أحمد قعبور للميادين نت: لم أغادر الساحة وواجبنا اتخاذ موقف واضح

الفنان اللبناني أحمد قعبور رفد القضية الفلسطينية والقضايا المحقّة بأناشيد وأعمال تُغني الذاكرة، مثل "أناديكم"، "جنوبيون"، يا رايح صوب بلادي" "مناضلون"، "بيروت يا بيروت"، "إرحل" "يا نبض الضفة", وغيرها وهو اليوم يقدّم أسلوباً جديداً عبر ألبومه "لمّا تغيبي".

  • قعبور للميادين نت:  أنا منحاز للقضية  (تصوير: غسان الحاج، مونتاج:  هادي حيدر - عباس شري، غرافيك: ندين بدر الدين)

هو الفنان اللبناني من الرعيل الوطني، مخضرمٌ، خاطَب العالم بضراوة المناضل الشرس في قصيدة "أناديكم" للشاعر الفلسطيني توفيق زياد.

بأغانيه مثل "جنوبيون"، يا رايح صوب بلادي" "مناضلون"، "بيروت يا بيروت"، "إرحل" "يا نبض الضفة"، دخل إلى قلوب كلّ لبناني وعربي وأممي.

تمضي السنوات وتتوالى العقود، وتبقى فلسطين هي البوصلة، برغم ما حاول الأعداء والمتآمرون زرعه من فتنٍ ونزاعات هامشية عابرة.

"واجبنا اتخاذ الموقف الواضح المباشر أبعد من المعارك، وأن ننحاز للقضية ليس بمعنى أن فلسطين هي فقط أرض محتلة، بل هي قضية ذات بُعد أخلاقي وإنساني".

هذه الكلمات يشدّد قعبور عليها في مقابلته مع الميادين نت، وهو يجيب عن سؤالنا أين أنتم اليوم؟

 غنيّت لغزة مع الأطفال

يجيب بتلقائية "في الحقيقة ليس لي هوس بالمقابلات أو اللقاءات، وأفضّل العمل والشغل، أما على صفحات التواصل فأنا موجود بضراوة، وإنتاجي لمسرح الأطفال لم يتوقّف وعملي للمؤسسات لم يهدأ، حتى أن الألبوم الذي أطرحه اليوم اشتغلت عليه منذ 3 سنوات وفي عزّ جائحة "الكورونا"، كما اشتغلت على فيلمين سينمائيين، والناس تتابعني عبر وسائل التواصل وتحفظ أغنياتي".

  • قعبور للميادين نت: انا ابن هذه الحياة وأختار منها مواضيعي
    قعبور للميادين نت: أنا ابن هذه الحياة وأختار منها مواضيعي

وحول اتهامه بالبعد عن القضايا الوطنية والقومية الكبرى كفلسطين يردّ "كنت الوحيد الذي غنّى خلال شهر رمضان المبارك مع أطفال دار الأيتام الإسلامية في بيروت لغزة، وبدل الغناء للعيد والفرحة قرّرنا مع إدارة دار الأيتام أن نغني لغزة ونرفع تحية ونبعث باقة ورد للأحياء والشهداء في غزة".

أنا ابن الحياة مثل أم كلثوم!

ويوضح هنا "القصة أن المرء ليس وكيلاً حصرياً للأغاني الوطنية، فأم كلثوم غنّت "أصبح الآن عندي بندقية" و "إنت عمري". مروحة الحياة فيها الوطن والحب والمستقبل وفيها التقدّم والتراجع والمد والجزر، وأنا ابن هذه الحياة أختار منها مواضيعي. وفي الألبوم الجديد القضايا الوطنية حاضرة بقوة في إحدى الأغاني". 

الفنان المخضرم يرفض الحياد في القضايا المصيرية فيقول "كما كان مارتن لوثر كينغ يقول في "جهنم في منطقة خاصة للمحايديين الذين ليس لهم موقف"ـ يجب أن لا ترتكب الجريمة بحق غزة ونقول إننا محايدون، هذا نفاق واستقالة من الإنسانية وهناك جريمة ترتكب فيها".

ويضيف "واجبنا  أن ننحاز للقضية ليس بمعنى أن فلسطين هي ليست أرضاً محتلة فقط، بل هي قضية ذات بُعد أخلاقي وإنساني وهذا يحرّك الأجيال الجديدة حتى في الغرب وصولاً إلى واشنطن ونيويورك".

يعقّب قعبور بقوله "لم تعد تنطلي على الأجيال الجديد كذبة معاداة السامية وقصة حقوق الإنسان وجنيف لأنها كذبة. الجريمة واضحة وترتكب بشكلٍ مباشر. لذلك فإن الأجيال الجديدة في الغرب تناصر القضايا المحقّة الأولى، ونحن يجب أن نناصرها".

أغنّي بأسلوب جديد


عام 1982 غنيت "مرحى مرحى جيبو الطرحة لبيروت" وهي محاصرة الآن، بيروت ما عادت عروساً لأنه يجري تدجينها وترويضها، ونحن يجب أن نواجه العدو بنسيج اجتماعي متراص، أما القضية فهي مستمرة وما يجري في غزة ورفح دليل على وجود "شيطان كبير" يدير العالم، يضيف قعبور.

في اللقاء مع الفنان الملاحِق للأحداث يستدرك ليقول "يمكننا طبعاً أن نغني لغزة ولجنوب لبنان والضفة الغربية بأسلوب جديد، ومنذ سنتين غنّيت للشاعر الراحل عصام العبد الله قصيدة جبل عامل، وهناك قصيدة لتوفيق زياد ألحّنها اليوم مع أنها مكتوبة سنة 65، وأنا ألحّنها الآن لأقول ما قلته منذ 50 سنة ولكن بأساليب جديدة".

 في ألبومي الجديد أقول إنني "ما زلت منحازاً للضعيف المظلوم ومنتمياً لهذه المدينة بالرغم من كل ما تراجع فيها من قيم، وما زلت أؤمن بالخير والجمال والحقّ، ما زلت أمتلك الشجاعة لأقول رأياً مختلفاً حتى لو كلّفني ما سيكلّفني". 

ومن أغنيات الألبوم الجديد نختار أغنية "يا ستي".