جمعية حقوقية: "الدعم السريع" قتلت مدنيين خلال فرارهم من الفاشر بدارفور في السودان

جمعية حقوقية تقول إن قوات "الدعم السريع" قتلت عدداً من المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من منطقة تحاصرها في دارفور بالسودان.

0:00
  • سودانيون فروا من الصراع في إقليم دارفور آب/أغسطس 2023 (وكالات)
    سودانيون فروا من الصراع في إقليم دارفور آب/أغسطس 2023 (وكالات)

أعلنت جمعية حقوقية، الاثنين، أن قوات "الدعم السريع" قتلت عدداً من المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من منطقة تحاصرها في دارفور بالسودان.

وأفادت جمعية "محامو الطوارئ"، المتخصصة بتوثيق الجرائم المرتكبة في الحرب، بأن "العشرات جُرحوا واعتُقل عدد غير معروف من المدنيين" في هجوم لقوات "الدعم السريع"، يوم السبت الماضي، على قرية قرني الواقعة شمال غرب مدينة الفاشر في دارفور غرب السودان.

وكانت قوات "الدعم السريع" قد شنت في الأيام الأخيرة هجوماً جديداً على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تحاصرها منذ شهر أيار/مايو 2024 من دون تحقيق تقدم ميداني.

بدورها، حذّرت الأمم المتحدة مراراً من معاناة مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر في ظل غياب تام للمساعدات والخدمات.

"الدعم السريع" تسلّم مخيم "زمزم" لمرتزقة كولومبيين... واتهامات بتنفيذ "جرائم حرب"

وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم مخيم "زمزم" للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، محمد خميس، أن قوات "الدعم السريع سلّمت المخيم لمرتزقة أجانب يُعتقد أنهم من كولومبيا، بعد أشهر من سيطرتها على المخيم". وقد أثار هذا التطور، بحسب خميس، اتهامات خطرة تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب ومحاولات لتغيير ديموغرافيا المنطقة، من قبل الميليشيا".

ووصف خميس، في بيان صدر يوم الأحد، ما جرى في مخيم "زمزم" بأنه "جريمة مزدوجة"، قائلاً إنه "تم تشريد حوالى 499 ألف نازح، يمثلون 99% من سكان المخيم، في أبريل الماضي، على يد ميليشيا الدعم السريع، ثم احتلال المخيم من قبل مرتزقة أجانب".

وأضاف، بحسب ما أفادت به صحيفة "السوداني"، أنه "رصدنا تحركات مجموعات مسلحة تتحدث اللغة الكولومبية تتجول بحرية بين ركام المنازل وجثث الضحايا غير المدفونة، في مشهد يندرج ضمن جرائم الحرب ويخفي معالم مجزرة مروعة"، مطالباً المجتمع الدولي بفتح "تحقيق عاجل" في الانتهاكات التي شهدها المخيم، محذراً من أن "ما يحدث يشكل مؤامرة أكبر لتصفية المدنيين وإخفاء معالم الجرائم".

من جهتها، أعلنت القوات المسلحة السودانية، في منشورات لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن "مرتزقة كولومبيين قُتلوا خلال معارك الفاشر الأخيرة إلى جانب ميليشيا الدعم السريع"، مشيرة إلى أن "مقاطع الفيديو التي عُثر عليها في هاتف أحد المرتزقة القتلى أظهرت مجموعات مسلحة تتجول داخل مخيم زمزم، إضافة إلى وجودهم في محيط مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، الذي أعادت ميليشيا الدعم السريع تشغيله بمساعدة الإمارات بهدف نقل الإمدادات العسكرية وتهريب الذهب"، وفق ما أعلن الجيش السوداني.

موقع كولومبي: مرتزقة كولومبيون يدربون أطفالاً في دارفور

يذكر أن تحقيقاً لموقع "لا سيلا فاسيا" الكولومبية، ذكر أنه يتم "تجنيد وتدريب أطفال سودانيين داخل معسكرات تدريب على أيدي مرتزقة كولومبيين في منطقة قرب نيالا ضمن عملية عسكرية منظمة تديرها شركة أمن إماراتية وتدعمها قوات الدعم السريع".

وقال أحد العناصر المشاركين في التدريب واسمه "سيزار" إنه "كان هناك مراهقون لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً يتلقون التدريبات على استخدام الأسلحة داخل أحد المعسكرات في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور"، مضيفاً أن "معسكرات التدريب كانت تضم ما بين 1000 و3000 مجنّد سوداني بين أطفال تراوح أعمارهم ما بين 10 و12 عاماً".

وأشار الموقع الكولومبي إلى أن "شبكة دولية تقود العملية في السودان مكوّنة من 3 جهات رئيسية"، مشيراً إلى أن "عملية توظيف المرتزقة الكولومبيين يقودها العقيد المتقاعد الكولومبي، ألفارو كيخانو، المقيم في الإمارات". وأضاف أن رجل الأعمال الإماراتي، محمد حمدان الزعابي، مسؤول عن إدارة عمليات التدريب والتجنيد في السودان، إلى جانب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)".

وذكر الموقع أيضاً أن اسم الزعابي ورد في تقارير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في عام 2019 كمتورّط في شركات دعاية تدعم قوات "الدعم السريع" في السودان.

ويشير تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن "حميدتي هو حليف وثيق لمنصور بن زايد نائب رئيس الإمارات ومالك نادي مانشستر سيتي، والذي تقول الاستخبارات الأميركية إنه أرسل طائرات وأسلحة إلى قوات الدعم السريع تحت غطاء المساعدات الإنسانية" وفق ما ذكر موقع "لا سيلا فاسيا".

اقرأ أيضاً: "الجيش السوداني: 7 قتلى من المدنيين بقصف لـ"الدعم السريع" على الفاشر"