للمرة الأولى.. وفيات كورونا في أميركا اللاتينيّة تتخطى الشماليّة

الولايات المتحدة وكندا شهدتا في البداية تسارعاً بوتيرة أكبر في عدد وفيات كورونا، لكن أميركا اللاتينية، وخاصة البرازيل، واجهت صعوبات كبيرة في احتواء التفشي.

  • رجل يسير بجانب إحدى مقابر وفيات كورونا في مدينة ماناوس البرازيليّة يوم 21 حزيران/يونيو الماضي (أ.ف.ب)
    رجل يسير بجانب إحدى مقابر وفيات كورونا في مدينة ماناوس البرازيليّة يوم 21 حزيران/يونيو الماضي (أ.ف.ب)

تخطى عدد الوفيات بفيروس كورونا في أميركا اللاتينيّة اليوم الاثنين نظيره في أميركا الشماليّة، للمرة الأولى منذ بدء الجائحة.

ووفقاً لاحصاء وكالة "رويترز"، سجّلت أميركا اللاتينية حتى الآن بحسب البيانات الرسميّة 144,680 وفاة ناجمة عن كوفيد-19، مقارنة مع رصد 143,847 حالة وفاة في أميركا الشمالية التي تضمّ الولايات المتحدة وكندا.

وتمّ تسجيل أولى الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس في الأميركيتين بفارق أيام أواخر شباط/ فبراير الماضي، حيث ظهرت أولاً في كندا ثمّ الولايات المتحدة وبعدها المكسيك.

الولايات المتحدة وكندا شهدتا في البداية تسارعاً بوتيرة أكبر في عدد الوفيات جراء الفيروس، لكن أميركا اللاتينية، وخاصة البرازيل، واجهت صعوبات كبيرة في احتواء التفشي، حيث ساهم الفقر والعمالة غير الرسميّة وتدهور القطاع الصحي خاصة في المناطق النائية في انتشار المرض على نطاق أوسع.

وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالمياً من حيث عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا، فيما تحتل البرازيل القائمة الثانية من حيث كلا المؤشرين. 

الولايات المتّحدة تسجّل ازدياداً مقلقاً في أعداد الإصابات الجديدة

الولايات المتّحدة سجّلت مساء الإثنين 59,222 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة، بحسب بيانات نشرتها جامعة "جونز هوبكنز". 

وأظهرت بيانات الجامعة، أنّ إجمالي عدد المصابين بالفيروس في الدولة الأكثر تضرراً بالوباء ارتفع إلى 3.36 مليون شخص، توفي منهم حتى اليوم 135,582 شخصاً، بينهم 411 فارقوا الحياة في غضون الساعات الـ24 الماضية. 

هذه الأرقام، على الرّغم من ضخامتها، تبقى في نظر خبراء الأوبئة أقل من الأعداد الحقيقية، والسبب في ذلك هو الصعوبات التي اعترضت عمليات الخضوع للفحوصات المخبرية خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين. 

ومنذ أسابيع تسجّل الولايات المتّحدة ازدياداً مقلقاً في أعداد الإصابات الجديدة، ولا سيّما في جنوب البلاد وغربها.

نتيجة لذلك، أمر حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، دور السينما والمطاعم والحانات التي تستقبل الزبائن في صالات داخليّة بإغلاق أبوابها مجدّداً بسبب تزايد الإصابات بكوفيد-19 في الولاية.

وقال نيوسوم إنّ القرار يشمل أيضاً الكنائس والشركات بما فيها صالات التمارين الرياضية ومراكز التسوّق وصالونات تصفيف الشعر والأعمال غير الأساسيّة التي تجرى في قاعات مغلقة في 30 من المقاطعات الأكثر تضرّراً بالوباء، لا سيّما لوس أنجلس.

يذكر أنّ العالم سجّل حتى الآن 13.1 مليون إصابة بكوفيد-19، فيما تخطت الوفيات 572 ألف حالة. 

وحذّرت منظمة الصحة العالميّة أمس الإثنين، من أنّ دولاً كثيرة "لا تتخذ التدابير السليمة وتسلك الاتجاه الخاطىء في مواجهة وباء كورونا". 

المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم أوضح أنّه "لن تكون هناك عودة إلى الوضع الطبيعي في المستقبل المنظور"، مشدداً على أنّ الفيروس "يبقى العدوّ العلنيّ الأوّل، لكن ما تقوم به غالبيّة الحكومات والأفراد لا يعكس هذا الأمر". 

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.