نداء دولي: مقترح وقف موقت لإطلاق النار في لبنان وصولاً إلى اتفاق شامل

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقودان جهوداً دبلوماسية في نيويورك، لتجنب مزيد من التصعيد في لبنان، والتوصل إلى "هدنة مؤقتة"، واستئناف جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

0:00
  • مجلس الأمن الدولي
    مجلس الأمن الدولي (وكالات)

طالب بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ووافقت عليه دول عربية وغربية بوقفٍ مؤقت لإطلاق النار فوراً في لبنان.

وقال مسؤول أميركي في إحاطةٍ صحافية إنّ "نصّ المقترح بات لدى الجانبين الإسرائيلي واللبناني قبل نشره".

من جانبه، لفت مراسل الميادين في نيويورك إلى أنّ "المقترح الذي يتحدث عن هدنةٍ من 21 يوماً ينحصر في الجبهة اللبنانية".

وأكّد بيانٌ مشترك للرئيسين الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّه قد حان الوقت للتوصل إلى تسوية عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، تضمن السلامة والأمن وتُمكّن المدنيين من العودة إلى منازلهم.

وجاء في البيان، أنّ إطلاق النار منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يُهدد وخاصة خلال الأسبوعين الماضيين، بصراعٍ أوسع نطاقاً، وإلحاق الأذى بالمدنيين.

ولذلك عملنا معاً خلال الأيام الأخيرة، على إطلاق دعوة مشتركة، لوقفٍ مؤقت لإطلاق النار، لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد.

يُذكر أن البيان حظي بتأييد الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر، داعياً إلى تأييده من قبل لبنان و"إسرائيل".

من جانبه، صرّح بايدن في حديثه مع الصحافيين، قائلاً: "أصدرنا بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً على طول الحدود الإسرائيلية واللبنانية، وقد تمكنا من حشد دعم كبير من أوروبا وكذلك من الدول العربية، ومن المهم ألا تتسع الحرب".

وقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يوماً
وكشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية خلال إحاطةٍ هاتفية أنّ وقف إطلاق النار سيكون لمدة 21 يوماً على طول الخط الأزرق، وخلال تلك الأيام سنقوم بالتفاوض من أجل حلٍ مُحتمل للصراع المستمر والتوصل إلى اتفاقٍ شامل، يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم في كلٍ من لبنان و"إسرائيل".

ودعا المسؤول الأميركي إلى "وقف إطلاق النار في لبنان خلال تلك الأيام الـ21"، لافتاً إلى أنّ هذه الهدنة ستكون في لبنان فقط دون قطاع غزّة.

وأضاف أنّ "المناقشات تسير نحو اتفاقٍ كامل ومحتمل على طول الخط الأزرق مصحوبة أيضاً بـالمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

مفاوضات على أساس واقعي
كما لفت المسؤول الأميركي إلى أنّ مجموعة السبع مع عدد من الشركاء المقربين والدول، انضموا إلى هذا البيان، مشيراً إلى أنّ هناك إشارة في البيان المشترك إلى الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2735 المتعلق بقطاع غزّة (الاتفاق المكون من 3 مراحل والذي طرحه الرئيس بايدن في أيار/مايو الماضي).

وكشف أنّ هناك استجابة من قبل الجانبين اللبناني و"الإسرائيلي"، بشأن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك بعد اطلاع الطرفين على الاتفاق، مردفاً: "سنسمح لهم بالتحدث عن إجراءاتهم المتعلقة بقبول هذه الصفقة خلال الساعات المقبلة".

وبشأن مدّة مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، المحدد في 21 يوماً، قال المسؤول الأميركي: "كنا نبحث عن فترة زمنية ستكون بمثابة مساحة مستدامة طويلة، بما يكفي للسماح بإجراء مفاوضات على أساس واقعي، حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق معقد خلال تلك الفترة الزمنية".

وأضاف المسؤول الأميركي أنّه خلال الأشهر القليلة الماضية، أي منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، كنّا نتواصل باستمرار مع الأطراف في لبنان و"إسرائيل"، للتوصل إلى صياغة اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتهدئة.

وكان يجب أن يكون الأمر دائماً أكثر من مجرد وقف إطلاق نار، لأن الأمر يحتاج لترتيبات أمنية (عند الحدود اللبنانية الفلسطينية).

مواقف أممية
من ناحيته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إنّ "ما يحصل جنوبي لبنان لا يمكن النظر إليه بمعزل عما يحصل في قطاع غزّة، وهو يخاطب ضمائرنا".

وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بأنّه "يجب تجنب الحرب الشاملة بأي ثمن، ولا يمكن للبنان أن يصبح غزة أخرى"، داعياً الطرفين في لبنان و"إسرائيل" إلى وقف الأعمال القتالية.

كما أشار غوتيريش إلى أنّ الأمم المتحدة تعمل على "تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف موقت لإطلاق النار للسماح بتسليم المساعدات وتمهيد الطريق أمام سلام دائم".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك