"بوليتيكو": جهود ترامب لاستعادة الاستثمارات الأميركية من الصين أتت بنتائج عكسية
صحيفة أميركية تتحدث عن فشل جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل التصنيع من الصين، إذ تفضّل الشركات الأميركية البقاء هناك على مواجهة رسوم جمركية مرتفعة وغموض اقتصادي في الداخل.
رأت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أنّ محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الاستثمارات الأميركية بعيداً عن الصين تواجه نتائج عكسية، إذ تواصل الشركات الأميركية الكبرى والمتوسطة والصغيرة تمسّكها بالبقاء في السوق الصينية، رغم الضغوط الجمركية المتزايدة.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بأن تؤدي سياساته إلى إعادة قطاع التصنيع من الصين إلى الداخل الأميركي، لكن الواقع يُظهر أن الشركات ترى في البقاء بالصين خياراً أقل خطورة.
وأكد عدد من قادة الأعمال وممثلي مجموعات تجارية، أن نهج ترامب التجاري غير المستقر لا يوفّر بيئة مشجعة على إعادة التمركز داخل الولايات المتحدة، فيما أشار استطلاع أجراه "مجلس الأعمال الأميركي الصيني" إلى أن قرابة ثلثي الشركات الأميركية العاملة في الصين تخطط للحفاظ على استثماراتها هناك.
الشركات محاصرة ومضطرة لتحمل الرسوم الجمركية
جود كينج، مؤسس شركة "Starlux Games" الأميركية، قال: "ببساطة، نحن محاصرون. لم يعد بإمكاننا الانتظار. نحن مضطرون لتحمل الرسوم الجمركية، وهذا جزء من الفخ، والجزء الآخر هو مدى استعداد المستهلك الأميركي لتحمل ارتفاع الأسعار".
ووضع هذا الواقع، الشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة أزمة وجودية، إذ لا تملك نفس القدرة التفاوضية التي تتمتع بها المتاجر الكبرى لتحمّل التكاليف أو تقليصها.
وأكّد جيمس زيمرمان، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأميركية في الصين، أن "الشركات الصغيرة لن تصمد طويلاً"، مشيراً إلى أن الموردين الصينيين باتوا يحمّلون نظراءهم الأميركيين كامل كلفة الارتفاع في الأسعار.
وتترقّب الشركات الأميركية توضيحات في السياسة التجارية خلال الأشهر المقبلة، وسط آمال بإبرام اتفاق شامل مع بكين، في وقت تشهد فيه المحادثات بين البلدين جموداً رغم التهدئة الأخيرة.
وتجدر الإشارة، إلى أن محكمة الاستئناف الفيدرالية الأميركية قضت بعدم أحقية ترامب قانونياً في فرض رسوم جمركية "متبادلة"، ما يفتح الباب أمام مواجهة قضائية محتملة أمام المحكمة العليا، ويزيد من حالة عدم اليقين التي تُخيّم على المشهد التجاري الأميركي.