لقاء حول فن غاندي بو ذياب: "يدلنا على الساكن فينا"!

من عصارة الفن التراثي الأصيل يغبّ غاندي بو ذياب ليجزل رسماً وشعراً ونحتاً، ومن وسط الطبيعة يسكن اليوغا، ملتحفاً ثوب البيئة النظيفة وصولاً إلى الاتحاد مع الجماليات التي تجسدت في "كهف الفنون" البديع.

  • قص شريط افتتاح المعرض في قصر الأونيسكو
    قص شريط افتتاح المعرض في قصر الأونيسكو

أقامت جمعية كهف الفنون في قصر الاونسكو - بيروت معرضاً فنياً للوحات ومنحوتات الفنان غاندي بو ذياب وندوة ثقافية تحت عنوان "ما وراء اللون والحرف في أعماله".

أدار رئيس مجلس أمناء كهف الفنون المهندس الدكتور شادي مسعد الندور، وشارك فيها الناقد والناشر سليمان بختي، الدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر، الأديب والشاعر نعيم تلحوق.

وبعد تقديم للدكتورة نسرين الحرفوش، تمّ عرض وثائقي حول إنجازات كهف الفنون على مدى 30 عاماً.

  • لقاء حول فن غاندي بو ذياب:
    الحضور الحاشد في "الأونيسكو"

وأشارت نائبة رئيس مجلس الأمناء ندى فرحات في كلمتها إلى أن بو ذياب عصامي عاشق لابداعه، متشبّث ببيئته، مقدّس  لعادات وتقاليد أبائه وأجداده ًحيث وضع لجمعية كهف الفنون أهدافاً ثقافية تتمحور حول قيم وطنية وإنسانية محضة، كحيوية التفاعل بين سائر المثقفين والمبدعين في لبنان".

وقال مسعد إن المعروف عن بو ذياب أن "لديه شغف في إعادة إحياء كل ما هو مهمل ومتروك ومرمي"، متسائلاً "ما سرّ هذه العلاقة الحميمة بينه وبين هذه المواد التي يعتبرها كثيرون أنها تصلح للقمامة" ؟ 

وأضاف "غاندي يعمل على محاولة تخضير اليباس وانتشال العتمة إلى النور وتنطيق الوتر وتلميع الحجر والقبض بريشته على المشهد الرائع قبل تغيّره، وهذا ما يساهم في إحياء الأشياء وانتعاش المجتمع من خلال إنسانية الفنان المرهف المجبولة بالحنين والذكريات".

  • من لوحات بو ذياب
    من لوحات بو ذياب
  • من لوحات بو ذياب
    من لوحات بو ذياب
  • من لوحات بو ذياب
    من لوحات بو ذياب
  • من لوحات بو ذياب
    من لوحات بو ذياب

بختي: الفن سينتصر على الموت

وفي مداخلة الناقد سليمان بختي قال "تمنيت وأنا في سبيلي إلى هذه الكلمة لو أن العالم يسكن في وحدة الحرف واللون بلا أمام ولا وراء ولا زمان ولا مكان. بل صيرورة لا تنتهي. سنظل نؤمن أن الفن سينتصر على الموت ولأن الجمال سيخلّص العالم".

اقرأ أيضاً: في أمسية وسط الطبيعة.. "كهف الفنون"يكرّم بلاّني

اعرف أناساً يعيشون في الحلم أو يسهرون على ضوء هذا الحلم أو يسعون بلا هوادة لتحقيق الحلم. غاندي بو ذياب هو الثلاثة معاً، وقال ايضاً أنه ورد في رسائل "أخوان الصفاء" أن مع كل ورقة وثمرة وحبة تخرجها الأرض من النبات ملكاً موكلاً يربيها وينشئها ويحفظها.. وأنت يا غاندي في كهف الفنون ملك موكل على ثمار الأرض والجسد والروح والفنون التي تبدعها. ومملكتك التي هي ما وراء الحرف واللون ستبقى منارة في ليل هذا العالم. وستبقى تنتظرك لتضيئها مع العصافير فجر كل صباح". أضاف بختي.

  • مدير الندوة يتوسط تلحوق أبي نادر وبختي
    مدير الندوة يتوسط تلحوق، أبي نادر، بختي

أبي نادر:  المخزون الابداعي يتكاثر بنمط إعجازي

بدورها، لفتت رئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر في كلمتها إلى أن  "مفهوم الجمال عند غاندي بو ذياب ليس له علاقة بالمعايير السائدة منذ مئات السنين، ففي جعبته مخزون إبداعي يتكاثر بنمط إعجازي، فريشة هذا الفنان تسابق الفنان نوحيّاً وما بين الفُرْشات والأصابع ولادات متكررة لمجرات لونية، فلوحاته التشكيلية تضاهي كبار الإنطباعيين الفرنسيين والعالميين، فغاندي ليس ككل البشر لأنه يتنفس الحياة ابتكاراً ويستفز لا مبالاتنا كي يقذفنا نحو فضاءات الترقب والاندهاش".

  • منحوتة لـ بو ذياب
    منحوتة لـ بو ذياب
  • منحوتة لـ بو ذياب
    منحوتة لـ بو ذياب

تلحوق: غاندي يدلّنا على الساكن فينا

الشاعر نعيم تلحوق قال، "يقيني أن الفنّ ثلاثةٌ، عطاء، احترام، ومحبّة، وهذه هي ضمناً وظيفة الكاتب في أيّ مكان حلّ، وأيَّ صورة ارتقى إنّها الطبيعة التي هندسها غاندي وفق حركته، وأعطاها بُعداً ذاتياً تجلّى في جُبّة الشيخ القروي، وعمامته البيضاء، أضاف عليها من صدى "لكنته"، وجع الرّوح، قبل أن يذيب مجد الحديد فيستخرجه من ركونه، ويعيد تشكيله بالنار وفق رؤاه.. مزج التراب والصخر والهواء والنار في قالب الشعر وأودعه فضاء الأغنيات، فصار بمقدور الواحد منّا أن يدخل إلى كهف الجنّة، ليعشق مثواه... وكأنّنا بغاندي يدلّنا على الساكن فينا، لنسكن الحياة... لقد أعادنا إلى رسمة الطبيعة بما هي عليه منذ نشأة الخلق"...

  • الشيخ سامي أبي المنى خلال جولته في المعرض
    الشيخ سامي أبي المنى خلال جولته 

لوحة "شرود وصلى" لأبي المنى

وقبل افتتاح المعرض، شدد بو ذياب على أن "الفن هو لغة تخاطب الشعوب عبر أثير الفكر والنظر والحواس وهو قاطن في عمق تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا كما هو ملجأنا الوحيد من هموم الحياة نحو شاطئ بر الأمان". 

وفي اليوم التالي قام  شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى بزيارة معرض بو ذياب  وجال على كافة أعماله الزيتية، مثنياً على انجازاته في شتى المحالات، ومشدداً  على أهميته في توثيق المشهد القروي اللبناني بشكل خاص.

كما خصّ بو ذياب الشيخ بلوحة زيتية بعنوان: " شرود وصلى " عربون شكر على دعمه المعنوي لمسيرته الثقافية.