"صديق إسرائيل" رئيساً لـ "مؤسّسة غزة الإنسانية".. من هو جوني مور؟
"مؤسسة غزة الإنسانية" تعيّن العضو في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية جوني مور، رئيساً جديداً لها، وهو المساهم بإبرام اتفاقات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
-
الرئيس الجديد لـ "مؤسّسة غزة الإنسانية" جوني مور
عيّنت "مؤسسة غزة الإنسانية" العضو في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية ومؤسّس شركة الاستشارات "Kairos Company"، جوني مور، رئيساً جديداً لها.
ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية الخطوة بأنها "مبادرة مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقد أتى تعيين مور بعد استقالة جيك وود، الجندي البحري الأميركي السابق، احتجاجاً على ما وصفه بعدم قدرة المؤسّسة على تنفيذ خطة توزيع المساعدات في غزة بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية، في ظل إشراف إسرائيلي مباشر على العملية.
اقرأ أيضاً: غزة: أكثر من 70 شهيداً و400 جريح في مجازر الاحتلال بـ"مراكز المساعدات" خلال أسبوع
من هو جوني مور؟
ويعدّ مور، بحسب سيرته الذاتية في موقع "Kairos"، "صديقاً إنجيلياً بارزاً لإسرائيل"، مشيراً إلى أنه أدى دوراً مهماً في جهود التواصل الأميركية مع حكومات الشرق الأوسط، بما في ذلك إبرام اتفاقات "أبراهام" لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والدول العربية.
وفي هذا السياق، زعم جون أكري، المدير المؤقّت للمؤسسة، أن مور يتمتّع "بسجل مثبت من القيادة المبدئية والعمل الإنساني الميداني"، لكن قلة خبرة مور في العمل مع المنظمات الخيرية الكبرى قد تعقّد من قدرته على دحض الانتقادات الموجّهة إلى المؤسّسة بشأن افتقارها للاستقلال والخبرة في التعامل مع أزمات إنسانية كبرى، بحسب "الغارديان".
وأكّدت الصحيفة، نقلاً عن ثلاثة أشخاص على صلة بالمؤسّسة، أن استمرار عملها سيكون صعباً من دون المستشارين الذين ساعدوا في تأسيسها.
وأضافت: "إضافة إلى تطوير المبادرة بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل، قامت شركة Boston Consulting Group (BCG) بتحديد أسعار دفع وتجهيز مجموعة من المقاولين الذين بنوا 4 مراكز توزيع في جنوب غزة لتقديم المساعدات".
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: رفض أممي للتعاون مع "إسرائيل" والشركات الأميركية في توزيع المساعدات
مور يهاجم منتقدي المؤسّسة
ويعدّ مور - الزعيم الإنجيلي والمستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشؤون الدينية - مدافعاً صريحاً عن المؤسّسة.
وقد أبدى انزعاجه من الانتقادات العلنية بشأن إطلاق المشروع، وتوجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منشور في منصة "إكس"، قائلاً إن التقارير التي تفيد باستشهاد فلسطينيين وإصابتهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات "كذبة... ينشرها الإرهابيون".
وفي بيان رسمي، أشاد مور بتوزيع المؤسّسة أكثر من 7 ملايين وجبة خلال الأسبوع الماضي، بحسب زعمه، وهو رقم لم يتم التحقّق منه بشكل مستقل.
وهاجم التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن التمويل الغامض والانطلاق الفوضوي لمراكز التوزيع في غزة.
وقال مور في بيانه: "تؤمن مؤسّسة غزة أنّ خدمة شعب غزة بكرامة وتعاطف يجب أن تكون الأولوية القصوى. ندعو الآخرين للانضمام إلينا، ونحث على توخي الحذر الشديد بشأن نشر معلومات غير موثوقة من مصادر أصدرت مراراً تقارير كاذبة مثبتة".
وأضاف: "التقارير الكاذبة عن العنف في مواقعنا تخلق تأثيراً مرعباً على السكان المحليين، ولا يمكننا أن نتخيّل إساءة أعظم إلى مجتمع في حاجة ماسة" إلى المساعدات.
اقرأ أيضاً: غزة: أكثر من 60 شهيداً منذ الفجر.. "ومراكز المساعدات" تتحول إلى مصائد موت
انسحاب جهات شريكة من المؤسّسة
ورغم الإشادة المعلنة من مسؤولين أميركيين عند انطلاق المشروع، تواصل الجهات الشريكة الكبرى انسحابها منه، فقد أعلنت شركة "BCG" الأميركية للاستشارات، يوم أمس الثلاثاء، إلغاء عقدها مع المؤسّسة وسط تزايد التدقيق الإعلامي في أعمالها ومصادر تمويلها.
وأعلنت المؤسّسة في وسائل التواصل الاجتماعي أنها ستغلق مراكز التوزيع يوم الأربعاء لأعمال "تحديث وتنظيم وتحسين الكفاءة"، من دون توضيح طبيعة التحسينات، وادعت أن العمليات ستُستأنف يوم الخميس.
وترفض الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية الشريكة التعاون مع هذه المؤسّسة، معتبرةً أن الخطة الإسرائيلية تنتهك المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وقد تُفاقم من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.