"جيروزاليم بوست" عن زيارة ترامب للسعودية: لم تعد واشنطن القبة الحديدية لـ"إسرائيل"

صحيفة "جيروزاليم بوست" تتحدث عن زيارة ترامب إلى الرياض ولقاؤه بقادة عرب، بينهم محمود عباس، مشيرةً إلى أن ذلك يعكس تحولاً إقليمياً يقلل من أهمية "إسرائيل".

0:00
  • من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ولقاءه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2019 (أرشيفية)
    من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ولقاءه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2019 (أرشيفية)

من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الثلاثاء، خلال زيارة رسمية إلى الرياض تتخللها اجتماعات إقليمية رفيعة المستوى.

ومن أبرز الفعاليات المنتظرة، اجتماع موسّع يجمع الرئيس الأميركي بعدد من القادة العرب، بينهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون، بالإضافة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع.

ورأت صحيفة  "جيروزاليم بوست" أنّ "هذا التطور الدبلوماسي يثير قلقاً إسرائيلياً متزايداً على أكثر من صعيد".

وتأتي مشاركة الرئيس محمود عباس استجابة لدعوة خاصة من ولي العهد السعودي، ضمن مسعى سعودي لوضع القضايا الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أمام الرئيس الأميركي بشكل مباشر، في محاولة لإعادة الزخم إلى الجهود الدبلوماسية في المنطقة.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إلى أنّ ولي العهد السعودي يرسل رسالةً من هذه الخطوة، مفادها: "لا يُمكن تجاوز السلطة الفلسطينية، رغم محاولات إسرائيل ذلك، ويجب أن تنظروا إلى المنطقة كما نراها نحن، لا كما يُصوّرها الإسرائيليون".

وأضافت أنّ هذه الرسالة بدأت تتشكل، ولم يعترض البيت الأبيض عليها، مشيرةً إلى أنّه "يبدو أن ترامب غير منزعج من هذا التطور، وهذه تحديداً مشكلة نتنياهو".

وقالت: "الحقائق واضحة، سيلتقي ترامب بعباس خلال جولته الإقليمية، لكن ليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

كما رأت الصحيفة، أن إصرار السعودية على مشاركة عباس ليس مجرد إشارة داخلية أو لفتة للعالم العربي الأوسع، بل يعكس ديناميكيات سياسية وأمنية إقليمية متغيرة، لا تصب في مصلحة "إسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أنّه بغض النظر عن نوايا ترامب، فإن الرسالة الإقليمية واضحة لا لبس فيها: "الولايات المتحدة تتراجع، تاركة إسرائيل تُدير تهديداتها بنفسها، لم تعد الولايات المتحدة القبة الحديدية لإسرائيل، هذا هو الواقع الحالي، مهما ادّعى أي أحد".
 

ترامب يقلل من أهمية "إسرائيل" في المنطقة

قالت "جيروزاليم بوست"، إنّه "لم يعد التطبيع مع إسرائيل يُمنح بالمجان، ولا يكفي أن يُغطى بشعارات عامة أو مبادرات رمزية"، مضيفةً أنّ حتى الخطاب الذي كان رئيس حكومة الاحتلال يروّج له لم يعد مقنعًا في واقع عام 2025.

وِشدّدت على أنّ "هذا التحوّل لا يؤثر فقط على إسرائيل، بل يضع ضغوطاً متزايدة على قادة المنطقة، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي، الذي بات محطّ انتقادات متزايدة، حتى من دون خطوات تطبيعية واضحة مع تل أبيب".

وأضافت الصحيفة أنّ تصريحاته السابقة ما زالت تُراجَع بدقة، بينما يرى كثيرون في العالم العربي أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، ما يعزز الحاجة إلى مواقف تضامنية حقيقية مع القضية الفلسطينية، لا مجرد اصطفاف اقتصادي مع واشنطن.

وفي تحليل لدعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمشاركة في الاجتماع المرتقب مع الرئيس الأميركي في الرياض، رأت الصحيفة أنّها "تحمل في طياتها بُعداً سياسياً أيضاً، بحيث أنّ ظهور عباس إلى جانب قادة عرب وواشنطن قد يمنح غطاءً رمزياً لأي تفاهم سعودي-أميركي، ويخفف من حدة الانتقادات في الشارع العربي".

وأشارت إلى أنّ "إسرائيل، لم تعد في صلب المعادلات. غابت عن الأولويات، لا سيما مع ما يُنظر إليه كفتور أميركي متزايد تجاه التحديات الأمنية الإسرائيلية، سواء في ما يخص تهديدات الحوثيين أو غموض الموقف من الاتفاقات المقبلة مع السعودية".

كما أنّه لم تعد دول مثل مصر تتعجّل في تسمية سفير جديد لتل أبيب، ولا تبادر بإرسال بعثة دبلوماسية فاعلة، في إشارة واضحة إلى تبدل المزاج الإقليمي.

وأوضحت الصحيفة، النهج البراغماتي الذي يتّبعه الرئيس ترامب في تعاطيه مع ملفات الشرق الأوسط، "غير آبهٍ على ما يبدو بالأضرار الاستراتيجية التي قد تلحق بإسرائيل نتيجة هذا التوجّه".

وحذّرت من أنّه "في حال لم يعد التطبيع شرطاً مسبقاً لأي تقارب أميركي سعودي، فإن الدور الإسرائيلي في المعادلة سيتقلص إلى حدّ كبير"، مشيرةً إلى أنّ الرياض باتت قادرة على التفاوض على اتفاقات اقتصادية وربما نووية، من دون الحاجة إلى التطرق إلى "إسرائيل" أو إدماجها في أي إطار إقليمي.

وختمت الصحيفة، عبر الإضاءة على تراجع الأهمية الدبلوماسية لكيان الاحتلال بشكل غير مسبوق، بحيث وصل موقعها الإقليمي إلى مستويات متدنية تاريخياً، لافتةً إلى أنّ "نتنياهو لا يقدّم أي رؤية أو مبادرة ذات جدوى يمكن أن تُغري الإدارة الأميركية أو تبرر دعمها".

اخترنا لك