"واشنطن بوست": سياسات وزير الحرب الأميركي تثير قلقاً في أوساط القيادة العسكرية
قادة عسكريون أميركيون يعربون عن قلقهم من استراتيجية وزير الحرب التي تركّز على التهديدات الداخلية وتقليل دور أميركا في أوروبا وأفريقيا.
-
علم الولايات المتحدة الأميركية
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" مخاوف جدية للقادة العسكريين في الولايات المتحدة بشأن استراتيجية الدفاع المرتقبة التي يقودها وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، ما كشف عن انقسام بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية في البنتاغون.
ووفقاً لثمانية مسؤولين حاليين وسابقين، تمت دعوة هيجسيث إلى عقد قمة غير عادية في فرجينيا يوم الثلاثاء لمناقشة الاستراتيجية الجديدة.
وتابعت الصحيفة أن هذا القلق يأتي في وقتٍ يعيد فيه هيجسيث ترتيب أولويات الجيش الأميركي، حيث يركز "البنتاغون" على التهديدات المتصوّرة للبلاد، ويضيق المنافسة الأميركية مع الصين، ويقلل من دور أميركا في أوروبا وأفريقيا.
وقد انتقد العديد من كبار الضباط، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان المشتركة، هذه الاستراتيجية، معتبرين أن تركيزها على التهديدات الداخلية يقلل من استعداد الجيش الأميركي في مواجهة التحديات العالمية.
انقسام في وجهات النظر داخل "البنتاغون"
ووفقاً لـ"واشنطن بوست"، فقد أبدى أشخاص مطّلعون على عملية تعديل الاستراتيجية، والذين تحدّثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، شعوراً متزايداً بالإحباط من خطة هيجسيث، معتبرين أنّها قد تكون قصيرة النظر وربما غير ذات صلة، خاصة بالنظر إلى نهج الرئيس ترامب الشخصي والمتناقض أحياناً في السياسة الخارجية.
مخاوف بشأن التصعيد العسكري مع روسيا
كما أضافت أن تركيز هيجسيث ومسؤوليه على الانكشاف المحدود على الصين، يثير قلقاً في أوساط "البنتاغون" من إمكانية تصعيد المواجهات مع روسيا في ظل الحرب الروسية الأطلسية. كما ترى القيادة العسكرية أن التقليل من التحالفات الأميركية في أوروبا وأفريقيا قد يضر بمكانة الولايات المتحدة في تلك المناطق الاستراتيجية.
وعلى الرغم من أن الوثيقة تركز على الصين، فإنها تضع جزءاً كبيراً من الاهتمام بالتهديد بالهجوم على تايوان، وهو ما يعتبره العديد من العسكريين الأميركيين غير كافٍ للتعامل مع المنافسة الشاملة مع "أكبر خصم للولايات المتحدة"، وفقاً لمصادر داخل "البنتاغون".
من جهة أخرى، تذكر الصحيفة أن هيجسيث يقود عملية إصلاح شاملة للبنتاغون، حيث وعد بتخفيض عدد الجنرالات والأدميرالات الذين يشرفون على الجيش الأميركي بنسبة 20%، في إطار تعديل هيكل القيادة العسكرية. وقد أثارت هذه الإصلاحات انتقادات داخلية، خاصة بعد إقالة كبار الضباط، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائدة العمليات البحرية.