 227 نسمة، الثلاثاء أمراً جاء فيه "بموجب هذا الأمر... في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر ولمَ لا في تشرين الأول/أكتوبر، يجب أن يتوقف المطر وتحل محله شمس مشرقة ونسيم خفيف".

وأضاف "على كهنة الأبرشيات في جميع أنحاء شمال فرنسا المساهمة من خلال التواصل ذي الأولوية القصوى مع السماء، وبالتالي سيكونون مسؤولين عن تنفيذ هذه القاعدة".

اقرأ أيضاً: فرنسا تضع قيوداً على استخدام المياه

وقال ماريير إن كثيرين من السكان تواصلوا معه منذ ذلك الحين، لشكره.