الأفغان في هرات يعانون من أوضاع صحية وغذائية صعبة

تقرير لـ"فرانس 24" عن الأوضاع الغذائية والصحية في مدينة هرات، يظهر حالات حرجة من جرّاء سوء التغذية عند الرضّع والأمهات، وأوضاعاً صعبة تعاني منها المخيمات.

  • موظفة من منظمة
    موظفة من منظمة "أطباء بلا حدود" تتحقق من مؤشرات سوء التغذية لدى طفل في مخيم نازحين في ضاحية هرات في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 هكنورلا ريتامال (أ.ف.ب)

نشرت "فرانس 24" تقریراً عن الوضع الغذائي والصحي في هرات في أفغانستان، تناول حالات صحيّة حرجة لأطفال رُضّع، يجري نقلهم إلى عيادات "أطباء بلا حدود".

ويشير التقرير إلى أن أكثر من طفل واحد من بين خمسة أطفال يُنقلون إلى عيادة "أطباء بلا حدود" في مدينة هرات غرب أفغانستان، يموت.

ويفيد بأن الأوضاع الغذائية لأمهاتهن صعبة جداً، فهن لا يأكلن كفاية، وبالتالي ليس لديهن حليب كافٍ لإرضاع أطفالهن الذين تتدهور صحتهم بشكل خطر.

وقد قامت العيادة الواقعة في محاذاة المستشفى الحكومي بزيادة  عدد أسرّتها من 45 إلى 75 في الأشهر الأخيرة، لمساعدة السلطات المحلية في مواجهة انهيار النظام الصحي الذي تلى عودة حركة "طالبان" إلى السلطة في منتصف آب/أغسطس. وتستقبل هذه المنظمة غير الحكومية نحو ستين مريضاً جديداً كل أسبوع، بحسب التقرير.

وتقول كبيرة الممرضات في العيادة، غايا جيليتا، "تأتي الأمهات من أماكن بعيدة في أغلب الأحيان" إلى المستشفى الحكومي القريب، لكنه "لم يعد يتلقّى الإمدادات" من معدات وأدوية، "ولم يعد الأطباء والممرضات يتلقون أجورهم".

ويقطع بعض العائلات مسافة 150 كيلومتراً ليصل إلى العيادات.

وعن وضع المخيمات، يذكر كريستوف غارنييه، منسّق مشروع منظمة أطباء بلا حدود في هرات، أن "نسبة إعادة دخول المستشفى مرتفعة جداً". وقد تفاقم سوء التغذية، المنتشر أساساً في البلاد المنهكة من جرّاء نزاعات مستمرة منذ 40 عاماً، في السنوات الأخيرة، بعد مواسم جفاف قاسية على ما يوضح.

وارتفعت معدلات البطالة بشكل صاروخي، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية، والمعاناة منتشرة في كل أنحاء البلاد، ولا سيما في مخيمات النازحين.

وقال محمد أمين، في أحد هذه المخيمات، حيث تقتصر الوجبات اليومية على بعض الخبز والشاي في أغلب الأحيان، "عندما يشعر الشخص بالجوع لا يسعه التفكير بشيء آخر".

وفي غياب فرص العمل، يفكر محمد أمين في التوجه إلى إحدى العيادات الطبية في محاولة لبيع إحدى كليتيه. ويؤكد "بطبيعة الحال فكرت بالتبعات، لكنني اعتبر أن ذلك سيساعد أطفالي". ويتحدث أحد جيرانه عن مصيرِ قريبٍ له أصيب بإعاقة بعدما باع كليته بمبلغ 150 ألف أفغاني (1413 يورو).

في هذه المخيمات، تعتمد منظمة الصحة العالمية نهجاً وقائياً مع أمهات معوزات.

وتمرر مساعدة طبية تعمل لحساب المنظمة سواراً ثلاثيّ الألوان في ذراع كل طفل لتقييم سوء التغذية، فيتبيّن لها أن أحد الأطفال بات في وضع سيّئ، ويبدو كأنه في شهره الثاني، بينما يبلغ ستة أشهر. وتوضح الوالدة: "تمكنت من الإرضاع فترة أربعين يوماً فقط".

وطُلب منها التوجّه إلى العيادة في هرات، حيث ستتمكن من الاستفادة وطفلها من ثلاث وجبات في اليوم، وهو ترف بات بعيداً عن متناول الكثير من الأفغان.