"نيويورك تايمز": لماذا يشعر المسيحيون الفلسطينيون بالخيانة من قبل المسيحيين الأميركيين؟

تقرير يكشف دور المسيحيين الإنجيليين الأميركيين في دعم سياسات "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، على حساب مسيحيي الأرض المقدّسة.

0:00
  • إنجيليون أميركيون يتظاهرون دعماً لكيان الاحتلال (أرشيفية)
    إنجيليون أميركيون يتظاهرون دعماً لكيان الاحتلال (أرشيفية)

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الجمعة، أنّ "المجموعة الأميركية التي يُعتقد أنها الأكثر حماساً، لحثّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سحق آمال الفلسطينيين في إقامة دولة ليست الجالية اليهودية، بل المسيحيون الإنجيليون".

واستندت الصحيفة إلى قول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ذات مرة في مؤتمر "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل"، الذي يضم نحو 10 ملايين عضو، إنّه "ليس لدينا أصدقاء أعظم من المسيحيين الداعمين لإسرائيل".

ولطالما دأب القادة الإنجيليون على مطالبة البيت الأبيض، بـ"رفض جميع الجهود"، التي تهدف إلى الحد من السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وفقاً لما أعلنته مجموعة "القادة المسيحيون الأميركيون من أجل إسرائيل"، مستندين إلى تفسير ديني يستشهد بالله والكتاب المقدّس لدعم موقفهم المؤيد لضم |إسرائيل" للأراضي الفلسطينية.

من جانبه، عبّر في وقتٍ سابق، القس المعمداني وحاكم ولاية أركنساس السابق وسفير ترامب لدى "إسرائيل"، مايك هاكابي، عن موقفه الداعم للضم، قائلاً: "لا وجود لفلسطيني في الواقع".

وفي بيت لحم، قال القس الفلسطيني اللوثري ورئيس جامعة دار الكلمة، متري الراهب، والذي يعارض، شأنه شأن كثير من المسيحيين الفلسطينيين، سياسة الضم: "هل نشعر بالخيانة؟ نعم، إلى حدٍ ما. وللأسف، هذا ليس جديداً علينا".

وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أنّه "أقل من 2% من فلسطينيي الضفة الغربية اليوم مسيحيون، لكنهم أقلية مؤثّرة تعاني من عمليات الاستيلاء على الأراضي والمصاعب نفسها التي تعاني منها الأغلبية المسلمة".

وفي وادي المخرور قرب بيت لحم، التقيتُ بأليس قيسية، البالغة من العمر 30 عاماً، في مكان مُطلّ حيث استطعنا رؤية ممتلكات عائلتها - التي مُنعت عائلتها من الوصول إليها.
 
وكشفت أليس قيسية، من عائلة مسيحية عريقة في وادي المخرور، قرب بيت لحم، أنّها "تعرّضت لاعتداء جسدي من قبل مستوطنين إسرائيليين، ومطعم عائلتها هُدم 4 مرات، وأنّ الحكومة الإسرائيلية أجبرتها أخيراً على مغادرة أرضها العام الماضي".

وفي سؤالٍ عن رأيها بالقادة المسيحيين الأميركيين، قالت قيسية: "دعوهم يأتون ويعيشون هنا، لعلهم يتمكّنون من التعامل مع المستوطنين".

كذلك، أشار الكاتب والصحافي الفلسطيني المسيحي داود كتّاب، إلى أنّه "عندما يُستخدم الكتاب المقدّس لتبرير سرقة الأراضي وارتكاب جرائم حرب ضدّ المدنيين، فإنّ ذلك يضع المؤمنين في موقف لا يُحسدون عليه".

وبحسب "نيويورك تايمز"، هناك نماذج محلية مسيحية تتبنّى قيم المحبّة والعدالة التي يدعو لها الإنجيل، مشيرةً إلى أنّه من أبرز هذه المبادرات جماعة "خيمة الأمم" في الضفة الغربية، وهي حركة مسيحية سلمية ترفع شعار: "نرفض أن نكون أعداء".

لكن هذه الدعوة لم تلقَ استجابة بالمثل، فقد وثّقت عائلة مسيحية سلسلة من الانتهاكات، كالاعتداءات المتكررة من المستوطنين، تدمير لأشجار الزيتون في المزرعة، محاولات لاقتلاعهم من أرضهم التي يمتلكونها منذ أكثر من مئة عام، وحرمانهم من المياه الجارية والكهرباء.

ولفتت الصحيفة، إلى أنّه "رغم الجهود الكبيرة للقادة المسيحيين الأميركيين في الدفاع عن الحريات الدينية، في أماكن مثل الصين وأذربيجان، فإن هذا الصوت يغيب حين يتعلّق الأمر بمسيحيي الأرض المقدّسة".

وأشار داوود ناصر أثناء جولته في المزرعة، إلى أنّ العديد من المسيحيين والمسلمين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على تصاريح للصلاة في الأماكن المقدّسة في القدس، "بينما يستطيع المسيحيون الأميركيون زيارة كنيسة القيامة بحرية، علماً أنّ الكثير من مسيحيي الضفة الغربية محرمون من الوصول إليها للصلاة".

اخترنا لك