ترامب يبدأ أسبوعه الأول في البيت الأبيض بتحويل شعارات حملته إلى أفعال

من الهجرة إلى الطاقة مروراً بالدبلوماسية، يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسبوعه الأول في البيت الأبيض مبدياً عزمه على إصدار مراسيم واتخاذ مبادرات ليترجم بذلك شعارات حملته إلى أفعال.

أعلن رئيس الولايات الأميركية المتحدة الجديد دونالد ترامب قبل عشرة أيام خلال مؤتمره الصحافي الوحيد الذي عقده منذ انتخابه "سنوقع مراسيم باستمرار الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ونقوم بالشيء نفسه في الأسبوع التالي".
وأعلن ترامب اليوم الإثنين أنه سيبدأ بإعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية مع المسؤولين الكندي والمكسيكي اللذين سيلتقيهما قريباً. كما حدد لقاء مع نظيره المكسيكي انريكي بينيا نييتو في 31 كانون الثاني/يناير.

وترامب الذي وعد خلال حملته ببناء جدار على الحدود بين بلاده والمكسيك تموّله الأخيرة، أعرب عن الأمل في التوصل إلى "نتائج جيدة جداً" مع هذا البلد حول قضايا الهجرة والأمن. كما قد يعيد الرئيس الجديد النظر في برنامج "داكا" الذي طبّقه باراك أوباما في 2012 ويسمح لأكثر من 750  ألف مهاجر غير شرعي أتوا في سن مبكرة إلى الولايات المتحدة بالحصول على تراخيص إقامة وعمل. ولتطبيق مبادرات كبرى عدّة كبناء الجدار مع المكسيك عليه الحصول على موافقة الكونغرس المخوّل الوحيد لصرف الأموال لتنفيذ هذا المشروع غير المحدد الملامح بعد.

وبعد أول عطلة نهاية أسبوع في البيت الأبيض شهدت واشنطن ومدن أخرى تظاهرات ضخمة معارضة للرئيس الجمهوري، وبدوره يرى ترامب التحرك بسرعة تجاه هذه المعارضات لكنه سيصطدم بعقبة كبيرة وهي أن الفريق الذي شكّله ليس عملانياً بعد. 

وحتى الآن ثبت مجلس الشيوخ عضوين فقط في إدارته هما جيمس ماتيس وزيراً للدفاع وجون كيلي وزيراً للأمن الداخلي. لكن يبدو أن الطريق بات ممهداً لريكس تيلرسون رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة "اكسون موبيل" لتولي حقيبة الخارجية. وأبقت الإدارة الأميركية حتى الآن على الغموض حول مضمون المراسيم المقبلة والجدول الزمني لها.

وحول البيئة والمناخ تعهدت إدارة ترامب بإنهاء "الحرب على الفحم الحجري" وقد تلغي عدة قوانين وضعتها إدارة أوباما، كما قد تستخدم الإدارة قسماً كبيراً من الأموال الدولية المخصصة لمكافحة التغيرات المناخية.
كما وعد ترامب بأنه سيعلن خلال الأسبوعين المقبلين إسم الشخصية التي سيقترحها لتحل مكان القاضي انتونين سكاليا في المحكمة العليا موضحاً أن لديه لائحة تحمل 20 إسماً مرشحاً للمنصب. وقال ترامب "أعتقد أن أحد أسباب انتخابي أنه لم يعد سكان هذا البلد يحتملون ما كان يحصل في المحكمة العليا".

 

تمثال مارتن لوثر كينغ في مكانه

كما استبعدت الإدارة الأميركية الأحد أن يكشف الرئيس الأميركي الجديد الذي لا يزال الغموض يلف ثروته وإيراداته ضريبة الدخل. وقالت مستشارته كيليان كونواي "لن ينشر ضريبة الدخل وتم التطرق إلى هذا الموضوع خلال حملته وهذه المسألة لم تكن موضع اهتمام من قبل الناس".

من جهة أخرى أعلنت منظمة لمكافحة الفساد الاثنين أنها ستقاضي ترامب لانتهاك الدستور الأميركي المرتبط بالإيرادات التي لا يزال يتقاضها على حد قولها من دول أجنبية. وأكدت المنظمة غير الحكومية "سيتيزنز فور ريسبونسابيليتي اند ايثيكس" أنها سترفع شكوى ضد ترامب اعتباراً من الاثنين أمام محكمة مانهاتن الفدرالية بحسب بيان نشر الأحد. وجاء في البيان أن ترامب ينتهك الدستور من خلال الحفاظ على علاقاته الرأسمالية التي تربطه بمئات الشركات المتصلة بمجموعته "ترامب اورغانايزيشن" بعد تنصيبه.

وكان ترامب وقّع بعد دقائق من دخوله المكتب البيضاوي أوّل المراسيم التي كانت لها دلالة رمزية. 

وكأسلافه غيّر ترامب الديكور في هذا المكان الرمزي للسلطة التنفيذية الأميركية، لكنّ التمثال النصفي لمارتن لوثر كينغ بقي في مكانه.

اخترنا لك