اليوان الصيني يرتفع في السوق الخارجية إلى أعلى مستوى منذ 6 أشهر
اليوان الصيني يرتفع في السوق الخارجية إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر، متجاوزاً مستوى 7.2 مقابل الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
-
اليوان الصيني يتجاوز مستوى 7.2 مقابل الدولار الأميركي
ارتفع اليوان الصيني في السوق الخارجية إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر، متجاوزاً مستوى 7.2 مقابل الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني، في إشارة إلى تحول إيجابي في معنويات السوق وسط تنامي الآمال بانفراجة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وازدياد الطلب على الأصول الصينية.
توقعات بخفض التعرفات
وقال شو تيانشن، كبير الاقتصاديين في وحدة المعلومات الاقتصادية (EIU)، إن الارتفاع الأخير في قيمة الرنمينبي (اسم آخر للعملة الصينية) يعود إلى توقعات ببدء مفاوضات قريبة بين الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى أن هناك تواصلاً تمهيدياً ربما بدأ بالفعل أو على وشك أن يبدأ.
وأضاف: "يمكننا أن نتوقع بشكل معقول أن تخفف الدولتان بعض التعريفات الجمركية المفروضة على بعضهما بعضاً، لأنها مفرطة ولا يمكن الاستمرار فيها".
وأشار إلى أن أي مفاوضات ستكون طويلة ومليئة بعدم اليقين، ما قد يؤدي إلى تقلبات في سعر الصرف.
وأوضح أن اهتمام المستثمرين العالميين بالأصول الصينية عاد جزئياً، لكنهم ما زالوا بعيدين عن "ترجيحها بشكل كبير"، ولا بد من ظهور مؤشرات ملموسة على قدرة الصين على التصدي لتحديات واشنطن قبل أن يزيدوا استثماراتهم.
اقرأ أيضاً: الصين تسعى لتعزيز اليوان عبر إنشاء مرافق تخزين للذهب في الخارج
تضرر ثاني اقتصاد في العالم من الحرب التجارية
وعقب موجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الشهر الماضي، شهد اليوان تقلبات كبيرة، وبدأت الصين تكثف جهودها لتدويل عملتها وسط تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وكان اليوان تحت ضغط انخفاض في الأسابيع الأولى من نيسان/أبريل، إذ تضرر ثاني أكبر اقتصاد في العالم من تداعيات الحرب التجارية.
وقد سجّل اليوان في السوق المحلية أدنى مستوياته منذ 17 عاماً بتخطيه مستوى 7.35 مقابل الدولار الأميركي، فيما هوى اليوان الخارجي إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 7.4290.
اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": هل يفقد العالم الثقة في الدولار الأميركي؟
مساعٍ لاستقرار العملة الصينية
وعند بداية الحرب التجارية في الولاية الأولى لترامب، انخفض اليوان من نحو 6.27 في أبريل 2018 إلى 7.18 في سبتمبر 2019 – أي بنسبة تراجع بلغت 14.5%، ما هزّ الأسواق العالمية، لكن المحللين يرون أن هذا النوع من الانخفاض غير مرجّح في الوقت الراهن، نظراً إلى زيادة مكانة اليوان عالمياً وتركيز الصين مؤخراً على استقرار العملة.
وأطلقت الصين خطة عمل لتعزيز استخدام اليوان ونظام الدفع الخاص بها في التجارة الدولية، وتسعى إلى الاستفادة من مكانة شنغهاي كمركز مالي عالمي لدفع استخدام العملة الصينية، وخصوصاً في التجارة مع دول الجنوب العالمي.
ومع استخدام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية كسلاح وضغطها على شركائها التجاريين، بدأت الشكوك تتزايد حول أمان الأصول الأميركية، ما دفع بعض المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم بعيداً عن الدولار الأميركي وسندات الخزانة، وزاد من جاذبية الأصول المقومة باليوان، بحسب المحللين.
اقرأ أيضاً: الصين تتفوق على أميركا: كيف سيطرت بكين على الاقتصاد العالمي؟
أكبر عملية شراء منذ 2020
ويوم الجمعة، تدخلت سلطة النقد في هونغ كونغ، وهي بمنزلة البنك المركزي للإقليم، في سوق العملات من خلال شراء 6 مليارات دولار أميركي – وهي أكبر عملية شراء يومية للدولار منذ عام 2020 – وذلك للدفاع عن ربط عملة هونغ كونغ بالدولار الأميركي.
جاء هذا التحرك بعدما وصل سعر الصرف إلى 7.75، وهو الحد الأعلى لقوة العملة في نظام سعر الصرف المرتبط، ما دفع السلطة إلى بيع دولارات هونغ كونغ وشراء دولارات أميركية للحفاظ على نطاق التداول بين 7.75 و7.85.
ويشير هذا التطور إلى أن الأصول الصينية، بما في ذلك تلك المقومة بالدولار الهونغ كونغي، أصبحت أكثر جذباً للمستثمرين العالميين الباحثين عن بدائل للأصول المرتبطة بالولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: "ذا هيل": انهيار الدولار.. الأزمة لم تعد مجرد نظرية
"لا نرغب في حرب جمركية"
وقال شيه فنغ، سفير الصين لدى الولايات المتحدة، يوم السبت: "نحن لا نرغب في حرب جمركية، لكننا لسنا خائفين منها أيضاً".
وأكد أن التجارة ليست لعبة صفرية، واصفاً الإجراءات الحمائية مثل الرسوم الجمركية بأنها تشبه "محاولة قطع الماء بسكين"، أي أنها غير فعّالة وفي نهاية المطاف تضر من يفرضها.
وأوضح أن بكين لا تدافع فقط عن مصالحها، بل أيضاً عن النظام الاقتصادي الدولي الأوسع. وإذا كانت واشنطن مستعدة للتفاوض، فيجب أن يكون ذلك "على أساس المساواة والاحترام والمعاملة بالمثل".
وكانت صحيفة "South China Morning Post" قد تحدثت في وقت سابق عن تعزيز الصين قيمة اليوان، من خلال إنشاء مرافق تخزين للذهب في الخارج، وذلك في إطار سعيها لتحدّي الهيمنة الأميركية.