"الغارديان": أكثر من 1500 مدني قتلوا خلال هجوم للدعم السريع على مخيم زمزم في السودان
تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية يرجّح مقتل أكثر من 1500 مدني في "ثاني أكبر جريمة حرب تُرتكب خلال الصراع المستمر في السودان" شنّتها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور بالسودان.
-
صورة مقدمة من شركة "ماكسار تكنولوجيز" تم التقاطها في 16نيسان/ أبريل 2025 وتظهر حريقاً ودخاناً في مخيم زمزم في دارفور بالسودان (AFP)
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تحقيق أن أكثر من 1500 مدني ربما قُتلوا خلال هجوم عنيف شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور في السودان خلال شهر نيسان/أبريل الماضي.
وذكر التحقيق، أنّ الهجوم هو "ثاني أكبر جريمة حرب تُرتكب خلال الصراع المستمر في السودان"، حيث إنّه استمر لمدة 72 ساعة بين 11 و14 من شهر نيسان/أبريل 2024، وشهد إعدامات جماعية واختطافات واسعة النطاق، وبقي مئات المدنيين في عداد المفقودين.
ولفت التحقيق إلى أن مخيم زمزم يُعدّ أكبر مخيم للنازحين في السودان، وتُقدَّر الخسائر البشرية فيه بما يفوق التقارير الأولية، التي أشارت إلى مقتل ما يصل إلى 400 مدني.
وذكرت الأمم المتحدة سابقاً أن "المئات" قُتلوا، لكن لجنة محلية للتحقيق في المجزرة أحصت حتى الآن أكثر من 1500 قتيل، بحسب عضو اللجنة من الإدارة السابقة للمخيم، محمد شريف، الذي قال إن "العدد النهائي سيكون أعلى بكثير، إذ إن الجثث ما زالت في المنازل، والحقول، وعلى الطرق".
وأفاد خبير متخصص في الجرائم البشعة ويمتلك عقوداً من الخبرة في دارفور (رفض الكشف عن اسمه للصحيفة)، والذي أجرى مقابلات مع العشرات من الناجين من زمزم، بأن عدد الضحايا قد يصل إلى 2000 قتيل.
وقال إنّ "مستويات العنف كانت مروّعة حتى بالمقارنة مع مجازر الإبادة الجماعية التي تعرّضت لها المجموعات الأفريقية في دارفور خلال العقد الأول من الألفية، على أيدي الميليشيات العربية التي أصبحت لاحقاً قوات الدعم السريع".
وأضاف أنّ "كل شهادة ممن هرب من المخيم تحتوي على ذكر لأحد أفراد العائلة الذين قُتلوا. هذا شيء لم أرَه من قبل".
وفي السياق، قال عبد الله أبوغردة من جمعية الشتات الدارفوري في المملكة المتحدة، إن "نحو 4500 من أعضاء المنظمة "يعرفون شخصاً أو قريباً قُتل في الهجوم".
وأضاف أن 2000 شخص على الأقل من سكان زمزم لا يزالون مفقودين، واصفاً المجزرة بأنها "واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ العالمي الحديث"، ومشيراً إلى غياب ردود الفعل الدولية الغاضبة رغم فداحتها.
من جهتها، قالت نائبة رئيس قسم الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود"، كلير نيكولي، إن الهجوم استهدف "واحدة من أكثر الفئات ضعفاً على وجه الأرض"، مُشيرة إلى أن "الناجين واجهوا نهباً واسع النطاق، وعنفاً جنسياً، وهجمات أثناء التنقل، وظروفاً معيشية مروّعة في مواقع التهجير المؤقتة".
كذلك، جرى اختطاف أعداد كبيرة من النساء، ولا تزال معظمهن مفقودات. وفي هذا الإطار، بيّن شريف (عضو اللجنة من الإدارة السابقة لمخيم زمزم) أن اللجنة على علم بوجود أكثر من 20 امرأة تم نقلهن إلى مدينة نيالا، المعقل الرئيسي لقوات الدعم السريع، والواقعة على بُعد 160 كيلومتراً من المخيم.