هكذا تكلم "الرجل الذي كسر بنك إنكلترا"!

لم تحظ قضية المناخ باهتمام رجل الأعمال جورج سورس، في ظل تركيزه على استعراض نصائحه بشأن التعامل مع روسيا، بل إنه دعا إلى اعتبار المناخ مشكلة من الدرجة الثانية أمام الحرب في أوكرانيا التي صنفها أولى.

  • جورج سوروس، الملياردير المجري – الأميركي أثناء كلمته في منتدى دافوس
    جورج سوروس، الملياردير المجري – الأميركي أثناء كلمته في منتدى دافوس

من يستمع لكلمة جورج سوروس، الملياردير اليهودي المجري – الأميركي، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قبل أيام قليلة، يخلص إلى أن الصين وروسيا أصل المصائب في العالم.

في العام 1992، استغل سوروس أزمة عصفت بالعملة البريطانية ليبيع نحو 10 مليارات دولار أميركي منها، ويحقق ربحاً قيمته مليار دولار في فترة زمنية قياسية آنذاك. يومها أطلق عليه الإعلام البريطاني لقب "الرجل الذي كسر بنك إنكلترا"، وظل اللقب مرافقاً له حتى بعد "تبرعه" السخي بنحو 60 في المئة من ثروته التي تقدّر بـ 83 مليار دولار لجمعياته "الخيرية" التي تسعى علانية إلى تغيير أنظمة الحكم في العديد من البلدان عبر مشاريع "إنسانية"، حتى أطلق عليه القوميون في أوروبا والمحافظون في الولايات المتحدة لقب "سيد الدمى"، نظراً لتورطه في الكثير من الانقلابات السياسية والاضطرابات حول العالم.

مرّ سوروس في كلمته على الذكاء الصناعي ووباء "كوفيد 19" ليصوب على بكين وموسكو، فالأولى "ضللت شعبها" بشأن الوباء، والثانية "بالغت في تقدير قدرات جيشها وصدمت ضمير العالم بوحشيتها".

بل قسم مؤسس "المجتمع المفتوح" العالم إلى "فسطاطين"؛ فهناك بحسب سوروس العالم الحر وهناك الأنظمة القمعية، والعالم بينهما "يشهد تهديداً وجودياً للحضارة".

وحذّر سوروس من حرب عالمية ثالثة بعد أن خاض في استجابة أوروبا "السريعة" للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وكان لافتاً مواكبة الملياردير اليهودي لتيارات الحكم في فرنسا، إيطاليا وألمانيا بشكل تفصيلي ليبني على اتجاهاتها نظرته إلى أوروبا "موحدة" بشكل أكبر. 

ولم تحظ قضية المناخ باهتمام رجل الأعمال العابر للحدود، في ظل تركيزه على استعراض نصائحه بشأن التعامل مع روسيا، بل إنه دعا إلى اعتبار المناخ مشكلة من الدرجة الثانية أمام الحرب في أوكرانيا التي صنفها أولى.

وفي هذا الصدد، اعتبر سوروس أنه " بالنسبة للغرب، فإن المعضلة في التعامل مع روسيا هي أنه كلما أصبح بوتين أضعف، زادت صعوبة التنبؤ به"، مضيفاً أن "الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يشعرون بالضغط. فهم يدركون أن بوتين قد لا ينتظر حتى يطوروا مصادر بديلة للطاقة قبل إيقاف صنابير الغاز بنفسه".

ولعلّ أخطر ما في كلمة سوروس كان بدعوته الصريحة إلى "هزيمة بوتين" باعتبارها "أفضل طريقة وربما الوحيدة" للحفاظ على الحضارة الغربية.

في الشكل، ألقى الرجل، النافذ بأمواله في جميع أرجاء المعمورة، كلمته كمفكر ورؤيوي وحكيم تجاوز التسعين من العمر، ولكن خطابه حمل الكثير من التحيّز والتهويل، وفي الوقت نفسه الكثير مما يمكن أن نفهمه عن الغضب الغربي إزاء صعود عالم متعدد الأقطاب.

اخترنا لك