"نيويورك تايمز": الحرب في "إسرائيل" حول الخدمة العسكرية في زمن الحرب

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً حول الأزمة السياسية التي تسببها مسألة تجنيد "الحريديم"، في ظل حاجة "الجيش" الإسرائيلي الماسة إلى تجنيد الآلاف في صفوفه.

0:00
  • احتجاجات لأفراد من
    احتجاجات لأفراد من "الحريديم" ضد التجنيد (أرشيفية)

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الاثنين، تقريراً قالت فيه إن "إعفاء المتدينين المتشدّدين في إسرائيل لطالما كان محل استياء لدى بقية السكان اليهود، لكن حرب غزة، المستمرة منذ قرابة عامين، حوّلت هذا الوضع المزعج إلى أزمة سياسية تُعمّق الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وتُعرّض ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهش للخطر".

ونقلت الصحيفة عن أستاذة السياسات العامة في جامعة "تل أبيب"، نيخومي يافي، أن "العلمانيين الإسرائيليين يتساءلون: لماذا يموت أطفالنا بينما أطفالكم يشربون القهوة ويتعلمون؟".

كما أشارت استطلاعات رأي أجرتها يافي إلى أن "25% من الرجال "الحريديم" سينضمون إلى الجيش إذا لم يُنبذوا من قِبَل مجتمعاتهم بسبب ذلك، كما هي الحال مع الكثيرين، وأن 25% آخرين سينضمون إليه مع بعض التشجيع". 

"جيش" الاحتلال الإسرائيلي يقول إنه بحاجة ماسة إلى "12 ألف مجند جديد بسبب الحرب المنهكة في غزة، إذ قُتل أكثر من 450 جندياً إسرائيلياً في القطاع، وتتزايد حالات الانتحار، ويقل عدد جنود الاحتياط الإسرائيليين، وهم الأغلبية العظمى من المقاتلين، الذين يلتحقون بالخدمة، في حين أمضى الكثير منهم أكثر من 400 يوم في الخدمة منذ بدء الحرب".

كذلك صرّح مسؤول عسكريّ كبير لـ "نيويورك تايمز"، بأنه بعد إعلان "الجيش" الإسرائيلي استدعاء 60 ألف جندي احتياطي جديد، وتمديد أوامر 20 ألف جندي، سيرتفع العدد الإجمالي للجنود الاحتياطيين الذين سيخدمون على جميع الجبهات في "إسرائيل" إلى نحو 120 ألف جندي.

بالنسبة إلى اليهود المتشدّدين، يقول "الجيش" الإسرائيلي إن 80 ألف رجل منهم، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، مؤهلون للخدمة العسكرية، وأن جميعهم تقريباً قد أُرسلت إليهم إشعارات تجنيد خلال العام الماضي.

وحتى الآن، لم يلتحق سوى 2940 شخصاً، مع أن هناك متسعاً من الوقت للآخرين للتسجيل قبل سلسلة من المواعيد النهائية، ولن يكون معظم هؤلاء الـ 2940 مستعدين لخوض الحرب الآن، لكنهم سيتمكنون من ذلك بعد 6 أشهر من التدريب الذي يُجريه "الجيش" الإسرائيلي، وفقاً لـ "نيويورك تايمز".

هذا العدد لا يزال بعيداً عن هدف "الجيش"، البالغ 4800 مجند من المتشدّدين الدينيين لهذا العام، "وأبعد من احتياجات الجيش"، وفقاً لما صرّح به العميد شاي طيب، المسؤول عن شؤون الأفراد العسكريين، أمام لجنة في "الكنيست"، في 12 آب/أغسطس الحالي.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن المستقبل ينذر بالمزيد من الضغوط، فقد ارتفع عدد المتدينين المتشدّدين في "إسرائيل"، ليصل إلى نحو مليون شخص اليوم، أي ما يُقارب 13% من السكان، مُقارنةً بـ 40 ألفاً عام 1948، وبحلول عام 2024، أصبح نحو 22% من الأطفال في سن السادسة من "الحريديم". وبحلول عام 2035، من المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 30%.

يُنظر إلى أي إعفاء للمتشدّدين على أنه غير قابل للاستمرار، حيث قال الرئيس السابق لقسم تجنيد اليهود المتشدّدين في "الجيش" الإسرائيلي: "هذه هي الحسابات".

في المقابل، المتشدّدون الأرثوذكس لا يتأثرون، حيث يقول المستشار السياسي المؤثر لأحد الأحزاب الأرثوذكسية المتشدّدة التي انسحبت من الحكومة، موتي بابتشيك، في مقابلة: "ربما تغيّرت الظروف والأزمنة، لكن الاتفاق الأساسي بين "الحريديم" ودولة إسرائيل لا يزال كما هو".

من جهة أخرى، يقول نحميا شتاينبرغر، وهو محاضر وحاخام من الطائفة الحريدية في القدس، التحق بـ "الجيش" عام 2021، وعمره 37 عاماً: "العيش في إسرائيل، وعدم الالتحاق بالجيش، هو وضعٌ ستضطر للاعتذار عنه دائماً"، مضيفاً: "شعرت، رغم أنها مرحلة متأخرة من حياتي، بأنه يجب عليّ القيام بذلك".

وفي السياق نفسه، يقول الحاخام آرييه أميت، عضو طائفة حاباد لوبافيتش، والذي يعمل الآن مسؤولاً عن الشؤون اللوجستية في قاعدة مؤقتة داخل حدود غزة، إنه يفهم سبب انزعاج العديد من الإسرائيليين من المتشدّدين الأرثوذكس.

اقرأ أيضاً: لتعويض نقص الجنود.. الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتجنيد مئات اليهود من الخارج