عن حسن حميد وفوزه بجائزة "حنا مينه" للرواية

فاز صاحب "جسر بنات يعقوب " الروائي الفلسطيني الدكتور حسن حميد بجائزة "حنا مينه" للرواية التي ترعاها الهيئة العامة السورية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة.

الروائي الفلسطيني حسن حميد

وقال حميد في حديث خاص للميادين نت إنه قدم حسب شروط الجائزة مخطوطاً لروايته "نبات شوكي" غير المنشورة  التي تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتتحدث عن أهم روافد المشروع الصهيوني، هذا الرافد هو الهجرة الصهيونية الى الوطن الفلسطيني من أجل توكيد جريمة الاحتلال الصهيوني الذي أسس له الغرب وعمل عليه الصهاينة من أمثال هرتزل وحاييم وايزمان وبن غوريون .

وقال حميد: "فوزي بالجائزة احتفاء بفلسطين وتوكيد على مظلومية الشعب الفلسطيني، لأن هذه الفكرة موجودة في قلب كل مواطن عربي وكل مواطن حر يعرف أبعاد القضية الفلسطينية وتاريخ الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ 100 عام وحتى الآن".

وأضاف حميد: "أهمية الجائزة أنها تأتي بعد 100 سنة على جريمة وعد بلفور. وهذا ما يؤكد أن الشعب الفلسطيني ومنهم أدباؤه ماضون في الدفاع عن فلسطين المغتصبة حتى تعود الى أهلها".

ويعتبر حميد "أن الشعب الفلسطيني ينقسم الى قسمين: فوق الأرض وتحت الأرض، من فوق الأرض هم في المخيمات، ومن تحت الأرض هم في السجون والشهداء".

عاش حميد في كنف المخيمات، وظل يقرأ منه ويستحضره دائماً. ولهذا لا نبالغ إذا قلنا بأنه من أفضل من كتب عن "أدب المخيمات الفلسطينية" التي أهملها الأدباء الفلسطينيون والتي اعتبرها مسؤولية يتوجب عليه الكتابة عنها.

يقول حميد "أنا واحد من الذين تربوا في المخيم الفلسطيني وحاولت أن أكتب شيئاً عن هذا المخيم مختلفاً عما كتبه الكتاب والأدباء الفلسطينيون. فمثلاً لو أخذنا غسان كنفاني، جبرا إبراهيم جبرا، رشاد أبو شاور. وعندما نظرت إلى كتابات هؤلاء رأيت أنهم كتبوا وأغمضوا العين عن الحياة الاجتماعية داخل المخيم وعن الأذيات والويلات داخل المخيم واهتموا بالفدائي في الداخل والفدائي داخل السجن واهتموا بالأطياف التي تأتي من خلال الفدائية، واهتموا بالفصيل الفدائي. ولكن أنا عندما نظرت إلى كتاباتهم فكرت أن التفت إلى هذا المخيم وما يعانيه الفلسطيني داخله من حياة صعبة، كيف عاشوا في هذه الأرض. ولم يكن ذلك حباً في المخيم وليس كراهية له لأن المخيم بالنسبة للفلسطيني مبني على ازدواجية وهي أن أهل المخيم يحبونه لأنه جمعهم على الحكاية وعلى أخبار فلسطين ويكرهونه لأنه مكان طارئ وبديل عن الأرض، مكان لا يشبهه مكان. لا دروب مثل دروب الآخرين ولا أشجار ولا حدائق ولا ولا ولا ... وذلك ينتج أن أطفال المخيم لا يعيشون حياتهم الطفولية بشكل متكامل وهؤلاء الأطفال يشبهون رغيف الخبز الذي يقذف في الفرن، فالطفل يصبح رجلاً من دون أن يمر بمرحلة الطفولة فأنا كتبت عن المخيم وهذا سبب المغايرة والتنوع في كتاباتي والاهتمام الأكبر الذي أطلقت هذا الفدائي".

 

التجارب الروائية الجديدة

يضيف حميد: "توجد تجارب روائية مهمة وأجيال روائية متعددة واليوم نحن أمام أجيال من الرواية الفلسطينية ونعتبر نحن من الجيل الخامس تقريباً. ولكل جيل تجاربه ولا تستطيع أن تتحدث عن الرواية الفلسطينية من دون أن تتحدث عن جبرا إبراهيم جبرا أو غسان كنفاني أو رشاد أبو شاور أو أحمد رفيق عوض. وأنا هنا أتحدث عن أسماء واعدة وأجيال جديدة، فأحمد رفيق عوض من جيلي وهناك روائيون كتبوا الرواية من بعدنا فهم من جيل لاحق وهناك روايات مهمة".العمق هو ما يميز روايات حسن حميد، لهذا نجده على علاقة وطيدة بالفلسفة والتراث والأسطورة، وهناك تكسب رواياته قيمة عالية.

يقول حميد "ما تعرض له الفلسطيني من أذى جعله في كثير من الأحيان يكتب بكتابات لها علاقة بالمباشرة ولها علاقة بالسرعة والأيديولوجيا . والحمى التي أصابت الزمن الفلسطينّي أصابت الكاتب الفلسطيني، فكثير من الكتابات الفلسطينية كُتبت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وأهميتها أنها أرخت لما يسمى تاريخ الإعاشة للفلسطيني أو تاريخ جواز السفر، للمقبرة الفلسطينية أو للمشفى الفلسطيني، أو لفصيل فلسطيني تشكل في تلك الفترة. فلم تكن تراعي الكتابة الفنية لأن الفلسطيني في تلك الفترة يكتب وكأنه يقف على قدم واحدة من أجل أن يكتب لك مادة معينة تطلبها الجريدة والمجلة المقاومتان ويطلبها المخيم وتطلبها الإذاعة الفلسطينية والصحف والمجلات العربية ويطلبها المترجم أيضاً. في تلك الفترة كل ما يكتبه الفلسطينيون كان مطلوباً حتى صرنا نجد أن الكثير من الروايات الفلسطينية ترجمت إلى اللغات الروسية والفرنسية والإنكليزية والبلغارية وهي ليست على المستوى المطلوب ولا تليق بها الترجمة".

الاحتفال بتسليم جائزة حنا مينة للرواية الى الروائي حسن حميد، صاحب رواية "جسر بنات يعقوب" التي فازت بجائزة نجيب محفوظ (1999)، سيكون في 29 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في دمشق، وسيتحدث في الاحتفال وزير الثقافة السوري محمد الأحمد وكذلك المحتفى به حسن حميد وكلمة لجنة تحكيم الجائزة المكونة من الروائيين أحمد يوسف داوود، ومحمد ابو معتوق، والدكتور عاطف بطرس.

 

سيرة حسن حميد

ولد حسن حميد في كراد البقارة (صفد- فلسطين) عام 1955. تلقى تعليمه في القنيطرة ودمشق، وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع، ودبلوم الدراسات العليا ودبلوم التأهيل التربوي، ثم نال الإجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية. عمل مدرساً في دمشق، كما عمل في الصحافة الأدبية كأمين للتحرير في جريدة الأسبوع الأدبي. وهو عضو جمعية القصة والرواية. حائز على دكتوراه في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية عام 2002.

له مؤلفات كثيرة هي:

-اثنا عشر برجاً لبرج البراجنة-قصص- دمشق 1983

-ممارسات زيد الغاثي المحروم- قصص- دمشق 1985.

-زعفران والمداسات المعتمة- قصص- دمشق 1986.

-دوي الموتى- قصص- دمشق 1987.

 -طار الحمام- قصص- دمشق 1988.

-السواد أو الخروج من البقارة- رواية- دمشق 1988.

-أحزان شاغال الساخنة- قصص- دمشق 1989.

-قرنفل أحمر لأجلها- قصص- دمشق 1990.

- مطر وأحزان وفراش ملون- قصص- دمشق 1992.

-تعالي.. نطيّر أوراق الخريف- رواية- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1992.

-هنالك.. قرب شجر الصفصاف- قصص- دمشق 1995- اتحاد الكتاب العرب.

- جسر بنات يعقوب- رواية - دمشق 1996- اتحاد الكتاب العرب.

- ألف ليلة وليلة - شهوة الكلام - شهوة الجسد - دراسة - دار ماجدة - اللاذقية -1996.

- حمى الكلام - قصص- دمشق 1998 - اتحاد الكتاب العرب.

- البقع الأرجوانية في الرواية الغربية- اتحاد الكتاب العرب- 1999.

وآخر انجازاته رواية "مدينة الله".