الصين تعوّض التراجع الأميركي في صادراتها وتوسع أسواقها العالمية
الصين تعوّض تراجع صادراتها إلى الولايات المتحدة الأميركية بتوسيع صادراتها إلى أسواق أخرى حول العالم مستفيدة من صناعتها القوية وأسعارها المنخفضة.
-
الصين تعوّض التراجع الأميركي في صادراتها وتوسع أسواقها العالمية
نجحت الصين في تعويض التراجع الحاصل في صادراتها إلى الولايات المتحدة بسرعة ملحوظة، إذ ارتفعت شحناتها إلى أسواق أخرى حول العالم هذا العام، ما يعكس استمرار هيمنة الصين على قطاع التصنيع دون تباطؤ.
ويعود ذلك إلى استعداد الصين المسبق، وسعيها منذ سنوات لإيجاد زبائن جدد، بالإضافة إلى استثمارها الكبير في التصنيع الذي يمكنها من بيع السلع بأسعار منخفضة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت ماري لوفلي،الباحثة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إنّه "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد من قدرة الصين على إيجاد أسواق خارج الاقتصادات المتقدمة".
وخفّض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين الأسبوع الماضي، رغم بقائها عند مستويات غير مسبوقة منذ عقود.
وأكّد ترامب أن هذه الرسوم ستعزز المصانع الأميركية وتخلق وظائف، وهو وعد يعترض عليه كثير من الاقتصاديين وخبراء التصنيع، فيما تبقى فعالية هذه السياسات في الحد من تدفق السلع الصينية عبر دول أخرى محل شك.
أما بقية العالم، فقد وجد نفسه في موقف معقد بين القوتين العظميين. فبعض الدول مثل فيتنام (28%) ودول الاتحاد الأوروبي (11%) تشعر بقلق من المخاطر التي تشكلها الصادرات الصينية على صناعاتها المحلية، فيما تواجه الصين رسوماً مضادة في أوروبا.
في المقابل، تستورد دول مثل الأرجنتين (57%) ونيجيريا (45%) التكنولوجيا الصينية منخفضة التكلفة لتحديث اقتصاداتها، لكنها تزيد من عجزها التجاري مع بكين.
أما الولايات المتحدة، فشهدت تراجعاً واسع النطاق في وارداتها من الصين هذا العام، حيث انخفضت صادرات المنتجات البلاستيكية الصينية مثل السلال والشوك بنسبة 16% بين تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر.
كما انخفضت حصة الأثاث الصيني المصدّر إلى الولايات المتحدة الأميركية من أكثر من ربع العام الماضي إلى نحو الخُمس. وتراجعت صادرات الهواتف بنسبة 47% وأجهزة الحاسوب بنسبة 54%، رغم إعفاء بعض هذه الإلكترونيات من معظم الرسوم الجمركية.
الصين توسع نفوذها في الأسواق الناشئة والعالمية
على الصعيد العالمي، تتوسع الصين في الأسواق الناشئة. فهي تغمر أفريقيا (42%) وأمريكا الجنوبية (13%) بالسيارات والشاحنات والدراجات والسفن، وتصدر إلى أوروبا (7%) وآسيا (14%) البطاريات ومنتجات الحديد.
كما أصبحت الصين المنتج الأول للسيارات والبطاريات والألواح الشمسية، بينما دفع ضعف الطلب المحلي الشركات للبحث عن أسواق خارجية.
وفي أفريقيا، ارتفعت صادرات الصين من السيارات الكهربائية والألواح الشمسية بشكل قياسي، مع تراجع المساعدات الأمريكية للقارة. ورغم أن الصين تضحي أحياناً بالأرباح عبر الأسعار المنخفضة، فإنها تكسب نفوذاً اقتصادياً وسياسياً في المقابل.
وقالت إيلاريا ماتسوكو، نائبة مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: "قد لا تكون الهوامش مرتفعة، لكن الوصول إلى هذه التكنولوجيا بأسعار ميسورة يُحدث تحولاً كاملاً".
ومع استمرار إعادة توجيه الصادرات الصينية، يزداد اعتماد المستهلكين الأمريكيين على سلع من دول آسيوية أخرى، مثل تايلاند (+33%)، تايوان (+51%) وسنغافورة (+13%).