بسبب رسوم ترامب الجمركية.. "آسيان" تخطط لمستقبل تجاري مستقل عن واشنطن

"آسيان" تُخطط لمستقبل تجاري مستقل عن الولايات المتحدة نتيجة الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

0:00
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لتقييد وصول
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف)

أثارت الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، قلقاً في أوساط رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق تصديري لها بعد الصين.

ووفقاً لمجلة "فورين أفيرز"، فإنه في حين يصعب تحديد قيمة الصادرات التي تتأثر مباشرة بالتعريفات الجديدة، تشير التقديرات إلى أن هذا المبلغ يقترب من 25 مليار دولار.

"آسيان" تستعد لعالم تجاري مستقل عن الولايات المتحدة

كما تابعت المجلة أنه في مواجهة هذه السياسات، أعدّت آسيان خطة استراتيجية للاستعداد لعالم تجاري لا يعتمد على الولايات المتحدة.

يُذكر أن "آسيان"، التي تمثل المنطقة الأكثر اعتماداً على التجارة في العالم،  تعتبر أن انسحاب أميركا من النظام التجاري الدولي سيكون مؤلمًا، لكن ذلك لن يعوقها طالما استمرت في العمل مع الـ 87% من العالم المتبقي.

وتتضمن الخطة الأولوية لتعميق التكامل الاقتصادي داخل "آسيان" عبر خطوات مثل دمج الجمارك، وتسهيل التجارة في السلع والخدمات، وفتح المزيد من القطاعات للاستثمار، بالإضافة إلى دمج الأسواق الرقمية. هذا النهج يسعى إلى تعزيز قوة السوق الموحدة في آسيان، مما يعزز فرصها التجارية داخل المنطقة، كما عبّرت الصحيفة.

وبالإضافة إلى تعزيز التكامل الداخلي، تسعى "آسيان" إلى بناء علاقات تجارية جديدة مع بقية العالم.

وتابعت الصحيفة، أنّ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، التي تضم 15 دولة، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية، تعدّ ركيزة أساسية في هذه الجهود، حيث تخطط "آسيان" لتوسيع هذه الاتفاقية لتشمل دولاً مثل هونغ كونغ وسريلانكا وشيلي وبنغلاديش.

اتفاقيات تجارية جديدة مع دول متعددة

كما تعمل "آسيان" على إبرام اتفاقيات تجارية مع العديد من الدول، حيث قالت "فورين أفيرز" إنه من المقرر توقيع اتفاقية مع كندا بحلول نهاية 2026.

كما قد يتم التوقيع على تحديث لاتفاقية التجارة بين آسيان والصين الشهر المقبل، بالإضافة إلى تحديث الاتفاقية مع الهند. وتدرس "آسيان" تعزيز الاتفاقيات مع كوريا الجنوبية ودول الخليج في المستقبل القريب.

وعلى الصعيد الفردي، بدأت دول "آسيان" في إحراز تقدم سريع. ففي 23 و26 أيلول/سبتمبر الجاري، وقّعت إندونيسيا اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي وكندا، على التوالي.

التحديات مع الولايات المتحدة

ورغم هذه التحرّكات، لا تزال الولايات المتحدة ذات صلة، حيث قدّمت بعض دول آسيان تنازلات كبيرة للحصول على اتفاقات تجارية مع إدارة ترامب. في الوقت نفسه، تستمر الشركات الفيتنامية في الضغط لتصنيع أشباه الموصلات محلياً بدلاً من الاعتماد على أميركا، وفقأ للصحيفة.

اقرأ أيضاً: جي دي فانس: الحكومة الأميركية في طريقها إلى الإغلاق