وفاة الممثل والمغني والجنتلمان الدكتور"عزت أبو عوف" عن 71 عاماً

درس الطب لكنه لم يكف يوماً كما كان يردد عن التفكير في الموسيقى والغناء.

الدكتور مودعاً

بعد أسابيع قليلة أمضاها في غرفة العناية الفائقة بأحد المستشفيات الخاصة على حسابه الشخصي، وبعد إشاعات كثيرة تحدثت عن وفاته، وأخرى عن تهيئته للسفر إلى الخارج بغية علاجه من تعب في القلب والكبد، تم الإعلان بشكل حاسم أن الفنان الدكتور "عزت أبو عوف" قد فارق الحياة في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين في الأول من شهر تموز/يوليو الجاري، عن 71 عاماً.

تنوعت مشاغله منذ قرر الإستقلال بحياته، فهو درس الطب لكنه لم يكف يوماً كما كان يردد عن التفكير في الموسيقى والغناء لذا وضع شهادة الطب جانباً وراح يعزف ويغني في عدد من مرابع الفنادق درجة أولى، وعندما شعر بإمكانية تقديم ما هو أهم بمصاحبة عازفين ومغنين أكثر، وجد رغبة جامحة عند شقيقاته للعمل في الفن، فشكّل معهن فرقة الـ"فور أم" وباشرت فوراً تقديم الحفلات اليومية مع ذيوع الأخبار الإيجابية عن مستواها فطُلبت للغناء في العديد من المهرجانات وأعجب بها الجمهور كشكل جديد من أشكال الفورمات الغنائية الطارئة على ساحة الغناء والإستعراضات، خصوصاً وأن الفريق كان منسجماً في كل شيء إنطلاقاً من كون الفنانين الأربعة يعرفون ماذا يريدون وكيف.

قبل 27 عاماً من اليوم، فاتح المخرج "خيري بشارة" صديقه "عزت" بموضوع التمثيل، وردّ "عزت" ضاحكاً "ومن قال لك إنني أجيد التمثيل"، وصدمه خيري حين أبلغه ببساطة "أنا عايزك زي ما إنت كده جنتلمان" ووافق ليكتشف أن البطولة معقودة للفنان "عمرو دياب" وإذا بالألفة تولد سريعاً بين "عزت" والكاميرا ليقول في حديث معنا خلال إفتتاح الدورة 40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي "ما فيش، فوراً ولدت علاقة حب بيني وبين الكاميرا، ومن يومها لا أقول لا لأعمال الشاشتين". وكان أن تنوعت الصورة التي ظهر بها في عشرات الأفلام ومع أسماء أولى، فرآه معظم المخرجين في واحدة من شخصيتين: الثري بملابس بالغة الرقي والفخامة، أو المتهور سيد الصفقات الفاسدة.

وقف "عزت" الذي إعتاد مناداته بـ "يا دكتور" من زملائه وأهل الإعلام، أمام العديد من النجوم في أفلام: "عادل إمام" (في بخيت وعديلة 2) "أحمد حلمي" (مطب صناعي) "محمد هنيدي" (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) "تامر حسني" (عمر وسلمى، ولم يستكمل دوره في فيلم تامر الجديد: كل سنة وإنت طيب) ومع "أحمد السقا" و"أمير كرارة" (هبوط إضطراري)، وعلى الشاشة الصغيرة مع "يحيى الفخراني" (عباس الأبيض في اليوم الأسود) و"محمود عبد العزيز" (باب الخلق)، وإنطلاقاً من ثقافته الواسعة وإجادته العديد من اللغات عيّن مديراً لمهرجان القاهرة السينمائي، فوظّف كامل علاقاته وصداقاته في خدمة التظاهرة العالمية، لكن أكثر ما هز كيانه وضرب صحته كان خسارته لزوجته.