"فورين أفيرز": ترامب يقوّض جهاز الاستخبارات الأميركي ويُخضعه للولاء الشخصي

المجلة الأميركية تحذّر من أن إدارة ترامب تعرّض الأمن القومي للخطر عبر تسييس المعلومات وتهميش الخبراء.

0:00
  • فورين أفيرز تحذر من تسييس الأمن القومي وتهميش الخبراء في عهد ترامب (أرشيفية)
    فورين أفيرز تحذر من تسييس الأمن القومي وتهميش الخبراء في عهد ترامب (أرشيف)

رصدت مجلة "فورين أفيرز" تراجعاً خطيراً في أداء جهاز الاستخبارات الأميركي، خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب، معتبرة أنّ أسلوبه الشعبوي وشخصيته المتسلطة أدّيا إلى تقويض قيم الاستخبارات، وإخضاع المؤسسات الأمنية لولاءات شخصية على حساب الكفاءة والمهنية.

وتسلط المجلة الضوء على حادثة أواخر حزيران/يونيو، حين رفض ترامب شهادة مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد أمام الكونغرس، والتي أكدت عدم قرب إيران من تطوير سلاح نووي، بينما كان ترامب يستعد لشن ضربات على منشآتها النووية.

وبعد الضربات، أعلن ترامب انتصاره مدعياً تدمير المواقع المستهدفة بشكل كامل، في حين أظهرت تقارير وكالة استخبارات الدفاع تقديرات أكثر تحفظاً بشأن حجم الأضرار.

وتؤكد "فورين أفيرز"، أنّ المشكلة ليست فقط في استهانة ترامب بالمعلومات الاستخبارية، بل في بيئة إدارية تسمح لكبار المسؤولين بتكييف التقييمات بما يوافق رغبات الرئيس.

وكرّر وزير الدفاع بيت هيغسيث ادعاءات ترامب المبالغ فيها، متجاهلاً تقارير وكالته، في حين رفض البيت الأبيض تقييمات معاكسة ووصفها بأنها "خاطئة تماماً".

  • صور فضائية من شركة ماكسار تكنولوجيز لمنشأة فوردو النووية (أرشيفية)
    صور فضائية من شركة ماكسار تكنولوجيز لمنشأة فوردو النووية (أرشيف)

ورغم ذلك، ادعى كل من تولسي غابارد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف وجود "معلومات جديدة" تدعم تصريحات ترامب، من دون الكشف عن تفاصيلها.

وترصد المجلة تنامي ظاهرة استبدال الخبراء المحترفين بموالين سياسيين، ما يحوّل وكالات الاستخبارات إلى أدوات لتبرير قرارات سياسية، بدلاً من أن تكون مصدراً لمعلومات دقيقة، تساعد على اتخاذ القرارات الأمنية الحاسمة.

وفي ظل هذه الأجواء، تواجه الولايات المتحدة تهديدات أمنية وطنية متصاعدة، في وقت تزداد فيه هشاشة جهازها الاستخباري.

وترى "فورين أفيرز"، أنّ فشل الاستخبارات ليس أمراً غريباً حتى في الأنظمة المتقدمة، نظراً لصعوبة كشف الأسرار وتقييمها بدقة، لكن "التشوهات النظامية" تزيد من احتمالات الفشل.

وتستشهد المجلة بالنموذج الكلاسيكي للنظم الاستبدادية التي تعاقب أي رأي مخالف، وتفضل الولاء على الخبرة، ما يؤدي إلى خلق بيئة تنتشر فيها "الحقائق البديلة" والنفاق، وتُقمع فيها الأصوات الناقدة.

وتحذّر المجلة من أنّ الولايات المتحدة تعيش خطراً مماثلاً نتيجة شعبوية ترامب، التي تتسم بعدم الثقة بالخبراء، واحتواء تحليلات تناقض المعتقدات السائدة في حركته.

وتوضح أنّ ترامب أحاط نفسه بموالين يجتازون "اختبارات الولاء"، ضمن ثقافة تسودها الرقابة الذاتية وقمع الحقائق التي لا تروق الرئيس.

وأبرزت المجلة بأنّ إدارة ترامب، جعلت الولاء الشخصي معياراً أساسياً لتولي المناصب الأمنية، حتى على حساب الكفاءة والخبرة، ما دفع بالعديد من المهنيين الأكفاء إلى مغادرة الخدمة أو التهميش، في رسالة واضحة مفادها أن البقاء في جهاز الأمن القومي مرتبط بالالتزام الكامل بمواقف الرئيس.

اقرأ أيضا: "فورين بوليسي": انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران يطارده الآن

اخترنا لك