إقرار غولان بقتل "إسرائيل" رضّعاً في غزة كهواية يثير عاصفة سياسية داخلية

في دلالة جديدة تكشف جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.. رئيس حزب "الديمقراطيين" يؤكد أن "الدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد مدنيين، ولا تقتل رضّعاً كهواية"، وردود الفعل الإسرائيلية تتوالى منتقدة تصريحاته.

0:00
  • عاصفة سياسية في
    رئيس حزب "الديمقراطيين" في "إسرائيل" يائير غولان

قال رئيس حزب "الديمقراطيين" في "إسرائيل" يائير غولان، إن "الدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد مدنيين في غزة، ولا تقتل رضّعاً كهواية، ولا تضع لنفسها أهداف طرد السكان"، في دلالة تكشف مستوى الإجرام الإسرائيلي في القطاع إذ أنّ هذا التصريح صادر عن مسؤول أمني كبير كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان في وقت سابق.

وفي مقابلة مع هيئة البث "كان"، شدد غولان على أنّ "إسرائيل في طريقها لتكون دولة منبوذة بين الشعوب، إذا لم تعد لتتصرف كدولة عاقلة".

واعترف بأن الحكومة الإسرائيلية "تعج بنماذج من المسؤولين الانتقاميين عديمي الأخلاق وعديمي القدرة على إدارة دولة في حالة طوارئ". 

اقرأ أيضاً: تقرير: كيف يموت أطفال غزّة مرتين؟

نتياهو يهاجم غولان: "افتراءات دنئية"

وعقب تصريحه مباشرة، توالت التصريحات الهجومية والانتقادات من الائتلاف والمعارضة، ودان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة ما سمّاه "التحريض الجامح الذي قام به يائير غولان ضد الجنود وضد إسرائيل".

وأضاف مهاجماً: "غولان، الذي يشجع على الرفض (الخدمة)، والذي قارن إسرائيل بالنازيين في السابق عندما كان يرتدي الزي العسكري، وصل الآن إلى مستوى جديد من الانحدار عندما زعم أن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية".

واتهمه بأنه "يردد مع أصدقائه في اليسار الراديكالي أصداء الافتراءات الدموية المعادية للسامية الأكثر دناءة ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل"، وتابع: "لا يوجد حد للانحلال الأخلاقي".

اقرأ أيضاً: "الغارديان": أطفال غزة.. ما الذي يمكن أن يحمله المستقبل لهم؟

كاتس يدعو لنبذ غولان

من جهته، دعا وزير الأمن الإسرائيلي إسرائيل كاتس إلى نبذ غولان من الحياة العامة، واتهمه بتشويه سمعة "إسرائيل".

وزعم كاتس أن تصريح غولان هو "افتراء دموي بغيض ضد جنود الجيش الإسرائيلي في الخدمة النظامية والاحتياط".

اقرأ أيضاً: بالأرقام.. كيف حوّلت "إسرائيل" أطفال غزة ولبنان إلى وقود لآلتها الحربية؟

دعوة لمحاكمة غولان

وشنّ وزير الأمن السابق يوآف غالانت هجوماً عليه، وقال: "السؤال ليس: كيف أصبح لواء في الاحتياط عنصراً خصماً للجيش الإسرائيلي، بل كيف أصبح شخص معادٍ للجيش الاسرائيلي لواء؟".

وطالب رئيس حزب "معسكر الدولة" بني غانتس غولان بالتراجع عن كلامه والاعتذار، مدعياً أن كلامه متطرف،  وزاعماً أنه "يكذب ويعرض حرية الجنود للخطر أمام القانون الدولي"، فيما دعا عضو الكنيست إسحاق كرويزر (قوة يهودية) إلى محاكمة غولان بشبهة التمرد.

وهاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي (الليكود) غولان، واتهمه بأنه "مخرب؛ مخرب جهود تحقيق أهداف الحرب؛ مخرّب أمن مقاتلي الجيش الإسرائيلي". 

غولان يرد: الحكومة فاسدة

وفي إثر ردود الفعل الإسرائيلية التي أثارتها تلك التصريحات، والتي وصفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنها "عاصفة سياسية"، رد غولان مهاجماً منتقديه: "سبق أن جربنا طريقة غانتس في الإطراء على نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وفشلت".

وأكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة "هي تحقيق لأوهام بن غفير وسموتريتش. وإذا سمحنا لهم بتحقيقها فإننا سنصبح دولة شعارات".

وتوجه إلى الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "وزراء الحكومة فاسدون، والحكومة فاسدة. هذه الحرب يجب أن تنتهي، ويجب إعادة الأسرى وإصلاح إسرائيل". 

من هو غولان؟

يشغل الضابط العسكري المتقاعد يائير غولان حالياً منصب رئيس حزب "الديمقراطيين" ويعد من أبرز زعماء المعارضة، وهو سياسي إسرائيلي معروف بانتقاداته الحادة للحكومة الإسرائيلية الحالية، وخصوصاً ما يتعلق بسياساتها تجاه الفلسطينيين.

خدم في "الجيش" الإسرائيلي من عام 1980 حتى 2018، وشارك في عدة حروب، منها "حرب لبنان الأولى والثانية، والانتفاضتان الأولى والثانية، وحروب غزة".

تدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء (ألوف)، وشغل مناصب بارزة مثل قائد الجبهة الداخلية، وقائد المنطقة الشمالية، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة.

في أيار/مايو 2024، فاز برئاسة حزب العمل بنسبة 95% من الأصوات. وفي تموز/يوليو من العام نفسه، قاد عملية دمج بين حزبي العمل وميرتس لتشكيل حزب "الديمقراطيين".

عُد غولان شخصية مثيرة للجدل منذ أن ألقى خطاباً عام 2016 بدا أنه يقارن فيه بين المجتمع الإسرائيلي وصعود الفاشية في أوروبا في ثلاثينات القرن الماضي، وهو يدعم "حل الدولتين" مع الحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبرى.

أطفال غزة مهددون بالجوع والإبادة

وكانت المنظمات والجمعيات الحقوقية العالمية قد نددت باستهداف الاحتلال الإسرائيلي للأطفال في قطاع غزة. وفي هذا السياق، قالت لويزا باكستر، رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، إنّ "أطفال غزة يعانون من وضع إنساني بالغ الصعوبة وهم يفتقرون لكل شئ، ومهددون بالقتل والإصابة والمرض وباليتم".

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في وقت سابق، أنّ الاحتلال يواصل منع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية، ما أدّى إلى نقل أكثر من 70 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل ما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية عبر سلاح التجويع".

اقرأ أيضاً: "جحيمٌ على الأرض".. الأمم المتحدة: معظم الضحايا في غزة مؤخراً من النساء والأطفال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك